بمناسبة الذكرى الثامنة لاحتلال العراق
عبدالوهاب محمد الجبوري
في العشرين من آذار 2003 شنت الولايات المتحدة تساندها جيوش 49 دولة أشرس حرب لم يشهد لها العالم مثيلا منذ الحرب العالمية الثانية ومنذ العدوان الثلاثيني الأول على العراق عام 1991 ، حيث استخدمت فيها أكثر الأسلحة فتكا ودمارا والمحرمة دوليا ، وبعد قتال شرس وعنيف اثبت فيه الجيش العراقي المدعوم من الشعب بكافة قومياته وأديانه ومذاهبه قدرات هائلة في البطولة والتكتيك العسكري واستخدام الأسلحة والمناورة وعقائد القتال والدفاع عن وطنه وشرف العراقيين ، رغم عدم التكافؤ بينه وبين جيوش تلك الدول والتي ساهم الحصار الظالم على العراق طيلة 13 عاما في خلقها .. وبعد معارك عنيفة استخدم العدوانيون كل أساليب العدوان الوحشية والقذرة ، بما فيها القصف العشوائي للمناطق المدنية الآهلة بالسكان ، لإحداث الصدمة والترويع بين السكان العراقيين ، والتي مازالت قائمة حتى الوقت الراهن ، واستخدام الأسلحة النووية التعبوية واليورانيوم المنضب وصواريخ كروز وتوماهوك وغيرها من أسلحة الدمار الشامل ، وفي ظل تفوق جوي وبري وبحري وصاروخي مرعب ، وتحت غطاء سياسي وعسكري من دول عربية وإقليمية ومن دون تفويض من مجلس الأمن الدولي وتحت حجج باطلة وكاذبة عرفها العالم في حينه ، تمكنت هذه الجيوش من دخول بغداد في التاسع من نيسان عام 2003 واستباحت سماء العراق وأرضه وشعبه ، وقامت بعمليات تدمير شامل لبنية الدولة العراقية أعادت العراق إلى ما قبل العصر الصناعي، وأتبعته بتدمير معالم النهضة فيه وشملت اغتيال ما يزيد عن مئة وأربعين ألف عسكري وعالم وشخصية وطنية رافضة للاحتلال في مختلف المناطق العراقية وتم تهجير ما يزيد عن سبعة ملايين عراقي الى خارج العر اق او الى مناطق اخرى داخله هربا من القتل العشوائي وحل الجيش الوطني ومؤسسات الأمن الوطني لكي تخلو الساحة للميليشيات الطائفية والمذهبية وفرق الموت والقتل والتهجير والتشريد أن تعبث بأمن البلاد وثرواتها ..
لقد دنست قوات الاحتلال ومن تحالف معها أرض الرافدين الطاهرة مبشرين بديمقراطية الدم وحرية الفوضى الهدامة ومشاريع التقسيم المشبوهة ظناً منهم أن الشعب العراقي الذي يجري في عروقه الدم العربي الطاهر سوف يخضع لأرادتهم المريضة ولكنهم فوجئوا برفض هذا الشعب المجاهد ، فتصدت لهم مقاومته الوطنية الباسلة وأفزعتهم وأحبطت كل مشاريعهم الشيطانية التي أرادوا تطبيقها على أرض العروبة في العراق ، كما تنبه الشعب العراقي بحسه الوطني وانتمائه العروبي إلى حجم المؤامرة التي جاء بها المحتل وأعوانه لإشعال نار الفتنة وصولاً إلى تقسيم العراق إلى دويلات وطوائف خدمة للمصالح الصهيونية ، فألتحم عرب الجنوب بإخوانهم عرب الوسط والشمال ، كما التحموا بأكراد العراق ومسيحييه وتركمانه ومذاهبه وأطيافه كافة وأحبطوا كل مخططاته البشعة ، التي حاول تطبيقها في إطار إستراتيجية الطرق على الجدران من أسفلها ..
وتتزامن ذكرى الاحتلال هذا العام مع انتفاضة الشعب العراقي ، التي بدأت في يوم 26 شباط 2011 وما زالت مستمرة ، لحين تحقيق كافة مطالب الشعب العراقي في الحرية والاستقلال وطرد المحتل الغاشم الذي لم يجلب للعراق غير الدمار والخراب حتى أصبح العراق الأول من بين دول العالم في الفساد والمرض والتخلف والبطالة والقتل والتهجير والتعذيب والسجون السرية وساحة لتصفية حسابات وصراعات أجهزة مخابرات دول إقليمية ودولية ..
لقد أدرك العراقيون أنَّ الاحتلال العسكري قد ينتهي، لكنَّه جاء ليبقى كثقل سياسي واقتصادي وثقافي، وهي أبعادٌ أخطر من الاحتلال العسكري، لذلك فهم يعون جيدا أنَّ مواجهة المحتل بكل الطرق الممكنة واجبٌ شرعيٌ، والرضا به إثمٌ صريح ..
وإدراكا من الشعب العراقي بان المحتل هو سبب نكبة البلاد ودمارها فإنهم يطالبون بالاتي:
1 . رحيل الاحتلال فورا عن بلادهم وعدم السماح له بإقامة أي قواعد عسكرية دائمية أو مؤقتة فضلا عن رفضهم أي تمديد لقواته تحت أي حجة أو ذريعة ..
2 . مطالبة المحتل بتعويضات عما دمره من بنى وما أزهقه من أرواح سواء ما جرى هذا بشكل مباشر أو من جراء فتنه ودسائسه ..
3 . رفض الشعب العراقي أي تدخل أجنبي بشؤونه الداخلية ومن أي طرف كان ..
4 . إقامة حكومة وطنية تشارك فيها كل القوى الوطنية العراقية ويتم الاتفاق على برنامج وطني لإنقاذ البلاد من المحنة التي تعاني منها تمهيدا لتحقيق الأمن والاستقرار والقضاء على الفساد والمفسدين والذين فرطوا بمصالح الشعب ونهبوا ثرواته وعاثوا في الأرض فسادا وظلما وخرابا ..
5 .إلغاء قوانين العقوبات الجماعية والاستثنائية التي صدرت ضد الشعب العراقي ..
6 . إعادة تشكيل الجيش العراقي ومؤسسات الأمن الوطني على ألأسس الوطنية والكفاءة المهنية بعيدا عن التسييس والانتماءات الحزبية كون هذه المؤسسات مستقلة وتخدم كل العراقيين دون تمييز ..
7 . إطلاق سراح الموقوفين والمعتقلين الأبرياء وتعويضهم عن الظلم الذي لحق بهم بسبب الاعتقال والتعذيب ..