رحيل أحد مبدعي الفن التجريدي السوريين
المصدر بلدنا
07 / 03 / 2007
نعت الأوساطُ الثقافية العربية في مدينة باريس، الفنان التشكيلي السوري "صخر فرزت" الذي فارقَ الحياة فجر الأحد الواقع في الرابع من آذار إثر نوبةٍ قلبية حادة ومفاجئة، بعد مسيرة عطاءٍ مثمرة في دنيا الفن التشكيلي وفي مجال الدفاع عن حقوق الإنسان. ولد "صخر" في مدينة بانياس السورية عام 1943، وبدمشق في سنوات شبابه الأولى تأثر بأسلوب الفنان الرائد "ناظم الجعفري" وتردَّد على مرسمه في الفترة ما بين عامي 1960-1963. وبحلول عام 1965 كان أحد أوائل خريجي كلية .....لفنون الجميلة بدمشق. انعكست المرحلة التي يسميها صخر بالتعليمية، سنوات الجامعة وفترة الانطباع بالجعفري على محاولاته الواقعية الأولى، ثم ما لبث أن اكتشف "سيزان" والأعمال التكعيبية التي كان لها دورٌ في تغيير نمطه، والأهم هو لفت نظره إلى الفكرة التي تجلّت عنده في ذلك الوقت: طريقة بناء العمل الفني "اللوحة". فأبحر "صخر فرزت" في عالم التجريد مستلهماً صوره من بيئة الطفولة "بانياس".
وارتكزت تآلفاته الجديدة على الأشكال الهندسية الأساسية، المربع والمثلث والدائرة. وفي عام 1972 لاقى"فرزت" نجاحاً بمعرضه الشخصي الأول في دمشق، نجاحٌ تجدَّد في السنتين التاليتين.
بعد إقامة قصيرة في البرازيل بين عامي 1975-1976، انتقل "فرزت" إلى باريس حيث عاش فيها مكرِّساً حياته للفن التشكيلي منذ عام 1977. شهدت هذه المرحلة تطوراً كبيراً في أسلوبه تمحور حول "فك الأطر" التي تقيّد الأشكال الهندسية، حيث توضَّح هذا الميل نحو التجريد في معرضه بباريس عام 1983.
اعتباراً من نهاية التسعينيات صُنّف "صخر فرزت" واحداً من أفضل 300 فناناً يعيشون ويعملون في فرنسا واختارته اليونسكو ليمثل سورية في معرض "Liberte 98" أو حرية 98 الذي أقيم بمناسبة الذكرى الخمسين للبيان العالمي لحقوق الإنسان، والذي أقيم في كلّ من جنيف ونيويورك عام 1998. عمل "صخر" أيضاً للمسرح في عرضين هما "أرابيسك" عام 1995، و"ماء ورماد" عام 2000.
معارض ومشاركات
وأقام عددا من المعارض لأعماله الفنية في سورية وفي لبنان، وشارك في العديد من المعارض الجماعية للفنانين التشكيليين السوريين. وبعد استقراره في باريس أقام عددا من المعارض لأعماله في فرنسا وفي العديد من الدول الأوروبية. كما اسْتَقبلت أعماله عدة دول في أمريكا اللاتينية، ولاسيما في المعرض الكبير الذي أقامه في "ريو دي جانيرو".
"صخر فرزت" الفنان المبدع الذي لقيت أعماله شهرة واسعة كان له دور كبير في نشر وتكريس مبادئ حقوق الإنسان في سورية، حيث أسَّس وشارك في عدد من جمعيات حقوق الإنسان السورية والعربية والعالمية. وشيَّد في العام 2004 بمشاركة عدد من المثقفين الفرنسيين والسوريين العاملين في مجال حقوق الإنسان والعمل الإنساني جمعية "Revivre" الفرنسية أو "أحيا من جديد".
آخر تحديث ( 07 / 03 / 2007 )