عرف عن أدباء العربية: ارتباط هؤلاء الأدباء بالفكاهة
لقدرتهم العالية على التفاعل مع اللغة،
فضلاً عن سرعة البديهة وسعة الخيال،
والنكتة كالشعر.. يصعب ترجمتها للغة أخرى،
فكما يمس الشعر أكثر المشاعر والسمات الثقافية خصوصية عند الشعراء،
فإن "النكتة" لكي يستطيع سامعها أن يضحك منها؛
فعليه أن يكون واعيًا بخصوصيات الثقافة التي نشأت فيها
وهذه بعض النوادر جمعتها لكم علها ترسم البسمة على جميل وجهكم
^_^
كان لرجل ولد يدرس النحو ويقصد التقعر
في كلامه، فمرض أبوه مرضا شديدا أشرف معه على الموت ،
فلما اشتد عليه الحال اجتمع إليه أبناؤه ولم يكن النحوي بينهم فقالوا له :
أندعو لك أخانا فلانا
قال لهم : لا .. فإنه إن جاء قتلني بكلامه
فقالوا له : نوصيه ألا يتكلم . فلما دعوه ودخل على أبيه قال له :
يا أبت قل لا إله إلا الله تدخل بها الجنة وتنجيك من النار،
يا أبت ما شغلني عنك إلا فلان فإنه دعاني إلى طعام
فأهرس وأعدس واستبذج وسكبج وطهبج وأفرجودجج وأبصل وأمضر ولوزج وافلوزج فصاح
أبوه غمضوني ،
فقد سبق ملك الموت إلى قبض روحي ..
وكان لابن علقمة النحوي غلام ، فأشقاه
سيده بالمستغرب من الكلام ، وكل صباح ، تسمع ابن علقمة وقد صاح ،
أصَقَعَتِ العَتَارِيف ؟ فيخلط الغلام الشتاء بالصيف ، لأنه لا يدري ما
يريد سيده ، ولا بأية لغة يخاطبه ،
إذا كانت بالإنكليزية فلا يفهمها ولا يعرفها ، وإذا كانت بلغة أهل الصين ،
فيعرف أن فيها جن وجين ،
فانزعج الغلام وفكر ، وفي طريقة دبر ، وقرر إذا ناداه سيده وتكلم ، أن يقول
له زقفيلم ، وكعادة ابن علقمة النحوي
وقبل ظهور ضوء الشمس البهي ، نادى غلامه : أن يا غلام أصَقَعَتِ
العَتَارِيف ؟ فأجابه الغلام : زقفيلم ،
فلم يفهم ابن علقمة الكلمة ، ونظر يمنة ويسرة ، أعوذ بالله من الوسواس
الخناس ، وضرب الأخماس بأسداس ،
وحرث في عقله بالمتراس ، لعله يجد للكلمة معنى ، تفسيراً أو تأويلاً ، لكنه
ما وجد شيئاً ، فقال : ما قصدت بهذه الكلمة
، فقال الغلام : وأنت ماذا قصدت بالكلمة ؟ قال : قصدت أصاحت الديكة ،
فأجابه الغلام بسرعة بديهة ، وأنا قصدت لم تصح بعد .
قدم تاجر من العراق إلى أهل المدينة
ليبيع عليهم من خـُمر -وهي جمع خمار: ما يُغطى به رأس المرأة- العراق،
وقد كانت بكميات كبيرة وألوانٍ متعددة؛
فبيعت كلها إلا السود منها فلم يبع منها شيء
فشكا ذلك إلى الدارمي
-وهو شاعر من تميم كان من أهل العشق والغزل
لكنه قد تاب عن ذلك ولزم المسجد وتنسك-
فقال له: ما تجعل لي على أن أحتال لك بحيلة حتى تبيعها كلها؟
فقال التاجر: لك ما شئت.
فذهب الدارمي إلى بيته
ولبس ما كان يلبس أيام تغزله وعشقه
وعاد إلى مثل شأنه الأول فقال شعراً
أرسله إلى أحد أصدقائه من المغنين في الأسواق.
فأخذ المغني أبيات الدارمي وغنى بها في السوق قائلاً:
قـُـل للمليحة في الخمار الأسود ِ ــــــــــــ مـاذا فـعـلـتِ بـزاهدٍ مُـتـعـبِّـد ِ
قـد كـان شـمَّـرَ للـصـلاة ثـيـابَـه ـــــــــــ حتى خطرتِ له بباب المسجد ِ
رُدِّي عليه صـلاتـه وصـيـامـه ــــــــــــ لا تـقـتـلـيـه بـحـق آل مـحـمـد ِ
فشاعت هذه الأبيات في المدينة،
وقال الناس: لقد رجع الدارمي وتـعـشـَّـق صاحبة الخمار الأسود.
فلم تبق مليحة في المدينة إلا اشترت خماراً أسوداً؛
وباع التاجر العراقي جميع ما كان معه
فلما نفذ رجع الدارمي إلى نسكه وصلاته.
وقال رجل اسمه عمر لعلي بن سليمان
الأخفش: علمني مسألةً من النحو ? قال:
تعلم أن اسمك لا ينصرف. فأتاه يوماً وهو على شغل. فقال: من بالباب. قال:
عمر. قال: عمر اليوم ينصرف. قال: أوليس قد زعمت أنه لا ينصرف ? قال: ذاك
إذا كان معرفة وهو الآن نكرة
!
ويقال : إن أعرابيًا على مائدة بعض الخلفاء، وكان من بين ما قُدم جدي مشوي، وراح الأعرابي يلتهم أجزاء كبيرة من الجدي، فقال له الخليفة:
إن من يراك على هذه الحالة، يعتقد أنه لابد أن تكون أم هذا الجدي قد نطحتك
فرد الأعرابى :
وإن من يراك يا سيدي في عطفك على هذا الجدي يظن أن أمه أرضعتك !
قيل: ادعى رجل من الاعراب النبوة في زمن المهدي العباسي
فاعتقله الجندي وساقوه الى المهدي فقال له: انت نبي؟
قال: نعم قال المهدي: الى من بعثت؟
قال الاعرابي أو تركتموني ابعث الى احد؟
بعثت في الصباح واعتقلتموني في المساء.
قيل: اكل أعرابي على مائدة الحجاج
فكان يأكل بسرعة ونهم
فقال له الحجاج: يا هذا ارفق بنفسك
فقال الاعرابي: وأنت.. اخفض من بصرك..
دمتم ودامت الأبتسامة لاتفارق محياكم