إنا لله وإنا إليه راجعون. توفي البارحة أستاذنا الشهير الدكتور التهامي الراجي الهاشمي أستاذ كرسي علم القراءات بالمغرب؛ فرحمه الله تعالى، وأسكنه فسيح جنانه، وسيصلى عليه عصر هذا اليوم ظ¢ظ© يناير ظ¢ظ*ظ،ظ¨.نقلها: رشيد الفهري الرحماني
وأستاذنا الدكتور أستاذ كبيري الأساتذة بالمغرب الأقصى المتخصصين في القرآن وعلومه، وأشرف على بحوثهم ورسائلهم وأطاريحهم.
وكتبه محمد ححود التمساني.
وفيما يلي ترجمته:
تاريخ الازدياد: 24 /05/ 1936 بالبهاليل و هي مدينة صغيرة تبعد عن مدينة صفرو بـ7 كلمترات و عن مدينة فاس بـ 28 كلمتر. لقد رأى النور في بيت شريف يوجد في جوانب حي يعرف عند أهل هذه المدينة بحي أغزديس.
أدخله أبوه عند وصوله السابعة من عمره إلى المدرسة الابتدائية حيث حصل فيها على الشهادة الابتدائية. كان التعليم في هذه المدرسة التي كانت تعرف بالمدرسة الفلاحية باللغة الفرنسية فقط.
أبــوه: سيدي الهاشمي بن عبد السلام بن سيدي الهاشمي بن سيدي أحمد بن سيدي محمد.
جد والد الشيخ الدكتور الذي هو سيدي الهاشمي بن سيدي أحمد هو الذي طَلب منه سكان البهاليل المجيء إلى قريتهم في شتنبر من السنة الميلادية 1847 لتذكيرهم بشرع الله الذي نسوْه بسبب تفشي الأمية فيهم و بعدهم عن الفقهاء و العلماء و اشتغالهم الشديد بمواشيهم و أراضيهم الفلاحية.
هذا الدور الذي قام به هذا الشيخ الجليل القادم عليهم من جامعة القرويين بعد تخرجه منها هو الذي جعله يقلد بـ { فقيه الدين } و بعده صارت العائلة التي خلفها، رحمه الله، لا تعرف إلا بــ { عائلة فقيه الدين } إلى اليوم.
ازداد والد شيخنا العالم الجليل سيدي الهاشمي بن عبد السلام سنة 1896 و هو مثل أبيه و جده خريج القرويين؛ توفي رحمه الله سنة 1943 فلم يعمر طويلاً، كما نرى، خلافاً لوالده سيدي عبد السلام و دفن بالزاوية التي سبق أن دفن بها جده؛ توجد هذه الزاوية في حي أغزديس التي كان يشرف عليها سيدي عبد السلام جد شيخنا الدكتور التهامي الهاشمي و لا زال عدد لا يستهان به من مريديه يسهرون على هذه الزاوية مؤدين فيها شعائر دينهم بلا انقطاع أعانهم الله و حفظهم.
أمـــه: زهرة بنت عبد الله بن الحسين بن أحمد بن إدريس بن لحسن بن إدريس بن أحمد بن محمد جيجي.
متزوج و له خمسة أولاد.
الـعـمـل الأسـاسـي:
• أستاذ كرسي علوم القرآن بكلية الآداب التابعة لجامعة محمد الخامس الرباط ، أكدال.
• أستاذ كرسي القراءات القرآنية بمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء .
مـسلـكـه الـعـلـمي و الوظيفي:
• خريج المدرسة الإقليمية للمعلمين بمراكش { شعبة اللغة الفرنسية } سنة 1950- 1951.
• معلم للغة الفرنسية في المدرسة الفلاحية بالبهاليل من 1951 إلى 1956.كانت هذه تسمى في عهد الاستعمار Ecole rurale agricole.
• متفرغ بأمر من وزارة التربية الوطنية لتهييء شهادة الإجازة في الآداب في كلية الآداب بالرباط من 1956 إلى 1958.
