منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 15

الموضوع: تاريخ الشركس

  1. #1

    تاريخ الشركس

    السلام عليكم


    هذا ماقراته واتمنى ان اجد موضوعا كاملا لتاريخهم الصحيح مئة بالمئة
    خاصة انه شعب مسالم وانا ممن يحب هذا العرق الرائع





    الشركس: لا صلة لهم بالحثيين و لا بالسومريين- تصحيح لخطأ شائع

    --------------------------------------------------------------------------------

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الشركس لا علاقة لهم بالحثيين
    الشركس (الشراكسة) لا علاقة لهم بالحثيين !! نرجو التصحيح !!

    الحقيقة إن عجبي لا ينقضي و أنا أقرأ للأخوة الشراكسة في المنتديات عموماً !! و أعجب لهم كيف يخلطون المعلومات الصحيحة بالمغلوطة خلطاً عجيباً.. فما أورده الأخ كاتب المقالة عن الحثيين هو في معظمه صحيح .. ولكن أين يكمن الخطأ الفادح ؟!
    إانه في إقحام الشراكسة في الانتساب إلى الحثيين .. فالحثيون كانوا شعباً آرياً جاء من جهة البلقان و استوطن في إقليم الأناضول ثم أسس فيه دولة تمدَّدَتْ إلى القسم الشمالي من بلاد الشام ، وكان الحثيون يتكلمون لغة تنتمي إلى عائلة اللغات الهندو-أوربية (الآرية) (انظر مادة الحثيين Hittites في موسوعةEncarta Enc. -CD2003)..

    في حين أن الشركس شعب قديم في إقامته في شمال غرب القوقاز ، ولم تعرف له قبل الميلاد هجرة أو تهجير ، بل كانوا و لايزالون متقوقعين على أنفسهم و يتكلمون لغة خاصة بهم فقط تنتسب إلى مجموعة منفصلة تماماً عن بقية لغات العالم كله و تدعى مجموعة لغات شمال غرب القوقاز وهي مؤلفة من الأديغة و القبرطاي و الأبخاز . (انظر مقالتنا عن الشركس في هذا المنتدى )

    على أن الشركس لا علاقة لهم بالعرق الآري ، و أصل هذا الخطأ أيضاً نظرية قديمة في علم الأعراق قامت على تصنيف البشر عرقياً معتمدة بشكل أساسي على لون البشرة و ملامح الوجه و هيئة الشعر و الجمجمة كان وضعها العالم الألماني الشهير جوهان بلومن باخ Johann Blumen bach عام 1700م ،و كانت نظرية مبنية على تصور أن العرق الآري (العرق الأبيض) كان في فجر التكوين منشؤه القفقاس و أنه أقرب الأجناس البشرية إلى الكمال (*)، إلا أن الدراسات الانثروبيولوجية الحديثة القائمة على أسس أعمق من تلك مثل دراسة شكل الجمجمة و قياساتها و الزمر الدموية بتنوعاتها و حتى الدراسة الجينية أثبتت بطلان تلك النظرية و تهافتها ، وقد ثبت أن الشركس ينتمون إلى مجموعة عرقية خاصة بهم .. وجاءت الدراسات اللغوية لتؤكد أن لغتهم القديمة الأزلية هي أيضاً لغة مستقلة عن بقية لغات العالم و أنه ليس لها من قرابة لغوية مع اللغات الآرية(الهندو-أوروبية)..
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
    (*)-هذه النظرية القديمة ثبت بطلانها علمياً كما ذكرنا ، ولكنها أعجبت بعضاً من إخوتنا الشركس و تمسكوا بها لأنها تجعلهم - في وهمهم و اعتقادهم - من العرق المميز!!.. وعلى هذا الاعتقاد نفسه- للأسف- قامت الحركة النازية التي أباحت استعباد الأعراق الأخرى بل و قتلهم إذا لزم الأمر !
    تقول موسوعة انكارتا في مادة Caucasian:
    " The designation Caucasian was first used in the 18th century by scholars who believed that white Europeans originated in Caucasia, ".
    ما ترجمته : " هذا التعبير (العرق القوقازي) كان أول ما استعمل في القرن 18م من قبل علماء اعتقدوا أن الأوروبيين البيض نشؤوا في القفقاس.
    للتوسع في الاطلاع على علم الأعراق الحديث و عن تاريخ علم الأعراق .. راجع المادة : Race في الموسوعة الاليكترونية نفسها .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ

