رحيق الغمام وقطر الندى
وبيدر عطر يغطي الصدى
وبسمة بدر بليل طويلٍ
تذيب الشموع بدرب الهدى
يذوب الفؤاد على الغصن شدواً
فأكرم بقلب رقيق شدا

ويسهر جفن الغروب حنيناً
ليعبر بحرَ الظلام المدى

تنوء الحروف على ثغر شعري
لتحلو القوافي إذا أُجهِدا

سأفتح كل المحار بقلبي
لينبض حرفي إذا جُوِّدا

فلؤلؤ ذاتي سيبقى دفيناً
بصدر المحار إذا أوصِدا

تمر النوارس تحت سمائي
وتعصر فوقي دموع الندى

أنا في غرامي ولدت شقياً
وكنت كذا قبل أن أولدا

أسير إليّ فألقى اضطراباً
يعشعش في مستحيل بدا

لتغفو الفراشات فوق جبيني
فإن الجمال بها أَنشَدا

عساني أعيش بكل جناحٍ
كلون أضاء سبيل الردى

أذوب بنارٍ تطهّر صدري
وألقي رفاتي إذا أُوقِدا

هو الحب يقطر من همساتي
ويدفئ نهري إذا جُمّدا

تُلملِم مني العذارى عطوراً
وتصنع من وشوشاتي نِدا

وتعزف كل العصافير لحني
ليطرب شعري إذا غُرِّدا

ستعمُر بالزيزفون دناني
وغاري سيبني بها معبدا

أنا والدموع كأمطار صيفٍ
إذا ما تدلّتْ .. بها بُرِّدا

رحيق الغمام بعطر الندى
يحوّل كل ضلالي هدى

ويسكب في راحتَيَّ دعاءً
يوضئ روحيَ كي تسجدا

من (ولى زمان الحب)