هنا فى اليوتيوب
هنا فى اليوتيوب
السلام عليكم
ياأستاذ عاطف البلاد بيعت كلها وبرمتها فهل توقفنا على الآثار فقط؟
وحسبنا الله ونعم الوكيل
لك الشكر
غزة
تحيتي لك أستاذي:
************
فساد مصري له رائحة إسرائيلية!
د. فايز أبو شمالة
من يدخل مصر العربية لا يحتاج إلى تقارير رسمية كي يتعرف على حجم الفساد الذي ضرب أطنابه في ربوع الطاهرة، إذا يكفي أن تتجول في الأسواق لتعرف أن الأحذية الرياضية مستوردة من فيتنام، وأن الدجاج المجمد تم استيراده من البرازيل، وأن الجبن ومشتقاته مستورد من هولندا، وأن اللحم المجمد مستورد من الأرجنتين، وأن الملابس مستوردة من الصين، وأن معظم ما تحتويه الأسواق التجارية مستورد من خارج مصر، ليسأل كل عاقل: أين مصر؟ ومن الذي يشطب اسم مصر داخل مصر؟
وكي تعرف حجم الفساد الذي عصف بمصر، انظر في حال الناس الذين يتدفق تحت أقدامهم نهر النيل العظيم، وتلفهم شمس الشرق، ويمتلكون السواعد السمر القادرة على تفتيت الصخر، ولا يجدون قوت يومهم! ينظرون إلى الموز ويشتهون ملامسته، يبصرون المانجو المصرية ولا ينطقون باسمها، يشمون رائحة التفاح ويكتمون الأنفاس، إنهم بشرٌ، ولهم مشاعر، وأحاسيسهم رقيقة، وأطفالهم يشتهون البيض، ويرسمونه في كراريسهم، ويقرءون في الكتب عن اللحمة، ولا يتذوقونها، ويتمنون قطعة سمك ولا يلامسونها، فكل تلك الأشياء من المحرمات على غالبية الشعب المصري! أما بشأن الخضروات
مثل الباذنجان والكوسة والطماطم والبطاطس والثوم والبصل، فأسعارها في بلد نهر النيل والشمس الساطعة أغلى بكثير من أسعارها في قطاع غزة الذي يعاني الحصار!.
فإذا كانت إسرائيل التي تحاصر قطاع غزة لم تنجح في منعه من الزراعة، وتوفير المواد الغذائية الأساسية، وبكميات تكفي سكان قطاع غزة، وتفيض أحياناً، فمعنى ذلك أن الفساد الذي ضرب مصر لم ينتقل بالعدوى، وإنما كان منظماً، وله رائحة إسرائيلية، وانتشر بفعل فاعل، وله أهداف سياسية، تؤكد أن وراء كل فاسد في مصر جهاز أمن إسرائيلي يرعى فساده، ويحدد مهماته التي تتجاوز الفساد المادي إلى الإفساد الروحي!.
هذه الحقائق تفرض على الشعب المصري ألا يفتش في جيوب الفاسدين، وألا يكتفي بمصادرة أموالهم التي نهبوها، بل لا بد من التفتيش في أفكارهم عن الجهات التي رعت فسادهم، وأوصلتهم إلى مواقعهم القيادية، ليصيروا مصدر القرار! لا بد من الكشف عن المنظمات الدولية التي خططت، ونفذت، وأحكمت الخناق على مصر العربية!.
تجربة الشعب الفلسطيني تؤكد أن كثيراً من الأسماء الفاسدة التي تتحكم بالقرار، لا تتحرك في فراغ، ولم تكبر في زمن الحكم الذاتي لأنها اعتمدت على كفاءتها، وقواها الذاتية فقط، التجربة الفلسطينية تقول: إنّ وراءَ كلَّ فاسدٍ جهازُ أمنٍ إسرائيلي!
فاسألوا أنفسكم أيها المصريون، إلى أي جهاز أمن إسرائيلي ينتمي الفاسدون؟!.