    و لذلك فلا يخدعنك أيها القارئ بياض البشرة و الشقرة في قبولك اعتمادهما مبدأ للتصنيف العرقي ! فهل تعلم أن الإيرانيين و الأفغان و الأرمن و قسماً مهما من الشعب الهندي هم آريو العرق و اللغة وهم أقرباء الأوربيين لغة و عرقاً رغم سمرتهم !! فالثابت علمياً أن لون البشرة و نوع الشعر و أن ملامح الوجه تتغير عند البشر( طبعاً بشكل وئيد و على عدة أجيال ) بتغيير الأقاليم التي يسكنونها .. وخذ لنفسك مثالاً حياً من الزنوج الأمريكيين الذين جلبوا من مجاهل أفريقيا و عليهم السمات الزنجية أوضح ما تكون من شعر مفلفل بشدة و شفاه غليظة ومقلوبة و بشرة شديدة السواد و الأنف الكبير المفلطح و هي الصفات التي تناسب المناخ الاستوائي الذي كانوا يعيشون فيه
    ، فلما صاروا إلى أمريكا الشمالية وكندا و توالدوا هناك أجيالاً متعددة صرت ترى تهذيباً و ترقيقاً لتلك السمات الخِلقية و، فالشفاه بدأت تميل للرقة و الأنف إلى الدقة و الصغر و البروز و رأينا كيف أن البشرة بالذات آيلة إلى الابيضاض التدريجي مع توالد الأجيال .. وقد يكون للتزاوج (الشرعي و غير الشرعي) دور في ذلك غير أنه ضعيف و محدود لأسباب لا مجال لبحثها هنا ( ونأسف على هذا الاستطراد !! ).

    كما أنه لا علاقة للشركس(الشراكسة) بالسومريين أصحاب أقدم حضارة مكتوبة في التاريخ و مخترعي الكتابة (المسمارية) ، لأن هؤلاء كما يجمع العلماء تقترب لغتهم (ذات الصفة الإلصاقية ) كثيراً من اللغة التركية ، ويقرِّر علماء اللغات، الذين درسوا اللغة السومرية – وهي القديمة جداً – دراسةً مقارنةً مع ما نعرف من لغات اليوم ، أنه لا علاقة لها مطلقا ًباللغات السامية و لا بالهندو-أوربية ، وإنما هي لغة إلصاقية Agglutinative تشبه اللغة التركية الحالية .

    • يقول الأستاذ المصري د. محمد السيد غلاب في كتابه " الجغرافية التاريخية " صـ 414:
    (( أما عن الجماعات الجنوبية التي تعرف بالسومرية ،فقد كانوا جماعات لا نعرف عنهم سوى أنهم قدموا من الشرق ،وكانوا يتحدَّثون لغة شبيهة باللغة التركية أو المغولية، إذ لا يظهر في لغتهم أي تأثير لغوي آخر ..
    وقد عاشت هذه الجماعات ، في مرحلة العصر الحجري الحديث ، وتمكَّنت من تطوير فخَّارها لدرجة عالية من الجودة و الإتقان حيث أنتجت أنواعاً من الفخَّار الملوَّن ، ...وهؤلاء المزارعون الأوائل الذين وُجِدت عصيّهم المعقوفة و مناجلهم الحجرية في كل المواقع التي تنتمي إليها.. وهم الذين وضعوا بذور المدنية في العراق ، إذ أن عديداً من المراكز المدنية الكبرى التي تظهر هناك في أثناء الفترة التاريخية ترجع بأصولها إلى هؤلاء المستقرين الأوائل.
    والسومريون التجار نشروا حضارتهم أيضاً إلى الأجزاء الشمالية التي تقع ضمن نفوذ الساميين و إلى الأجزاء الغربية في العمق على نهر العاصي الأدنى .")) اهـ

