صوت سجين هامس
هتف الصباح الجميل بي هامسا
هيا أفيقي يا زهرة الليمون والبرتقال
عطرك الفواح شع في تلك الديار الحالمة النائمة
اقترب موعد اللقاء ،جهزت أغراضا عديدة
احترت كيف أجمعها ،ماذا أريد ؟؟وما الذي أقدر أن أحمله ؟؟
وأستطيع أن ادخله إلى هناك ...
اقترب الموعد،،
الأرض تطوى امام عيناي كبساط سحري
سجادة مخملية إيرانية فاخرة .. تطوي نفسها ..إحتراما لي وله
بدأت تلوح في الأفق أسوار عالية
قلبي بدأ يدق بعنف
شعرت أنه سيقفز من داخل صدري
يعلو ...يخفق بجناحين من نور ...محلقا عاليا
تعكس أشعة الشمس الرائعة لآلئ على ريشه الذهبي، الفضي الجميل
سارعت عيناي تلاحقه ،،ترجوه أن يعود ،،أن يهدأ
عاد رويدا رويدا ،،،وكأنه فراشة تتحول لعذارء ...في شرنقة
كان الطابور طويلا
وجوه متعبة ...متألقة ...تبرق عينيها رغم الإرهاق، بشعاع غريب !!
أهي قلوبنا المحلقة...بتلك الأجحة الذهبية؟؟ وقد تلاقت وائتلفت
نظر الشرطي لأوراقي المفتوحة... كريشة حمامة بيضاء أنهكها السفر والطيران ..
قلب الأوراق وكأنه يداعب لي جرحا مفتوحا ...
ينزف بغزارة
لم آبه لأصابعه،، وهي تلوك تلك الأوراق ...
قلبي لا يزال يدق ،، مرت ساعات،،،، ثواني ،،،لست أعرف
اقترب الموعد واللقاء
شعرت بنور يغمر روحي ،،، هدأت كل الأصوات من حولي،،،
لم أعد أسمع إلا صوتا عذبا رقيقا يقول:: أمي
شعرت بقلبي هذه المرة ينخلع بقوة،، لم أعد أحتمل ...أريد آن آخذه أضمه داخل قلبي المنشق ...
نعم ...لقد انشق قلبي... وكأن سكينا قوية... جرحته ...قطعته.. شقته
دماء هادرة تخرج منه ..كينبوع ماء زمزم الطاهر...
يتدفق منذ ملايين السنين ... شعرت أنها ملايين السنين ...منذ آخر لقاء ضمته عيناي .. وضحكت له شفتاي !!
أمسكت بيده أشد عليها ...
سارع لتقبيل يداي... وشد عليهما ...ضمهما بقوة
وضعت رأسي فوق رأسه ...أخذت أشم رائحة شعره...
ياه ....ما أجملها من رائحة ....أي برفان... وعطر يفوح منها
أي دفء وجمال ...يلامس شفتاي ..ووجنتاي ...
أي نعيم هذا ..الذي أغرق به ..
أردت أن أبتلع رأسه كله شعره ...كله... ليتني أستطيع.. أن أضمه أكثر وكيف... وليس لي حيلة
أخذت أشم وأشم ....وأستنشق ...وأستنشق.. واستنشق بقوة
تحاول يداي أن تحفظ شكل وجهه... عيناي تحدق بصمت.. رغم ذلك تكلمنا كثيرا
أراد سماع صوتي وهمسي
وأردت حفظ صوته وهمسه
انتهى الوقت بسرعة... تشابكت أيدينا بقوة ...ثم ما لبثت أن انفلتت
ظلت عيوني تلاحقه حتى اختفى
في الطريق لم أكن أسمع شيئا .
عدت لعزلتي وصمتي
حتى أظل أسمع صوته أكبر وقت ممكن
لا أريد الكلام أرجوكم ارحموني
أدخل غرفتي... يأتي الزوار لزيارتي ,,,أتكلم بصعوبة
جاءت أخت زوجي الراحل من الخليج ...تريد رؤيتي
شعرت بالإحباط لعدم كلامي معها ,,,واعتكافي بغرفتي
صعدت بإصرار تريد مني النزول
نظرت إليها أرجوك أريد أن اصمت... لا أريد الكلام
عل صوته يبقى ...ولا يتلاشى ..فانا أسمعه جيدا ..
صدقوني
صوته يرن في أذني ..يملأ حديقتي .. أشجار البرتقال تحاول أن تردد كلامه .. شجرة التوت الكبيرة التي يعشق .. تعيد صوت همسه ..
رائحة شجرة الليمون يفوح منها رائحة شعره الكستنائي الجميل ..
كلها تقول إصمتوا .. اسكتوا ..
ليبق صوته عاليا .حتى من بعيد !!
أرجوكم دعوني مع صوته
وجهه محفور في قلبي
رائحته هواء أتنشق عبيره
فارحموني ودعوا صوته يعلوا فوق أصواتكم
دعو همسه الصامت يعم المكان
فتنزل السكينة على قلبي والسعادة تغمرني
في انتظار الزيارة القادمة لأسير سجن قديم
سجن قلبي معه ,,,,حتى وأنا في قلب نابلس
والدة سجين منذ أكثر من خمس عشرة عاما !!
إلهام بدوي
إهداء إلى ام وزوجة كل سجين وأسير في بلادنا الغالية فلسطين وفي كل بلاد المسلمين قاطبة