عندما نسأل المرأة عن حرية الرجل
المصدر زينة بيطار
09 / 03 / 2007
امرأة ورجل ... هذه هي سنة الكون ... يعيشان سوية ويتقاسمان سوية المسؤوليات والحياة ... لكن لسبب ما هناك لائحة ممنوعات دائماً تحيط بتحركاتها هي ... لسبب ما يجب عليها أن تسأله هو قبل أي تصرف أو زيارة أو حديث تتحدثه مع أحدهم ... لسبب ما هناك بعضهن يمنع حتى السير عليهن في الطريق من دونه هو ...






اليوم نسأل المرأة ماذا لو كنت أنت مكانه ... ماذا لو كان بإمكانك أن تضعي له لائحة ممنوعات.... لو كان بإمكانك أن ترسمي له حدود تحركاته...

يبدو هذا الطرح ضرب من الخيال والحلم المستحيل ... إلا أن من حق النساء بجميع الأحوال أن يسألن ويناقشن حرية الرجل ليس لوضع الحدود والحواجز لكن من باب التقليد على الأقل والوصول إلى التشابه الظاهري معه... فنحن نرى دائماً الرجل على شاشات التلفاز وصفحات الجرائد يتحدث عن الواقع الاجتماعي وحرية المرأة... ولكي نكون "حقانيين" الكثيرين منهم يتحدثون لساعات عن أهمية اعتماد المرأة على نفسها وانطلاقها في الحياة وعدم تحديدها بالنظرة الشرقية التي باتت تعد "دقة قديمة" لكن لسبب أجهله عندما يعود هؤلاء "الكثرين" إلى منازلهم أول ما يفعلونه هو سؤال زوجاتهم عن تفاصيل تحركاتهن التي بالأساس كانوا على علم بها!!...

والغريب في الموضوعى ان النساء أنفسهن عندما يتطرقن لموضوع الحرية "في حال تطرقهن" فإنهن يتحدثن عن كيفية توافق حريتهن مع رغبات مجتمعهن وأزواجهن... لكني لم أسمع جلسة نسائية تتحدث عن حرية الجرل قبلاً!!...

وإن كان الحديث اليوم هو حديث نسائي عن حرية الرجل... وهو ليس بأمر تتجرأ النساء على فعله دائماً فسيتم ذكر الآراء بالأرقام ووفق دراسة دقيقة أجرتها جمعية تنظيم الأسرة السورية بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة...

فحسب الدراسة المذكورة أظهرت النتائج أن معظم المبحوثات في العينة أفدن أن للذكر حرية أكثر من الأنثى سواء في العمل أو الزواج أو النشاطات العامة مع اختلاف في نسبة المؤيدات لهذا الرأي بالتناسب مع اختلاف المستوى التعليمي...

فنسبة 57% من الأميات أفدن أن للذكر حرية أكثر في العمل، وقد انخفضت هذه النسبة إلى 26% لدى الجامعيات وإلى 46% للإعدادية و38% للثانوية.

وحول موضوع الزواج وتمتع الرجل بحرية فيه أكثر من الأنثى فقد ارتفعت نسبة المؤيدات لهذا الرأي لدى الأميات إلى 52% لتنخفض إلى 31% لدى الجامعيات، أما في موضوع حرية الذكر في التعليم فقد ارتأت 58% من الأميات حريته في هذا المجال وانخفضت النسبة إلى 7.6% لدى الجامعيات.

ولو انتقلنا إلى نظرة المبحوثات لحرية الذكر في النشاطات العامة نلاحظ عدم تأثير المستوى التعليمي ذاك التأثير البليغ حيث أن نسبة الأميات المؤيدات لهذا الرأي 62.7% في حين أن نسبة الجامعيات هي 60%.
كما أفادت الدراسة أن 59% من الأميات في المناطق الريفية يرين أن للذكر حرية أكثر من الأنثى في العمل وانخفضت هذه النسبة إلى 24% لدى الجامعيات، ولو انتقلنا إلى التتقسيم حسب المنطقة السكنية فقد بلغت نسبة المؤيدات الأميات للرأي القائل بأن للذكر حرية أكثر من الأنثى في العمل 44% وانخفضت إلى 35% لدى الجامعيات، كما أظهرت بيانات البحث أثر واضح لمستوى التعليم لدى المبحوثات على نظرتهن لحرية الذكر في التعليم حسب مناطق السكن ففي المناطق الريفية أبدت هذا الرأي 60% من الأميات مقابل 3.6 % لدى الجامعيات وفي المدن أيدن 33% من الأميات هذا الرأي مقابل 10% لدى الجامعيات وفي مناطق السكن العشوائي بلغت نسبة المؤيدات الأميات 61% مقابل 3.5% لدى الجامعيات ولم تحتلف نسبة اللواتي يعتقدن أن للذكر حرية أكثر في الزواج من الأنثى في مناطق السكن الثلاث عن مثيلاتها فيما يتعلق بحرية التعليم والعمل والنشاطات العامة.

