سوسن البرغوتي
رغب أم لم يرغب بترشيح نفسه، فما راهن عليه وعمل به، منذ أن كان لاجئاً في قطر إلى هذه اللحظة، أثبت أنه فشل فشلاً ذريعاً. لا يضاهيه في تنازله عن كامل الأرض والحقوق المسلوبة، كرازي نفسه... فليتذكر أبناء فتح من لقبه به.
ما قاله نيتنياهو بصريح العبارة"على عباس أن يختار نهاية السادات أو عرفات". فقد اختار عباس، إن أصر على الاستقالة والتنحي والابتعاد عن الساحة الفلسطينية، طريق السلامة له، وحل مشكلته، بعد أن خنق شعبه بأفعى تلتف حول مدن وقرى في الضفة، وحواجز على كل الطرقات. أما الجزء الشرقي من القدس فلا داعي للحديث عن ما يجري من مآسي يومية بهدم البيوت ومصادرة الأراضي واجتثاث كل ما يمت للعروبة بصلة، واستفزازات وتصعيدات متكررة من المستعمرين، والأقصى يئن تحت معاول الهدم.
اللاجئون و"الحل العادل" بالتعويض و/ أو التطوين، وفلسطينو الداخل، لا وجود لهم ولا وجود على خارطته لحيفا ويافا والجليل والنقب.
عباس قدم استقالته ضمنياً للحلفاء، وقد تلقى الرد مباشرة من هيلاري كلينتون، بأنها ترحب بالعمل معه بأي دور جديد!. أي ما كان يقوم به من دور، قد انتهى، والمطلوب تأدية دور يتناسب مع الاستمرار بمفاوضات الراية البيضاء دون شروط، مع الاعتراف بـ(يهودية الدولة) وحماية أمنها، من أجل سجن مفتوح لشعبنا في الضفة الغربية المحتلة!.
انتهى الدور المطلوب منه، ومن سيؤدي مهمة التصفية النهائية لأعدل وأقدس قضية،
بديل آخر، تختاره "اسرائيل" والإدارة الأمريكية. الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية مقدم على مرحلة مخيفة، ونفق مظلم لا يعلم خفاياه، إلا الاحتلال ومن سيوقع عهد الولاء المطلق له.
إن أراد عباس، أن يكفر عن خطاياه، فليصدر آخر مرسوم في حياته السياسية - على الأقل-، ينهي مهزلة ستة عشرة عاماً، وبيده يقلب الطاولة على من سيطعنه بالخلف من (الفلسطينيين الجدد). العدو لا يفهم ولا يستوعب منطق الضعف والاستجداء، ولا يقبل أساساًَ لا بشريك ولا بحليف فلسطيني، إنما يرضى بمن ينفذ ولا يعترض، و- الفلسطيني الجيد، هو الميت-.. إنك ميت ونحن ميتون، والموت نهاية معلومة لبني البشر، ولكن مت بما أبقوه لك.. بعض شرف وكرامة.
*مهجرة قسراً من صفد/فلسطين المحتلة عام 1948