الأقلام السورية في مهب الاغتراب
فادي الفحيلي
FADI-FUHAILY@YAHOO.COM
من جمال الطبيعة إلى جمال الأدب، نحت اسمه كجبال «معلولا» الراسخة في نبضه وكلماته.. معلولا «القلمون» التي لا يزال سكانها يتكلمون اللغة الآرامية.. الدكتور والأديب سهيل فاضل، المعروف بـ : رفيق الشامي، ولد في بلدة معلولا القلمون، التحق منذ حداثته بالمدرسة البطريركية للروم الكاثوليك بدمشق (حارة الزيتون) وقطع دراسته لمدة سنتين حيث التحق بدير المخلص في لبنان، ثم عاد إلى دمشق، وتابع دراسته في البطريركية ، وبعد حصوله على الشهادة الثانوية انتسب إلى جامعة دمشق (كلية العلوم) وتخرج فيها بعد أربع سنوات لحصوله على بكالوريوس العلوم الفيزيائية والكيميائية.
جعلته لبنان يلتفت إلى عالم الأدب، فسحرته وسحرها في كلماته التي رفدها من خلال القراءة فأغنته بثروة فكرية هائلة، فكتب القصص القصيرة في شبابه، وبعد أن حصل على الشهادة الثانوية أسس مع مجموعة من رفاقه «نادي النجاح الرياضي» «حارة العبارة» وهي عبارة عن مجلة حائطية أدبية أخذت اسم المنطلق، كما كتب بعض المسرحيات الفكاهية القصيرة (الكوميديا) وحاول نشرها لكنها لم تنشر لأسباب عدة، فعلى الرغم من نشرها استمر في الكتابة حتى تجمعت لديه كمية لا بأس بها من القصص والأفكار والروايات، حملها معه بين يديه عندما أخذه الاغتراب إلى (ألمانيا).
«الابداع في عالم الاغتراب»
أتقن الألمانية إلى جانب الاهتمام بالكتابة الأدبية، ودراسته للكيمياء، فكانت الكتابة عسيرة عليه، ولكنها كانت تجربة كبيرة بالنسبة له، وبعد أن صقلت مواهبه وحسنت لغته بدأ بالنشر والتعامل مع المجلات الألمانية والإذاعية، وصار يتناول التراث السوري القديم، ويقدمه بثوب جديد يناسب الزمن الحاضر، وهو أسلوب إلقاء الرواية دون قراءة، كما أنه أول من أوجد هذا الأسلوب في ألمانيا، فرافقه النجاح عندما وجد أسلوبه هذا تأييداً وتشجيعاً كبيرين من الجمهور الألماني.
«أهم مؤلفاته»
بلغ عدد مؤلفاته قرابة /19/ رواية، ترجمت إلى /21/ لغة «عدا العربية»، ونال /14/ جائزة أدبية منها /8/ جوائز ألمانية، وواحدة انكليزية، وهولندية، وسويسرية وأخرى فرنسية، وحصل على جائزتين من أمريكا.
أما اللغات التي ترجمت إليها هذه الأعمال: الانكليزية، الفرنسية، الإيطالية، الألمانية، اليونانية، الإسبانية، التركية، اليابانية، الفلندية، السويدية، الدنماركية، النرويجية، البولونية، الروسية، الصينية، الكورية، الأوردو (باكستان، وأفغانستان، والهند)، وهناك ترجمات قصيرة للغات أخرى، ولكن الكمية المترجمة لها غير ذات أهمية.
أم رواياته: أساطير أخرى نشرت عام /1978/، الحمل في فرقة الذئاب /1985/، يدٌ ملؤها النجوم صدرت عام /1987/، حكايات معلولا /1985/، الشجرة الطائرة عام /1984/ حكواتية الليل، وهو من أنجح كتبه على الإطلاق، طبع منه نحو مليون ونصف المليون نسخة، وصدرت في /21/ لغة عام /1989/ وآخر طبعة صدرت عام /2001/، رحلة بين الليل والنهار /1994/ الكاذب الصادق /1992/، حنين السنونو عام /2000/.
إضافة لعدد من مسرحيات الأطفال، ولكنها لم تنجح نجاح كتبه المنشورة، كما نشر عدداً من المقالات الثقافية والأدب وأحدثت نقاشاً عظيماً ولاقت قبولاً كبيراً.
«ولنا كلمة»
سهيل فاضل، أو رفيق الشامي، من الأسماء الذين برزوا في عالم الأدب، فكان لهم الصدى الذي لا يوازيه أيُّ صدى، وإشعاع لا يضاهيه أيُّ إشعاع، وصلت كلمته، وترجمت أعماله إلى العديد من لغات العالم (باستثناء اللغة العربية!!؟)، فكان الاغتراب سبيله وأداته للوصول إلى الغاية المرتجاه، فحصد الجوائز العالمية، والسمعة الطيبة التي نهضت به، وببلده (سورية).
جريدة البعث