    و إخوتنا الشراكسة هم - للأسف الشديد - دائمو الخلط في المواضيع التاريخية و خاصة فيما يخص جنسية الأعلام التاريخيين، فهم يزعمون مثلاً أن أحمد شوقي كان شركسياً و أن الظاهر بيبرس كذلك !! و يدخلون المنتديات خبط عشواء و يملؤونها بمثل هذه المعلومات التي لا صحة لها و لا سند و لا برهان .
    وكلنا يعلم أن الشاعر أحمد شوقي كان كرديَّ الأب تركيّ الأم و لم يكن له من الصلة بالشراكس سوى أن جدته لأبيه كانت شركسية (أي : أم أبوه فقط كانت شركسية)!!
    و أما الظاهر بيبرس فهو تركي وليس شركسياً فهو من المماليك البحرية الأتراك (من قبيلة القبجاق التركية المشهورة ) ..!!!!

    ولعل السيد نهاد برزج- هو و أباه ، وهما من كتاب الشراكسة المتعصبين جداً لقوميتهم- من أبرز الأمثلة على هؤلاء الذين ذكرتهم ، فهما- في ظنّي- يتحملان معظم الخلط و التشويش المنظم المقصود في أذهان أهلنا من الشراكسة ، فقد قدّما مجموعة من الكتيّبات و المنشورات الخفيفة التي تروج عند عامة المتعلّمين ..
    و إخوتنا الشراكسة أقلية صغيرة تتجه إلى الذوبان في محيط عربي ضاغط ، وأنا في الحقيقة معجب بتماسكهم و تعاضدهم و بمحاولاتهم المثابرة للحفاظ على هويتهم ، و بذلك ربما فهمت دوافع السيد برزج في تكثير أعلامهم و محاولة خلق تاريخ مجيد لهم من خلال ربطهم بأسماء تاريخية عظيمة في تاريخ العرب و المسلمين ..ولكن عملاً كهذا – على فهمنا لحماسة و دوافع صاحبه – لا يبرر العبث بالعلم و الحقائق ..
    و السلام على من اتبع الهدى .

  2. #2
    السلام عليكم
    اشكرك ياغالية وافتقد لقلمك معنا
    ساحاول رفد الموضوع بقدر المستطاع
    بانتظار جديدك دوما
    دمت لنا
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    الف شكر لك اختي للمعلومات القيمة
    لك تحياتي
    كم من الزهور التى نزفت دماءها لتملأ زجاجة عطر
    العطر دماء زهور والعمر دماء بشر
    ولهذا أحزن كثيرا كلما رأيت زجاجة عطر فارغة ملقاة على الرصيف
    او رأيت إنسانا محمولا على الأعناق
    العطر أنت ياوطن
    والزهور دماء أطفالنا الأبرياء

