أهمية مضادات الأكسدة في اتقاء الأمراض الخطرة
إن كل خلية من خلايا جسم الإنسان تعاني من تأثيرات الجذور الحرة الناتجة عن التفاعلات الكيميائية على المادة الوراثية ما يزيد من معدل حدوث الطفرات الجينية ، والذي يكون أكبر مقداراً لدى المسنين منه لدى الأطفال. وتزيد هذه الطفرات من احتمال حدوث السرطان . كما تؤثر هذه الجذور الحرة على الأغشية الخلوية والبروتينات والدهون ، لذلك يحتاج الجسم دائماً إلى دفاعات فعالة مضادة للأكسدة .
ويقصد بمضادات الأكسدة أنها تلك المواد التي لديها القدرة على تثبيط أو تعطيل فعالية الجذور الحرة ، والتي توجد بكميات قليلة في الجسم لا تكفي لتعديل أو تخريب الجذور الحرة إذا كانت كبيرة الكمية . لذلك فإن الأطعمة المحتوية على مضادات الأكسدة تكون أكثر قيمة في درء حدوث السرطانات . وهناك بعض العناصر الغذائية لها أهمية لأنها تعمل كمضادات للأكسدة مثل فيتامين (E ) و ( C ) والكاروتينيدات والفلافنويدات بعض الأصبغة النباتية الأخرى . وتستخدم بعض مضادات الأكسدة كمواد حافضة للطعام من التلف .
إنَّ الجذور الحرة بكميات بسيطة هامة للجسم في قتل الجراثيم وإنتاج الطاقة .
ولكن المشكلة تكمن في أن معظم الناس يتعرضون لكميات كبيرة منها وهنا يكمن الخطر ، ولذلك يجب تجنب العوامل التي تزيد من تعرضنا لهذه الجذور ، أو تزيد من إنتاج أجسامنا لها .
العوامل التي تزيد من الأكسدة وبالتالي تزيد من إنتاج الجذور الحرة :
1- أشعة الشمس
2- الأشعة السينية
3- التدخين
4- كثرة استهلاك الدهون والسكريات .
5- الجهد العنيف .
6- - العوامل المسرطنة.
7- الإجهاد الشديد .
8- نواتج حرق الطعام .
العوامل المضادة للأكسدة
:
1- فيتامين E
2- فيتامين C
3- الكاروتينيدات
4- الفلافنويدات
5- الجلوتاثيون
6- الأوبيكوينون
7- إنزيم فوق أكسيد ديسموتاز
8- إنزيم الكتالاز
9- إنزيم بيروكسيداز الجلوتاثيون
10- السلينيوم
إذا حدث فرط إنتاج للجذور الحرة بحيث لا توجد مضادات أكسدة تعدلها فإنَّ تأثيرات ذلك ستكون ضارة للجسم وتتجلى بما يلي :
أولاً : حدوث السرطانات
وهو تكاثر الخلايا بشكل شاذ بعد حدوث علامات التسرطن في الخلية وأهمها ضخامة حجم النواة بالنسبة للهيولى وهو ما يعرف بعلامات الكَشَم الخلوي . وقد تبين أن أهم العوامل التي يمكن التحكم بها للوقاية من حدوث هذه الظاهرة هي الإنقاص من الأغذية الدسمة والسكريات والامتناع عن التدخين وتعاطي الكحوليات واتقاء التعرض الزائد لأشعة الشمس وتجنب مخاطر التلوث البيئي
.
ظواهر تبين زيادة السرطانات في الحالات التالية
:
1- تناول الأطعمة الملوثة بمواد مثل الأفلاتوكسين أو مواد مشعة أو بعض العناصر المعدنية الثقيلة ( الزرنيخ ، الكروم ، النيكل ، الكادميوم ) ، أو بإضافة مادة برومات البوتاسيوم التي تسرع نضج الحبوبيات.
2- الإفراط في تناول الدهون . (يزيد من تواتر حدوث سرطانات القولون والثدي) .
3- الإفراط في تناول اللحوم المشوية والمدخنة ، بما تحتوي عليه من مواد كربونية مسرطنة.
4- تناول أغذية ناقصة الألياف أو معدومة منها (كالاقتصار على الأغذية السائلة) . فالألياف لها دور كبير في تخليص الطعام المهضوم في الجهاز من نسبة كبيرة من جذوره الحرة وطرحها مع الفضلات .
5- تكرار استعمال زيت القلي ، حيث تتراكم الجذور الحرة الناتجة من القلي فتصل إلى درجات كبيرة مسرطنة .
6- تناول أو استعمال خلاصات نباتية مهيجة للجلد مثل الزيت المستخرج من بذور حب الملوك (الذي يستعمل في إحداث سرطان الجلد في حيوانات التجارب) وزيت التربنتين . كلها تزيد من التسرطن
ظواهر تبين الأغذية الواقية من التسرطن :
يفيد العديد من الدراسات بأن زيادة تناول الخضار (الخضراء والصفراء) وفاكهة الحمضيات تقي الإنسان من بعض أنواع السرطان وقد يرجع ذلك إلى احتوائها على كمية من مضادات الأكسدة من الفيتامينات مثل فيتامين ( C ) وفيتامين ( E ) وطلائع الفيتامين ( A ) والتي يطلق عليها ( البيتا كاروتين )
.
ثانياً :علاقة الأكسدة بأمراض القلب والأوعية الدموية
أجريت العديد من الأبحاث في السنوات الأخيرة لدراسة تأثير مضادات الأكسدة على أمراض القلب والأوعية الدموية ، وتبين بأن عملية الأكسدة تلعب دوراً في مرض الأوعية القلبية بطريقتين
1- زيادة تطور تصلب الشرايين على المدى الطويل
2- تتضمن التخريب المفاجئ الذي يحدث خلال النوبة القلبية أو السكتة الدماغية . فالأكسدة التي تحدث بواسطة الجذور الحرة ، يمكن أن تساهم في نشوء تحطم الشرايين وذلك عن طريق تحويل الشحوم البروتينية منخفضة الكثافة الضارة إلى شكل متأكسد .
ثالثاً : علاقة الأكسدة بالشيخوخة
في الشيخوخة تحدث حالة نقص القدرة على التجدد الحيوي وضعف الوظيفة المناعية. وتصلب الشرايين وجفاف الجلد ونقص الوظيفة الكبدية والكلوية ..
وبدأت نظريات الأكسدة تأخذ دورها في تفسير التبكير في الشيخوخة . وذلك بتأثير الأكسدة على نشاط الخلايا .
رابعاً : علاقة الأكسدة بالأمراض المرتبطة بالتدخين
لم يعد خافياً زيادة المواد المؤكسدة والمسرطنة في المواد التبغية مهما كان أسلوب استعمالها : سجائر ، غليون أو شيشة (نرغيلة) ..
وهي تؤثر بطرق مختلفة في حدوث سرطانات الشفة والمريء والبلعوم والقصبات والرئة والمثانة ...
كما تسبب صلابة الشرايين وبالتالي حدوث المشكلات الوعائية الإقفارية والاحتشاءات سواء في القلب أو الدماغ .
خامساً : علاقة الأكسدة بالساد العيني
يكثر الساد العيني مع تقدم العمر وخاصة في حالات زيادة الأكسدة . لأنها تؤثر على بروتينات العدسة الداخلية . وتؤخر مضادات الأكسدة خاصة تناول الرئيسية منها كالفيتامين C و E والكاروتينيدات من حدوث الساد باكراً لحمايتها لهذه البروتينات .
الدكتور ضياء الدين الجماس