المصفوفة .. خريطة تحليل لغوي للمحتوى يجب أن يُنفذ كاملا على الاستماع كالقراءة
(1)
للمحتوى تحليلان.
ما هما؟
تحليل معرفي عماده تقسيم المادة المقررة على هذه المحاور: الحقيقة، والمبدأ، والقانون، والنظرية.
وتحليل لغوي ينير الدرب قبالة المحلل للسير التدريسي، وهو ما اعتمدته المصفوفة آخر تجليات القرائية التي ما هي إلا تحليل لغوي للمحتوى الموضوعي المعرفي في كتاب التلميذ؛ فإن وضع المعلم عناصرها جيدا فإنه سيؤسس التلميذ تأسيسا علميا وفكريا، وسيستطيع تقويمه تقويما صحيحا.
ولا يضع المعلم المصفوفة لتلميذه فط بل يضعها لنفسه أيضا ؛ فما هي إلا رؤية له وانعكاس لمستواه اللغوي والعلمي فيما يظهر من موضوعاتها وبنودها؛ لذا فهي تختلف من معلم إلى آخر، أو هذا ما ينبغي أن يكون.
ولأنها كذلك فهي خريطة تحليل عناصر تدريس اللغة العربية في الصفوف الأولى، وهي أيضا قد ضمت إلى محاور القرائية المعتادة فروع اللغة العربية التي كانت متروكة للمقرر من نحو وإملاء، وكان يُنصح بدمجها في الحصة التي يجب ألا تخضع للفروع.
وتنتظم محاورها في الآتي:
1- الصوتيات.
وهذا البند يجب أن يزداد كما سبق أن وضحت في مقال (وجوب تطوير المستوى الصوتي في القرائية) المنشور في 9/8/2017م.
2- الكلمات والجمل (التي هي استراتيجيات المفردات).
3- الفقر والموضوع (التي هي استراتيجيات الفهم القرائي).
والبندان (2، و3) تطبيق لرؤى سبقت.
كيف؟
في مقال (الاعتبار الحقيقي لتقسيم مكونات القرائية) المنشور في 16/11/2016م بينت أن تقسيم (صوتيات - مفردات - فهم قرائي - طلاقة) تقسيم غير منضبط، واقترحت تقسيم (صوتيات - مفردات وجمل - فقرة وموضوع - طلاقة)، وفي مقال (عدم الاتساق في المصطلح القرائي) المنشور في 22/8/2017م أكدت ذلك من خلال استقراء الأدلة الإرشادية واستبدلت (كلمات) بـ(مفردات)؛ ليصبح التقسيم الجديد المرضي هو (صوتيات - كلمات وجمل - فقرة وموضوع - طلاقة).
4- الطلاقة.
5- النحو.
6- الإملاء.
7- الخط العربي.
8- الإنشاء (الذي هو التعبير).
ويمكن أن يضيف إليها المعلم:
9- القيمة (التي هي القضية المتضمنة).
(2)
ما هذا؟
أين الاستماع؟ أو بلغة المصفوفة: أين الفهم المسموع؟
وأين القراءة المتحررة؟
إن من يتأمل المحاور السابقة لن يجد من بينها البند الأول من المحاور المعتادة للمصفوفة الذي هو "الفهم المسموع"، وكذا البند الخاص بالصف الثالث الذي هو "القراءة المتحررة".
لِمَ لَمْ أضعهما هنا؟
أولا- لم أضع الأول؛ لأن الاستماع مهارة لغوية كالقراءة والكتابة؛ وهي هنا تُختزل في الفهم فقط، وهذا لا يصح.
لماذا؟
لأن الاستماع مهارة لغوية تامة يجب تنفيذ كل المحاور السابقة عليها من صوتيات واستراتيجيات كلمات وجمل واستراتيجيات فِقَر وموضوع.
وماذا أيضا؟
إن "الفهم المسموع" الذي تأتي به المصفوفة يكون له محتوى ومقرر خاص به مغاير لمحتوى كتاب التلميذ، وهذا سيؤدي إلى ازدواج غير مطلوب.
إذًا، ما الصحيح؟
الصحيح أن تُنفذ استراتيجيات القرائية ومسائلها على محتوى كتاب التلميذ مرة في الاستماع وأخرى في القراءة، فيتكرر الأمر عنده، فيتقرر.
إذًا، يجب إدراج الاستماع مهارة رئيسة في الجدول كالقراءة.
ثانيا- لم أضع "القراءة المتحررة" بندا؛لأن القراءة المتحررة ما هي إلا نص جديد على التلميذ يجب أن يحدث معه ما يحدث مع موضوعات التلميذ من تنفيذ الاستراتيجيات والمسائل القرائية عليها كافة تأكيدا وتقريرا.
وإن وجودها بندا قصيا في الجدول لا يعطيها حجمها، ويجب إدراجها بندا رئيسا كأي موضوع لتجري عليه العمليات اللغوية القرائية كما أشرت آنفا.
(3)
وقد جاءت المصفوفة في صورة جدولية تشبه خريطة المنهج وتختلف مع خريطة الكلمة، وهذا أمر حسن.
