قهر المحبة
***
شعر
صبري الصبري
***
فوجئت في بيتي بأجمل هرةِ
جاءت مع الأولاد ساعة غربتي
وتحدثوا عنها وعن أخلاقها
وهدوئها بسكينة ومسرةِ
فوجدت وصفهمُ كما قالوا لها
سمت عجيب في عيون عذوبةِ
ورفضت صحبتها وقمت بزجرها
ونبذتها نبذ الشغوف بوحدةِ
فتأثر الأولاد مني وانبرى
فيهم دفاعٌ عن خلالِ جميلةِ
فاللون أبيض كالسحاب بصفوه
والذيل ممدود بأبهى صورةِ
واللهو مرغوب بهرتهم أرى
فيهم حبورا عازفا بمودةِ
وتعجب الأولاد مني : شاعرٌ
يأبى المحبة قد أتته بوفرةِ !
قلت : اتركوني .. لا أود هزارها
و(الخربشات) تصيبني في بشرتي
قصوا أظافرها قبيل لقائها
للهو حين ظهيرة وعشيةِ
وإذا أردتم بالفؤاد ودادها
لا تجعلوها تختبي بأريكتي
لا تجعلوها في سريري كلما
رامت فراشا تستقر بفرشتي
وتنام نومتها العميقة بالهنا
بسباتها الوافي بطرف مخدتي
فأنا أحب من الحياة هدوءها
وأنا أحب سكينتي بمعيشتي
بالله ردوها لبائعها كما
كانت تعود لعشها في حجرةِ
قالوا : وكيف فراقها وبعادها
إنا عشقناها بعشق حبيبةِ
إن كنت ترغب للجميلة بعدها
جمعا نكون بجنبها في رحلةِ
ستكون وحدك إن رغبت فراقها
فأعد حسابك يا أحن أبوةِ
قلت : اسمعوني جيدا فمطالبي
أني أريد وسيلة لحراستي
وأريد أمنا وارفا من نومها
جهرا بفرشي في دقائق غرفتي
إن كنت وحدي فاحرسوني كلكم
حتى تفارق بالسلام وسادتي
قولوا لها إن الدعابة أوجه
وبها اختلاف شاسع في وجهتي
سأحبها رغما ببعد مقامها
عني لأرنو حبها في نظرةِ
شعت إليها منكمُ بسجية
فطرية ممزوجة بسعادةِ
ولسوف أرضى أن تقيم فواصلوا
حبا لها بحنانة وبرحمةِ
هذا اضطرار والقرار قراركم
فقد استطاعت أن تكون شريكتي
في حب أولادي وأمهمُ كما
نالت مكانا رائعا في شقتي
ولسوف أسطر للأنام حكايتي
شعرا لأهرب منكمُ لقصيدتي
فبها استعادة مأمني وسلامتي
من قهر عيشي في مخالب هرةِ
قهر المحبة أن أحب شريكة
تحيا ببيتي رغم جدب مودتي !
والله يقضي بيننا بقضائه
يوم النشور بعدله بقيامةِ
والصبر مفتاح لأجمل مخرج
لأنال يوما قادما حريتي !