  4. #4
    الف شكر لاهتمامكم وفقكم الله

  5. #5
    اضافة مهمة
    قلاوون
    العمر: 35
    الشركس(الشراكسة): التعريف بهم و بتاريخهم(بحث علمي موجز)
    --------------------------------------------------------------------------------
    تمهيد : (انظر في المصورات في نهاية المقالة)
    الشركس شعب قوقازي يعيش منذ فجر التاريخ في شمال غرب القوقاز، وهو مؤلف من ثلاث مجموعات (متفرعة من أصل واحد) متقاربة لغوياً و عرقياً و هي : الأبخاز (الأباظة ) و القبرطاي و الأديغة .
    اسم شركس نفسه هو اسم غريب عن لغتهم أطلقه الآخرون عليهم و عرفوا به من بعد، هم حالياً موجودون بشكل رئيسي في الجمهوريات الروسية التالية:الأديغة و كراتشاي-تشركسيا و كباردينو –بلقاريا . و البقية الباقية تعيش في الشتات على شكل مجموعات إثنية صغيرة نسبياً في كل من تركيا و جيورجيا و الأردن و سوريا و قد تجد قلة قليلة جداً ( ربما بضع عائلات) في مصر و العراق و ليبيا و تونس و ...
    لغتهم تنتمي إلى مجموعة لغوية مستقلة تسمى مجموعة لغات شمال غرب القوقاز ( وهي مستقلة عن اللغات الأخرى في العالم و حتى عن لغات الشعوب الأخرى في القوقاز نفسه ، وليس من رابط بينها و بين اللغات الهندو-أوربية (الآرية) ) ،
    و هنا لا بد من التنبيه إلى أن الشركس لا يمتّون بالقرابة إلى بقية شعوب القوقاز كالشيشان و الأنغوش و الداغستان و البلقار و القرتشاي و القوميق و اللان ، لا من الناحية العرقية و لا من الناحية اللغوية ، وليس تجاورهم الجغرافي إلا من مصادفات القدر( لأن أغلب من ذكرتُ من هذه الشعوب هي وافدة إلى القوقاز) ، على أن طول المجاورة طبَعَ المنطقة بنوع من التجانس و التقارب في اللباس و الرقص و الفنون الشعبية و ما شابه ذلك من تداخل بينها في كثير من الأعراف و المظاهر الاجتماعية .
    ثمّ إن تاريخ غرب القوقاز (الشركس ) يختلف كثيراً عن تاريخ بقية شعوب القوقاز : أعني القوقازالأوسط (الشيشان و الأنغوش و اللان) و القوقاز الشرقي ( الداغستان ) ، فالشيشان و الأنغوش و كثير من القوميات الداغستانية هي قوميات ذات قرابة واضحة فيما بينها عرقاً و لغة و تاريخاً و لكنها تختلف في كل ذلك اختلافاً كبيراً عن جيرانهم الغربيين (الشراكسة) ، و لنأخذ مثلاً دخول الإسلام إلى القوقاز ، فالفاتحون العرب المسلمون دخلوا القوقاز ( وكان كله تحت حكم الخزر ) من جانبه الشرقي – و كان هو الأكثر مدنية وحضارة في القوقاز كله - وفيه كثير من المدن الداغستانية و الخزرية المهمة و أهمها دربند ( و التي أسماها العرب باب الأبواب) في غزوات متكررة و لكنها غير مستقرة ، ومع ذلك فقد كانت تلك بداية هامة لنشر الإسلام في ربوع داغستان و شرقي القوقاز، و أما الشركس (في غرب القوقاز ) فقد ظلوا وثنيين على دينهم الأصلي رغم أنهم كانوا قدعرفوا المسيحية ( في أثناء خضوعهم لنفوذ الروم البيزنطيين) و اعتنقها بعضهم أيضاً ، في حين تأخر دخول الدين الإسلامي إليهم و انتشاره بينهم على نحو ما سنذكر لاحقاً . و هنا لا بأس من أن أقتبس قليلاً مما جاء في موقع " وقف القوقاز" و عنوانه على الويب :
    http://www.kafkas.org.tr/arabic/kultur/index.html
    و هو موقع لافت من أهم المواقع الشركسية على الانترنت ، يقول صاحب المقالة- وهو شركسي أديغي – بلهجة حماسية تظهر فيها عاطفته واضحة جلية في محاولته تمجيد قومه، حتى وهو يتحدث فيها بتوقير عظيم عن دينهم الوثني البدائي القديم مقروناً إلى الديانتين السماويتين المسيحية و الإسلام :
    ".. لم يقض ِالأديغة أية فترة من فترات التاريخ المعروفة دون دين فقد اعتنقوا على مر التاريخ ثلاثة أديان هامة يشكل المسيحية و الإسلام اثنين منهما. و يبحث الدين القديم للأديغة ثلاثة مواضيع أساسية تتمثل بالإيمان و العبادة و الأخلاق. كما يمكن القول بأنهم آمنوا بالسحر و الشعوذة و الطلسم و الفال و غيرها من المعتقدات الباطلة إلى جانب بعض التصورات المقدسة و عبادة بعض موجودات الطبيعة كالجبال و الأشجار و غيرها..
