أوراق بنفسجية ... جديد فيصل بني المرجة لوحات تعرض الأزمة و أخرى الوسط الفني اختار المخرج فيصل بني المرجة لون البنفسج الذي يبحر في أعماقنا ليثير تداعيات مختلفة، تمنحنا الإحساس بالهدوء و السكينة حيناً والحب و الفرح حيناً آخر، ثم يغرقنا بعالم تأملاتنا عنواناً لعمله الجديد “أوراق بنفسجية”ويأتي ضمن مشروع الدراما الاجتماعية المعاصرة الذي يمضي به، فيعمل على رصد ومضات من حياتنا و سلوكياتنا اليومية في لوحات منفصلة، تختزل همومنا ومشاعرنا، وتلامس واقعنا الحالي، فيقول:أوراق بنفسجية دراما اجتماعية منوعة، فيها قصص تراجيدية و خطوط كوميدية، تعتمد على كوميديا الموقف مستمدة من أحداث اجتماعية مأخوذة من حياة مختلف الشرائح و الطبقات تشكل صورة عن تنوعنا الاجتماعي حبكت بصياغة درامية بناءة وشائقة تتسم بالجرأة وبساطة الفكرة، وسيجد المشاهد تجديداً بالعرض والأسلوب ويتابع كاركترات، تعبّر عن مختلف الأنماط البشرية والصراعات الدائرة بين الخير و الشر و الحب و الكره، إنها لوحات بسيطة من حيث المضمون إلا أنها عميقة بانعكاساتها و صورها الواقعية، كتبتها بالتعاون مع الكاتبة فادية سكرية منها: (ضحية غرور –الحماية المتسلطة –حالة تراجيدية –اتهامات ) وأفردت مساحة من اللوحات لتدخل بأجواء الوسط الفني مثلاً توجد لوحة تجسد الصعوبات التي يواجهها الكاتب لإثبات وجوده «مشروع كاتب» و«معاناة منتج» التي تعرض مشكلات التسويق والإنتاج، كما خصصت جانباً للوحات التي تصور الأزمة التي تمر بها سورية، بطريقة صحيحة و واقعية وستكون مقبولة من قبل المشاهدين، منها لوحة كوميدية تتعلق بحواجزالتفتيش وأخرى تتناول غلاء الأسعار إثر ارتفاع وانخفاض الدولار، ولمناسبة الحديث أشكر الرقابة التي منحتنا مساحة كبيرة من الحرية.
من المعروف أن العمل بحلقات منفصلة ـ متصلة يرهق المخرج لأنه يتعامل مع كاركترات كثيرة، فربما يجسد الممثل عشر شخصيات على مدار ثلاثين حلقة، لكن للمخرج بني المرجة رأياً آخر:أنا لا أجد صعوبة في ذلك لأنني أختارالممثل المناسب الذي يحقق طموحي وفق الصورة التي رسمتها في مخيلتي وأعرف قدرات كل شخص فيوجد ممثل ينجح بالكوميديا و التراجيديا، وآخر لا ينجح إلا في الكوميديا الهزلية وممثل لا يعرف التمثيل إلا في إطار التراجيديا .
و في منحى آخر توجد مساحة للمخرج كي يتعامل مع المؤثرات المتنوعة بحرية مثلاً الفضاء المكاني يعكس واقع حال الشخصيات ويشكل عاملاً أساسياً في إنجاح العمل ولطبيعة الأحداث التي تمر بها سورية، اعتمدت على التصوير الداخلي أكثر واخترت أماكن تناسب اللوحات (فلل- شقق متوسطة – منازل فقيرة ) وحاولت أن تعطي المشاهد الخارجية صورة حقيقية عن السلوكيات اليومية فصورنا في الدوائر الرسمية والمطاعم والأماكن العامة، وأظهرت البعد المكاني كما صورنا في بيروت و الأردن، أما من حيث الإضاءة فركزت عليها لأن التعامل مع الضوء فن و إبداع ونستطيع من خلاله عكس اللحظة النفسية التي تعيشها الشخصية، وتختلف باختلاف السرد الدرامي من مشهد إلى آخر ومن تقطيع إلى آخر.
