أعيد اكتشاف اسمي ..
فأحتاج استشعار نبرات صوت جدّي بموسيقيته الانسيابية، تأتي مُتهدِّجة، نافضةٌ عنها غبار عالم الذكريات، بعد أن تقادمت عليها عوادي الأيام، فتهدهد نفسي بحنان كلمسات أمي ورخامة صوتها، يدندن في حنايا البيت عندما تقوم بأشغالها وأعمالها اليومية الروتينية التي لا تنتهي.
وأصوات جَلَبة الحصّادين تشق هدوء الليل تقرع سمعي من بعيد من الحارات الأخرى، وهم يتهيؤون لمسيرة يوم بصحبة السنابل يحصدونها، على وقع موجات الندى وهو يبلل عيدان القمح، فتهتز لها قلوب الفلاحين والخير كله بأيديهم لا تضيع منه سنبلة من هنا انبثقت روح دَبّت في اسمي فبثّت فيه حياة متجددة، وأغانيهم المتناغمة تمخر عباب السماء، بِبُحّةٍ مليئة بالتفاؤل يملأ دروب الأمل.
حالات الوفاة لا تنقطع، والحزن و الجزع ينضح دفّاقاً من قلوب النساء وهنّ يَمْعَدْنَ من فارق الحياة من حبيب أو ابنٍ و شقيق، فينفذ ذلك إلى أعماقي، كنت أحزن ولم أفهم معنى لذلك.
ذكرياتي هناك في بداية مشوار عمري، مُثْخَنَة بالهزيمة، شاهدة على حقيقة وَهْمِ و انكسار.موسومة بعلامات النّدوب و الجراح المؤثرة.
محمد فتحي المقداد
عمّان