    الإله تخا (تحا ) :
    كان الإيمان بإله متعالٍ يُشكّل أحد أهم معتقدات الأديغة القديمة الأمر الذي نراه في سائر الأديان. و لقد أطلق الأديغة اسم "تخا" على هذا الإله. فهو خالق الكائنات بيده مقاليد كل شئ، يرأف بعباده و يرحمهم لأنه رحيم، يمنح الصحة و هو الذي يعاقب في نفس الوقت. و يُرى في هذه الصفات التي خلعها الأديغة على الإله"تخا" سمات التوحيد. يأتي في المرتبة الثانية بعد الإله "تخا" الإله "شبلة" إله العواصف و هو الذي يقوم عبره الإله "تخا" بتربية البشر. إلى جانب هذا فقد آمن الأديغة ببعض الآلهة الأخرى أيضا ...
    أشكال العبادة :
    تحتلّ العبادة مكانة هامة في الدين القديم للأديغة و كانت تجري ضمن "غابات صغيرة مقدسة" تستخدم كأماكن للعبادة التي تتألف من عزف الموسيقى و الرقص و بعض المظاهر الأخرى. و كان "التخامادة" هو الذي يقوم بتنظيم طقوس العبادة.... و كما هو الحال في سائر الأديان البدائية الأخرى في العالم تتحقق هنا أيضا الفرضية القائلة بأن المصدر الأول للدين كان الإيمان بإله واحد الأمر الذي تحول فيما بعد ليصبح إيمانا بآلهة متعددة. ففي معتقدات الأديغة السابقة كان "تخا" هو المركز الأساسي لكل شئ و هو خالق كل شئ"
    الأديغة خابزة khabza :
    هي القوانين الشفهية(1) التي تنظم جميع مبادئ الأخلاق الفردية و الاجتماعية للحياة تحت اسم " خابزة " و تعتبر "خابزة" أمرا مقدَّساً يقوم مجلس شورى التخاماديين بمعاقبة من لا يعمل وفقها. بعد أن قمنا بتلخيص الدين القديم للأديغة على هذا النحو يمكننا الآن الحديث عن دخول الإسلام. إن الدين المسيحي و إن كان له وجود في القفقاس قبل مجيء الإسلام إلا أنه لم يكن أبدا و في أي وقت من الأوقات فعّالاً .."
    دخول الإسلام بلاد القفقاس :
    ".. دخل الإسلام القفقاس في فترة الفتوحات التي قام بها (الخليفة) عمر(ض)، إذ دخل داغستان عقب فتح إيران. و قد اضطرت الجيوش الإسلامية التي دخلت القفقاس في القرن السابع للهجرة (!!) ( لعل الكاتب أخطأ سهواً.. و لابد أنه قصد القرن السابع الميلادي لا الهجري ) لخوض حرب طويلة الأمد مع الخزريين. في هذه الفترة بدأ كلٌّ من الداغستان و الشيشان و قسم من سكان المنطقة الوسطى للقفقاس باعتناق الإسلام.... أما دخول الإسلام إلى شمال غرب القفقاس (شركسيا) فكان متأخرا نسبياً مقارنة مع شرقه. إن نشر الإسلام (الذي كان قد بدأ في القرن الثالث عشر) قد أتمَّه كلٌ من الدولة العثمانية و خانات القرم (التتار الأتراك) في القرن الثامن عشر. " انتهى النص المقتبس .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1)- لم يعرف الشركس خلال تاريخهم الطويل أي شكل من أشكال الكتابة و لم تدعهم إليه حاجة في حياتهم البسيطة القائمة على الصيد و الزراعة و المنغلقة بشدة على نفسها في عاداتها و فلوكلورها و ديانتها البدائية بين شعاب جبال حراجية باردة قاسية .. إلى أن أسلموا على يد العثمانيين فتعلموا منهم الأبجدية العربية التي كان الأتراك قد تبنوها بعد إسلامهم محبة لها ( و آثروها على أبجديتيهم الأصليتين الأويغورية و الأورخونية ) على اعتبارها خطاً إسلامياً مقدساً ، كتبت به آيات القرآن الكريم.
    و هكذا فبفضل الأتراك دخل الشركس عالم الهداية الإسلامية و بفضلهم عرفوا الخط لأول مرة ، ثم تبنى الشركس حديثاً بعد الاستعمار الروسي لوطنهم ، الأبجدية الروسية المسماة Cyrillic alphabet و قسم آخر منهم أصبحوا يكتبون بالأبجدية اللاتينية.
    اللغات الشركسية :
