الصَّنَمُ

[عبد الفتاح أفكوح]

الصَّنَمُ
... إذ دأبوا على إعلاء شأنه والتباهي به، فأخلصوا له في حال حضورهم بين يديه وحين غيبته غاية الإخلاص، وحفظوا له في أنفسهم قدراً كبيراً أفردوه له ووقفوه عليه دون سواه، ثم ألبسوه في مخيلتهم رداءً ما إن استحسنوه له حتى نسجوه بحماسة منقطعة النظير وبعناية فائقة، وأحاطوه بسوادٍ توهموه هالة من نور، فأجروا ذكره السيء على ألسنتهم، وقد حسبوا أن لا اطمئنان لقلوبهم إلا به ...
لم يكن هذا الذي يحتفون به اليوم ومنذ كانوا أهلاً لأي حفاوة أو إقبال، ولم يكن في يوم من الأيام جديراً بأدنى اهتمام منهم، إلا أنهم أيقظوه بعدما كان غارقاً في سباتٍ عميق لا يحفل به أحد، فمكنوه من فتح عينيه فيهم بالفتنة والضلالة وقد كان أعمى، وأنطقوه بعدما كان أخرساً معقود اللسان، فصار لسانه طلقاً يخبط فيهم بخبث كلماته خبط عشواء، بل إنهم لم يكتفوا لا بفعلهم هذا ولا بمبادرتهم تلك، إذ سرعان ما حثوه على السعي بينهم بمنكرات شعواء بعدما كان كسيحاً ...
أصبح وأمسى زمناً طويلاً بيت القصيد في سائر ما ينشده شعراؤهم من قصائد، ثم أمسى وأصبح عنواناً للخطابة في جميع ما يلقيه خطباؤهم من خطب، فاتخذوه في حلهم وترحالهم قبلة وقدوة لهم، ونصبوه قائداً وحكماً بينهم ...
مكث في ساحتهم سيداً مطاعاً يعيثون بما يمليه عليهم فساداً في أخلاقهم، وضلوا بما يوحي به إليهم غاية الضلال في كل ما يخرج من أفواههم من قول، وفي سائر ما يصدر عنهم من صنيع، فما أفاقوا من غفلتهم وجهلهم حتى استشرى الداء فيهم، ولا أزالوا غشاوة الغي والطغيان عن أعينهم حتى أفضوا إلى التهلكة، ولا فكوا القيود والأغلال التي أوثقوا بها أنفسهم منذ زمن طويل حتى ذهبت ريحهم ...

د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

aghanime@hotmail.com

[حسن لشهب]

تشرفت بالقراءة لك أخي المحترم فوجدت هنا لغة متينة وسردا متماسكا ووضوحا في الغاية من الكتابة ....
هو غيض من فيض من مميزات تجعل نصوصك متميزة وتستحق كل التقدير

[عبد الفتاح أفكوح]

سلام الله عليك أخي الكريم
حسن لشهب
ورحمته جل جلاله وبركاته
وبعد ...
لك من أخيك أبي شامة المغربي مسك الشكر الجزيل، ولك منه طيب التقدير الأصيل على جميل عنايتك وكريم اهتمامك بكل حرف نثرته على أديم هذه الصفحة البهية ...

حياك الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

aghanime@hotmail.com

[علي جاسم]

السلام عليكم

يطيب لنا حضورك بعد غيبة د. عبد الفتاح

قد تعودنا على هكذا لغة قوية وجميلة

سردية غاية في الجمال وتدل على قلمك

للتثبيت تقديراً للجمال

[عبد الفتاح أفكوح]

*

[أديبه نشاوي]

مررت لالقي تحيتي واسالك عن نصوصك المحكمة لما لاتوظفها بوضوح لنا؟.
وشكرا
اديبه

[محمد سيد حسن]

الدكتور عبد الفتاح أفكوح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد أختزلت بهذا النص حقبة زمنية لا بأس بها من عالمنا العجيب

الصنم .. قصة فيها العبرة لمن يعتبر والحكمة لم ينشدها

وما أكثرها في بيوتنا يا سيدي

دمت ودام مداد قلمك النازف

محمد

[عبد الفتاح أفكوح]

[عبد الفتاح أفكوح]

[عبد الفتاح أفكوح]