زهرة اللوتس
شعر : د. جمال مرسي
مهداة للشاعر العربي الكبير محمد محمد الشهاوي
مع تمنياتي له بالشفاء العاجل من الوعكة الصحية الشديدة التي ألمت به فألزمته المستشفي منذ أسبوع تقريباً .
قلت و أنا أقف بجانبه مخاطباً سريره الذي يرقد عليه :
يا سريراً : عليه طودٌ ينامُ=كن حريراً ، عليكَ مِنِّي سلامُ
كن رقيقاً فإن فوقك بدراً=أمَّ جمعَ النجومِ ، فهْوَ إمامُ
تَوَّجَتهُ الرُّبا أميراً عليها =و اصطفتهُ القلوبُ و الأحلامُ
إنَّهُ النيلُ في الجوانحِ يجري=ترتوي من فيوضهِ الأقلامُ
سَهِرَت عينُهُ على الشِّعرِ فرداً=فرعاهُ ، و المُدَّعون نيامُ
و سقاه الشعورَ من فيض روحٍ=حلَّقتْ في فضائها الأنغامُ
فنما الشِّعرُ في الصدور فتيّاً=بعدما خارَ واستباهُ سَقامُ
يا سريراً أراكَ ترنو إليه=مُشفقاً تكتوي ، و لستَ تُلامُ
و همى من عينِ الوسادةِ دمعٌ=حينما ضنَّت بالدموع أنامُ
لا تخف يا سريرُ ، فالله يرعا=هُ ، و قلبي لابن الكرامِ مُقامُ
"زهرةُ اللوتسِ" الأصيلةُ تأبى=هجرةً ، فاسترحْ ، و ليست تُضامُ
"قلتُ للشعرِ " هل عرفتَ أميراً= خيله الريحُ ،و اليراعُ حسامُ
و القوافي جنودهُ ، و المعاني=بينها و الأميرِ عشقٌ ، هُيامُ
ابن " عينِ الحياةِ " يحيى بقلبي=و أنا عاشقُ الضحى ، هل أُلامُ
بيننا يا مُستغربينَ غرامٌ=لا يضاهيه في القلوبِ غرامُ
فدعوني إلى " الشَّهاويِّ " أصغي=صوته العذبُ بلسمُ و سلامُ