الألم المقبول ...
أيمكن ان نبكي او نحز ن أو نتوجع بدون ألم ..بالوعي يفترض الشعور بهذا الاحساس المالح... انما ما لا يفترض ان نقبل ونتقبل لانها درجة أعلى بالادراك الانساني ..فنخزن مشاعرنا المالحة والجافة كالصحراء
فهل ستنتقل الى ان معاهدة القبول ونتعايش معها من جديد ... اما نتوقف عند ينبوع جف ام زاد ملحه ...
هي اختبار القسوة والصلابة ام اختبارات انكسار وانهزام ...
ربما كتبت كلماتي لاني عايشت هذا المساء ولادة ديوان انين من وراء جدارن الصمت للشاعر حسام الحجار في المكتبة الوطنية وسمعت اثناءها كلمات عن الألم المقبول ... هنا رايت وطني الكبير العالم العربي والاسلامي يجرح ويجترح ...
رأيت في خيالي دماء سكبت ودموع هطلت فلماذا ؟؟
أأرثي وطني الذي غاص في بحيرة جافة يراها العالم وينتظر أم أرثي زمان الصمت في صدى القهر دون نهر يتجدد ...
أم أقبل الوجع وارتقي الى جفاف الاوطان بين صحراء الغربة ...
أم ألوم زمن الصمت عند عتبات جامعة عربية وامم متحدة ...
أنت الان تبكي يا من حروفك ثلاثة واو وطاء ونون ... لإنهم يريدون حروفك اكثر من ثلاثة... فقد عاهدوا انفسهم على مائدة جديدة تفتيت وطن وتقطيع ...
جرفوا الحزن حتى من الوطن ...فلا وقت فالارض استعدت للدفن كثيرا وزاد ملحها ... فمن يقبل الألم ... ام هي صفقة لزيادة الملح في بحيرة ...
يا حرية يا حرية يا حرية ... أصبحت وجع جديد بعدما كنت حلما ... لإنك فتحت بابا كنت اعرف عنه فقط بحروف التاريخ وقصص المساء ...
يا حرية أنت قدمت الوجع فمتى تقدمين دموع الفرح ...
أم انت اختبار لكي نولد من جديد بثوب يقبل الألم وينسى من ضم القبر اجسادهم ... أم انت تحولين الانسان عبد للرقم ... لقد ثقبت وطني وقتلت حلمي فلسطين .. وسكبت علينا من طحين اللئام ...
فهل ساقبل الألم واسير على أرض اجساد فيها صرخت للحرية بلا اجنحة ...
فالدجاج طير انما لا يرتفع فهل حصل على الحرية ام قبل بالجناح واستكان للزمان
أهي الاقدار كل يوم قتيل وشهيد في وطني الكبير ام هم اصبحوا في رقعة الشطرنج اعداد وارقام فهل اقبل الوجع واصبح رقما ؟؟؟
يبدو ان الحقيقة المرة تعلن عن نفسها وتذيقنا ملوحة الدموع ..
إنما القبول ينقلنا الى صوت السماء من ارض اصفها بالبقعة الباهتة الزرقاء الى ظلام ابحث فيه عن نجوم تضيء درب وطني الكبير وتعيد له في يوم ما صفة حرية إنسان وليس حرية رقم ...
الكاتبة وفاء الزاغة