في سنة 1936 حدثت واقعة بالغة الاهمية يرويها شاهد عيان هو الشاعر السوري اللاذقاني المشهور محمد المجذوب رحمه الله حيث قال كتابه ا
لاسلام في مواجهة الباطنية كنا وصلنا الى ساحة المرجه في دمشق ايام مفاوضات الكتله الوطنية وكان برفقتي شيخ جبل النصيرية يومها... صالح العلي الذي باغتني بان ربت على كتفي وقال ايه يا شيخ محمد اتعلم اننا سنحكم هذا البلد فالتفت اليه مستغربا وقد وقع معنى كلامه على اذني وقوع الصاعقة واستفسرت كيف هذا وما هذا الذي تقول يا شيخ صالح وعن أي شيء تتحدث ؟ فاجابني اقول ماتسمع سنحكم نحن العلوين سوريا فهتفت من اين لك هذا فقال انه مايبشرنا به جفر الامام علي عليه السلام ويعلق محمد المجذوب في الحاشية فيقول ذاك جفر فرنسا الذي همس في اذنهم وبشرهم ورسم لهم خريطة الطريق
•جرى في عام 1943 تأسيس حزب البعث في باريس برعاية فرنسية وتكونت نواته الاولى من حفنة من الطلبة السوريين في الجامعات الفرنسية
•وتمضي السنون من بعدها حتى نصل الى عام 1955 الذي شهد وقوع جريمة سياسية مروعة ماتزال خفاياها تشكل لغزا عند السوريين من اقدمين ومحدثين في الملعب البلدي في دمشق قام ضابط الصف النصيري العلوي في الجيش السوري عبد الرحيم يونس باطلاق النار غدرا على العقيد عدنان المالكي رئيس العمليات ونائب رئيس الاركان في الجيش السوري فأراده قتيلا وما كاد يفيق المجتمعون حول المالكي المغدور في سرادف الملعب حيث كانوا يتفرجون على مباراة كرة قدم حامية الوطيس بين المنتخبين السوري والمصري من هول الصدمة بعد ان رأوا العقيد المسلم السني عدنان المالكي جثة على كرسيه مضرحا بدمائه وهو الشخصية الساحرة اللامعة التي كانت ملئ سمع وبصر اهل سوريا حتى سمعوا دوي الرصاص مرة اخرى اذ نهض خلسة ملازم في شرطة السير اسمه عيسى عجي فأطلق الرصاص على قاتل عدنان المالكي الرقيب النصيري عبد الرحيم يونس وهو يقول انه قومي سوري كان هذا القاتل الثاني ضالعا في المؤامرة وكان يبغي بتحديده لهوية عبد الرحيم يونس ووصفه بأنه من الحزب القومي السوري ان يضرب عصفورين بجريمة واحدة اذ قصد الى ان يخفي الصبغة التأمرية الطائفية لتلك الجريمة بحق المالكي السني عل يد هذا النصيري وان يوهم كل من شهد وسمع الوقائع في الملعب بأن الجاني هو الحزب القومي السوري وهو بيت القصيد اذ كانت تلك الجريمة بداية عهد الاضطهاد الشرس للقوميين السورين حيث اتهم رئيسهم يومها جورج عبد المسيح بأنه خطط للجريمة فلاقى جورج وزوجه ما لاقوا الجدير بالذكر ان من ابرز من تولى التحقيق في جريمة اغتيال المالكي بعض ممن لاتزال تحوم حولهم الشبهات ولعل اشهرهم المقدم النصيري المتقاعد غسان جديد والضابط الاخر فؤاد جديد الذي كان يمسك ببعض ملفات التحقيق هذا اضافة الى قاتل القاتل عيسى عجى الذي ابى التعاون مع المحققين وكان ثمة من يدعمه في الخفاء ويسانده ويمنحه الحصانة وفي نهاية المطاف ادين في الجريمة النصيري العضو في الحزب القومي السوري بديع اسماعيل مخلوف فقرر القضاة العسكريون اعدامه غير انهم لسبب ما ارتأوا ان يعدموا معه ضابط سني هو منعم دبوسي من باب المساواة وهكذا كان حيث اعدم الاثنان علما بأن السني دبوسي لم يكن هناك من ادلة كافية تدينه
·
- منقول