لماذا؟
لأن الجدول وسيلة تعليمية حاصرة ملخِّصة.
كيف؟
فسّرت ذلك في خاطرتين تربويتين لغويتين كنت كتبتهما في مرتين قبل ذلك بسنوات فيما يخصها مع عرض اللغة العربية وتدريسها.
متى؟
المرة الأولى كانت في 15/1/2013م، والأخرى في 17/1/2013م.
ما نصهما؟
سأبدأ بالمرة المتأخرة التي كان عنوانها (الجدول .. تقنية فهم ووسيلة تحصيل تعليمية لغوية)
(وسيلة تعليم موضوعات القراءة والقصص التعليمية المثلى عند كثير من المعلمين هي "س، وج" يلخصون بها الموضوع والفصل القصصي؛ لذا يختصون بها من يعلمونهم في الدروس الخاصة بعيدا عن حصص المدرسة، وهذه الوسيلة تُبقي المادة مفككة في ذهن الطالب والتلميذ فلا يستذكر إلا للاختبار فقط.
وهناك وسيلة تحقق هدف الطريقة السابقة في الاستعداد للاختبار وفهم جزئيات الموضوع والفصل، وتضيف إليه رسم صورة ذهنية كلية عن الموضوع، والتفطن لمكامن الفِكَر التي قد تُظهرها طريقة "س، وج" وقد لا تُظهرها.
ما هي؟
إنها وسيلة الجدول التي لا يتوصل إليه إلا بعد الفهم الكامل للشيء الذي يراد جدولته؛ فهذه سمة الجدول في أي موضوع حسابي أم مقالي.
كيف تتم؟
تكون الخانة الأفقية الخارجية والخانة الرأسية الأولى محتوية على الفِكَر الرئيسة للدرس التي تكون موضع اختبار، وتكون بقية الخانات محتوية على مادة الدرس مركزة من خبرة المعلم.
يُصنع لكل درس جدول ولكل فصل من القصة جدول، وقد وضحت في مقال سابق منشور إلكترونيا عنوانه " عناصر القصة وسيلة تربوية لشرح القصص التعليمية " هيئة جدول تلخيص فصول القصة.
وليس ذلك بقاصر على القراءة والقصة فقط، بل يمتد ليشمل النحو والبلاغة على وفق ما يرى المعلم؛ فالجدول ينظم المعلومات ويبين العلاقات بينها).
وهذه هي المرة الأولى المكتوبة في 15/1/2013م التي كان عنوانها (عناصر القصة وسيلة تربوية لشرح القصص التعليمية)
(كيف يدرس المعلمون القصص في اللغة العربية والتربية الإسلامية؟
في الفصل يقرأ التلاميذ والطلاب أو المعلم، ثم يكتب سؤال على رأس الفقر التي تستأهل ذلك، ثم يعطي الواجب. هذا سمت المعلم الملتزم أما غير الملتزم فقد يعطي ملخصا شفويا للفصل ويكتب الواجب، وقد لا يفعل.
وفي الدروس الخصوصية لا يشرحها المعلم، إنما يصنع لطلابه مذكرة في القصة تبنى على س وج.
ولا أظن تدريس القصة في المادة الأجنبية تختلف كثيرا.
وأرى هذه الطريقة وتلك وما بينهما غير طيبة ولا تعليمية.
كيف؟
إن هذه الطرق تعفي المعلم من ابتكار الوسائل التي تجعل الحفظ درجة من درجات الفهم؛ فهي تترك التلميذ والطالب وحيدا مع المضمون، وعليه أن يحفظ فقط أو لا يحفظ؛ فالمسئولية مسئوليته.
وهناط طريقة أراها تبتعد عن هذه العيوب.
ما هي؟
إنها استعمال عناصر القصة الفنية في تدريس القصة سواء أكانت في اللغة العربية أم في التربية الإسلامية أم في اللغة الأجنبية.
كيف؟
إن عناصر القصة شخصيات وأحداث في زمان ومكان بحبكة تنظم سرد الأحداث وتفاعلها، و... إلخ.
ولو استثمر المعلم ذلك لكان الأسلوب جيدا.
كيف؟
يسرد الفصل في جدول خانته الأفقية العليا كالآتي:
م: الحدث: الشخصية: السبب: السؤال.
و"م" تعني الرقم المسلسل لفِكَر الفصل، والسؤال يمثل بدائل الأسئلة عن مضمون الفقرة ويستخرجها الطلاب أو التلاميذ.
وهذه الطريقة تجبر المعلم على قراءة الفصل قراءة تحليلية حتى لا ينسى شيئا مهما، وتعطي الطالب صورة ذهنية كاملة؛ فهي ترسم له الأحداث من خلال الشخصيات والحبكة المتمثلة في السبب الذي يدفع الأحداث إلى التغير، وهذا يجعله قادرا على الشرح والتحرك في الفصل حركة لا يستشعر فيها حرجا ولا ضيقا كما يحدث في الطرق الأخرى).