• أستاذ مساعد للتعليم الثانوي بالمدرسة الثانوية بمدينة صفرو من 1958 إلى 1960.
• أستاذ التعليم الثانوي بثانوية مولاي إسماعيل بمكناس من 1960 إلى 1964.
• خليفة نائب وزير التربية الوطنية بمكناس و تافيلالت من 1964 إلى 1966 .
• نائب وزير التربية الوطنية بأكادير و طرفاية من 1966 إلى 1969.
• نائب وزير التربية الوطنية بـتـطـوان و طـنـجة من 1969 إلى 1970.
• مكلف بمهمة مراقبة الأساتذة العاملين في المدارس الإقليمية لتكوين المعلمين الموجودة جنوب الدار البيضاء؛ إمتد هذا التكليف من 1970 إلى 1972.
• أستاذ التعليم العالي مكلف بالقراءات القرآنية و الدرس اللساني بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بالرباط من 1972 إلى 1974.
• المندوب الدائم للرصيد اللغوي. كان مقر هذه المندوبية بمعهد التعريب و الأبحاث اللسانية بالرباط من 1974 إلى 1978.
• أستاذ التعليم العالي بالرباط من 1974 إلى اليومز.
أنـشــطـة أخـرى
أستاذ زائر:
• كلية الآداب ببوردو ( فرنسا ) ؛ الجامعة الثالثة.
• كلية الآداب و العلوم الإنسانية بانجامنة بـجـمـهـوريـة تــشــاد.
• المدرسة العليا للقراءات القرآنية بصـنـعـاء بجمهورية اليمن ( على شـكـل حـلـقـات تـدريــبـيـة تقام في هذا البلد تحت إشــراف المنظمة العربية للتربية و التعليم.
أسـتـاذ مـعـار :
• المـعــهــد الـعــالـي للصحافة؛ عمل شيخنا الكريم بهذا المعهد من سنة 1975 إلى سـنـة 1996؛ كان يلقي فيها على الطلبة دروسـاً في دلائلية الإعلام الذي لفضيلته فيها كتاب زيادة على إلقائه درساً في الترجمة.
• المركز الوطني لتكوين المفتشين. كان هذا المركز يقوم بتكوين إطاريْن من المفتشين؛ إطار مفتشي السلك الأول بنوعيْه ( الفرنسي و العربي ) و إطار مفتشي السلك الثاني بنوعيْه كذالك؛ مفتش الطور الثاني للغة الفرنسية و مفتش الطور الثاني للغة العربية.
التفاتات ملكية كريمة:
• الدرس الأول أمام الـحـسـن الـثـانـي رحمه الله.
عينه الحسن الثاني، اثر حديثه الأول الذي ألقاه أمامه في الدروس الحسنية في ليلة من ليالي رمضان من سنة 1994 م. أستاذ كرسي القراءات بمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء؛ و هي المهمة التي ما زال يقوم فضيلة الأستاذ بها بجد و إخلاص لا مثيل لهما إلى وفاته.
• الدرس الثاني أمام الحسن الثاني رحمه الله.
أنعم الملك الحسن الثاني على شيخنا الدكتور التهامي الراجي الهاشمي إثر إلقاء حديثه الثاني أمامه بمواصلة العمل بالتعليم العالي رغم بلوغه سن التقاعد، علماً منه، رحمه الله، أن الفائدة التي يجنيها الوطن في بقائه أستاذاً مزاولاً للعمل أكبر و أعم.
كما أنه، كلفه بمراقبة معاهد القراءات المنتشرة في المغرب كمدرسة سيدي الزوين بمراكش و مدرسة دار ازهيرو بطنجة و مدرسة سيدي التغي بابن أحمد و غيرها؛ تتمثل هذه المراقبة في إلقاء دروس نموذجية في القراءات المتواترة أمام أساتذة و طلبة هاته المؤسس العتيقة التي لا زالت، بفضل الله و كرمه،تقوم بتعليم القراءات و نشرها بحب و تفان، جزاهم الله خيراً .
نقلا عن صفحة الدكتور حمزة الكتاني حفظه الله بتصرف طفييف.