ولو أخذنا رأي النساء بحرية الرجل على أساس الحالة العملية للمبحوثة حيث تبين أن لعمل المرأة تأثير واضح في نظرتها لحرية الذكر والأنثى فقد أفادت 47% من ربات البيوت أن للذكر حرية أكبر في العمل لتنخفض النسبة إلى 30% لدى الموظفات في حين ارتفعت لدى العاملات إلى 50% وكذلك لدى العاملات في أرض غيرها.

أما بالنسبة لنظرة المبحوثة لحرية الذكر في الزواج فقد تبين أن أن 38% من ربات المنزل يعتبرن أن للذكر حرية أكثر من الانثى في الزواج مقابل 62% ضد هذا الرأي وأتت نسبة الموظفات المؤيدات لكون حرية الذكر أكثر من الأنثى في الزواج متقاربة مع نظرة ربات المنزل بنسبة 37% وقد ارتفعت هذه النسبة إلى 52% لدى العاملات وإلى 55% لدى من تعمل في أرضها.

وفيما يتعلق بحرية الذكر في النشاطات العامة فيبدو واضحاً أن معظم المبحوثات وعلى مختلف حالتهن العملية يرين أن للذكر حرية أكثر من الانثى في هذا المجال حيث رأت أكثر من 75% من ربات المنزل و78% من الموظفات و81% من العاملات أن للذكر حرية أكثر من الأنثى في النشاطات العامة وهو يعكس الشعور بالمرارة تجاه كبت حرية الأنثى في المساهمة في النشاطات العامة استجابة لبعض التقاليد والأعراف السلبية التي على المجتمع أن يسعى للتخلص منها بكل الوسائل.

كما أفادت 27% من المبحوثات ربات المنزل أن للذكر حرية أكبر في التعليم انخفضت هذه النسبة إلى 13% لدى الموظفات وارتفعت إلى 35% لدى العاملات في أرضهن بنسبة 62%.

كما تشير البيانات إلى أن الحالة التعليمية للأب تؤثر في نظرة المرأة لحرية الذكر في العمل، حيث أشارت 57% من المبحوثات العائدات لأب أمي إلى أن للذكر حرية أكبر في العمل بينما انخفضت هذه النسبة إلى 38% لدى ذوات الأب الجامعي وإلى 33% لدى ذوات الأب فوق الجامعي.

وقد بدا تأثير المستوى التعليمي للأب أكثر وضوحاً في نظرة المراة لحرية الذكر في التعليم فقد انخفضت نسبة المؤيدات طرداً مع ارتفاع المستوى التعليمي للأب ففي حين أيدت هذه النظرة لحرية الذكر 39.5% العائدات لأب أمي انخفضت هذه النسبة إلى 18% لدى المبحوثات العائدات لأب جامعي وقد ساد هذا النمط لنظرة المراة لحرية الذكر في النشاطات العامة إذ أشارت 74% من المبحوثات العائدات لأب أمي إلى تمتع الذكر بحرية أكثر في هذا المجال انخفضت هذه النسبة إلى 33% لدى المبحوثات العائدات لأب فوق الجامعي.

ونهاية الامر من الواضح أن أكبر مجال لا يزال يتمتع به الرجل بحرية أكثر من المرأة هو النشاطات العامة، ولعلم الرجال تمتعهم بالحرية في مجال النشاطات العامة لا يزعج النساء إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هل ستحصل النساء على ذات النسبة من التأييد في حال سؤال الرجل عن رأيه بحريتها؟!!.