على درب الشهيد الرنتيسي
شعر: ا.د. محمد اسحق الريفي
الجامعة الإسلامية بغزة
سكب الدموعَ البدرُ حين رحيله=وبدا حزيناً في الفضاء وحيدا
وتجرّع الفرحُ الحزينُ مرارةً=وبكى وصار له النحيبُ نشيدا
والجرحُ ألقى في القلوب كآبةً=وغدا الهناءُ من المُصاب شريدا
وتلبّدت سحبٌ من الأحزان في=أجوائنا وبدا الربيع بليدا
والأرض ناجت ربّها وتبتّلتْ=وشكتْ يهودياً هناك مريدا
وألمّ بالأوطان حزنٌ لم يزلْ=يُبكي الطيورَ فتأنف التغريدا
نجمٌ أضاء سماءَ أمتنا قضى=عَجِلاً إلى ربّ السماء شهيدا
ومضى إلى دار الجِنان مودّعاً=وهناك غاب عَنِ العيون بعيدا
لكنّه في القلب باقٍ لم يغبْ=بل صار فكراً في العقول مجيدا
جاءت به الأقدار في ساح الوغى=أسداً فكان مجاهداً صنديدا
في المحنة الكأداء جاء يقودنا=ما حاد عن درب الجهاد مَحِيدا
من كان يحلم بالشهادة فليكنْ=عبد العزيز فقد أذلّ يهودا
غصبوا فلسطين العروبة عَنوةً=لم يرقبوا في المسلمين عهودا
عبد العزيز بكتك قطْرات الندى=والأرضُ في مرج الزهور مديدا
ما لنت يومَ عليك جلّادٌ بغى=خلف الحديد ويومَ كنت طريدا
لم ينس حيفا والجليل وسهلها=يوماً ولا عكّا ولا أسدودا
والقدس ظلّت في حناياه المُنى=حشد الليوث لنصرها تحشيدا
كم جاد للوطن السليب بحبّه=قد باع عيشاً في النعيم رغيدا
ما غرّه يوماً مناصبُ أو ثرى=بل كان دوماً في الحياة زهيدا
سينال غادرك الحقود عقابه=يوم الحساب غداً يجيءُ أكيدا
خيّبتَ آمال العدى فيما ابتغوا=أو من غدوا لبني يهودَ عبيدا
ولحقتَ بالياسين ترجو جنةً=ورضا الإله به تنال خلودا
روح الشهيد إلى الجنان قدِ ارتقتْ=وغدا لها يومُ الشهادة عيدا
لأبي محمّد في القلوب محبةٌ=فيها روتْ ذكرى الشهيد ورودا
سنسير في درب الشهادة مثلما=سار الشهيدُ إلى الجنان رشيدا
24/4/2010