وأقول بصدق في هذا العمل استخدمت كل أنواع الإضاءة بالتعاون مع معتصم سيوفي، فاعتمدنا على الإضاءة الحارة والباردة والصفراء واستخدمنا لأول مرة إضاءة جديدة على عوالم الدراما تسمى ديتو لايت تخصص للوجه وتظهر انعكاسات الضوء على الملامح تثبت على بعد ثلاثة أمتار فقط ، إضافة إلى الإضاءة العامة التي تضفي على المشهد أجواء ساحرة، ولا ننسى أهمية الإضاءة في تكوين المشهد ككل إذ ترتبط بصورة مباشرة مع الأزياء و الديكور و المكياج و الحالة الدرامية، كما أوليت اهتماماً خاصاً بالجملة الموسيقية التي تناسب اللقطة فاخترت مع الموسيقي ناجي نذير أربعة نماذج ستدرج ضمن العمل. يشارك في العمل فاديا خطاب وجهاد سعد وبشار إسماعيل وأندريه اسكاف وروعة ياسين ... ويأتي أوراق بنفسجية في وقت غير محدد مسبقاً بالنسبة للمخرج إذ أعلن قبل فترة وجيزة عن بداية تصوير "تومب أكشن" الذي تأجل ـ كما ذكرـ بسبب الاختلاف على مكان التصوير لأنه لا يحبذ التصوير الكامل خارج سورية، وبعد الانتهاء من أوراق بنفسجية سيباشر بتصوير "مطلقات" والعمل الاجتماعي الذي يتناول قضايا المرأة و مشكلاتها التي توصلها إلى الطلاق ويتعرض إلى معاناة المرأة التي تطلق وهي في منتصف العمر فيتابع: هذا العمل قريب جداً من ذاتي لأنه يعكس واقع الأسرة ويسلط الضوء على الظلم الذي تعيشه المرأة في مجتمعاتنا العربية أنا أحب الأعمال البنّاءة الهادفة المتعلقة بتفاصيل حياتنا الأسرية .
يختلف بني المرجة عن غيره من المخرجين فهو لا يحلم بالدخول إلى تفاصيل الحكايات الشامية التي يراها المخرجون أعمالاً رائجةً، ومطلوبة من قبل شركات الإنتاج والمشاهد في مختلف الدول العربية وخاصةً بلاد المغرب العربي، لأن هاجسه إخراج عمل تاريخي مستمد من عصر الفتوحات الإسلامية ومن خلاله يقرأ الشخصية بخياله ويرسم الصورة المناسبة لها من حيث المكان والحدث فيضيف: نجاح العمل مرتبط بمصداقية الكتابة التاريخية التي تعطي صورة كاملة عن العصر الذي وجدت فيه الشخصية والأبعاد النفسية الخاصة بها ومجريات الصراعات السياسية، وقد بدأت فعلاً بالتحضير ليوسف بن تاشفين، وعلى الصعيد السينمائي حصل بني المرجة على الجائزة الذهبية عن فيلم " القرار" والفيلم القصير "فلذات أكبادنا"من مهرجان بيروت السينمائي العالمي وسيشارك فيلمه الأخير "وجه آخر للقتل" بمهرجان طهران، ويعزو نجاحه إلى المقولات الاجتماعية التي تعكسها أفلامه وتحكي عن الاضطهاد والقسوة في الطفولة والتربية غير المتوازنة فيقول :أنا مع أي عمل مقنع ومفيد سواء أكان تلفزيونياً أم سينمائياً أم فيديو كليب المهم أن يحمل مضموناً إنسانياً وبعداً أخلاقياً واجتماعياً.
ملده شويكانيhttp://www.albaath.news.sy/user/?id=1427&a=125858