    لم يعرف الشركس خلال تاريخهم الطويل أي شكل من أشكال الكتابة و لم تدعهم إليه حاجة في حياتهم البسيطة (القائمة على الصيد و الزراعة و تربية الماشية) و المنغلقة بشدة على نفسها في عاداتها و فلوكلورها و ديانتها البدائية بين شعاب جبال حراجية باردة قاسية .. إلى أن أسلموا على يد العثمانيين فتعلموا منهم الأبجدية العربية التي كان الأتراك قد تبنّوها بعد إسلامهم محبة لها ( و آثروها على أبجديتيهم الأصليتين الأويغورية و الأورخونية ) على اعتبارها خطاً إسلامياً مقدساً ، كتبت به آيات القرآن الكريم.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  6. #6
    و هكذا فبفضل الأتراك دخل الشركس عالم الهداية الإسلامية و بفضلهم عرفوا الخط لأول مرة ، ثم تبنى الشركس حديثاً بعد الاستعمار الروسي لوطنهم ، الأبجدية الروسية المسماة Cyrillic alphabet و قسم آخر منهم أصبحوا يكتبون بالأبجدية اللاتينية.
    تقول الموسوعة الاليكترونية البريطانية الشهيرة Britannica Enc.CD في مادة Caucasian language : و في مقام الحديث عن لغات الشركس (الأديغة و القبرطاي و الأبخاز) و عن تطور آدابهم ( ابحث عنKabardian language ) :
    "These languages are noted for the great number of distinctive consonants and the limited number of distinctive vowels in their sound systems. Abaza, like Abkhaz, has no grammatical cases. Abaza is written as well as spoken."
    ما ترجمته :
    " هذه اللغات مشهورة بالعدد الكبير للحروف الساكنة المتميّزة و بالعدد المحدود لأحرف العلة المتميزة في أنظمتها الصوتية. لغة الأبازة ، كلغة الأبخاز، ليس لها قواعد نحوية ، وهي تكتب تماماً كما تلفظ"
    و في مادة Adygea تقول الموسوعة الاليكترونية Encarta Enc.2003 -CD:
    " Their language belongs to the Caucasian language family. It was developed as a literary language in the early 20th century, originally using the Arabic alphabet, then the Latin alphabet, and finally the Cyrillic alphabet.
    The Adygeans became Christians during the 6th and 7th centuries, but they have been Sunni Muslims since their conversion to Islam by the Ottomans in the 18th century "
    ما ترجمته :
    " لغتهم تنتمي إلى عائلة اللغات القوقازية . و لقد طُوّرت كلغة أدبية في بداية القرن العشرين (!!) ، في الأصل كانت الأبجدية العربية هي المستعملة ، ثم استعملوا اللاتينية ، وأخيراً أبجدية السيريليك Cyrillic (الروسية) . الأديغة أصبحوا مسيحيين (جزئياً) خلال القرنين 6و 7 الميلاديين ، و لكنهم أصبحوا جميعاً مسلمين سنّة منذ تحوّلهم إلى الإسلام على يد الأتراك العثمانيين في القرن 18 الميلادي " انتهت الترجمة .
    و لتوضيح ما سبق تقول الموسوعة البريطانية Britannica Enc.CD (بحث: Kabardian language) :
    " Since the October Revolution of 1917, Kabardian has been a written language. The Roman alphabet was the first system used, but from 1936 the language was written in Cyrillic." Encyclopaedia Britannica, Inc.
    ما ترجمته :
    " منذ ثورة أوكتوبر (الشيوعية في روسيا) عام 1917م ، أصبحت لغة القبرطاي (الشركسية) لغة كتابية . وقد استعملوا في البداية الأبجدية الرومانية (اللاتينية) ثم و ابتداءً من عام 1936م صارت لغتهم تكتب بالأبجدية السيريلية Cyrillic الروسية " انتهت الترجمة .
    و هكذا و منذ ما يقارب 85 سنة- و بعد انتشار المدارس العامة و التعليم الحكومي الروسي و خاصة منذ بداية العهد السوفييتي- بدأنا نلمح آثار ذلك في ظهور أول أدب شركسي مكتوب و أول كتابات شركسية أدبية و علمية على يد الأجيال الحديثة منهم.
    الموطن الأصلي للشراكسة
    " لمحة جغرافية – من موسوعة Encarta- CD- 2003"
    - انظر في المصورات في نهاية المقالة-
    إن الدويلات التي ينتمي إليها جميع الشراكسة في العالم موجودة و متجاورة في إقليم القوقاز وهي حالياً جمهوريات روسية صغيرة:
    1- جمهورية الأديغة Adygea : و هنا الموطن الأصلي الأم و الأهم للشراكسة في العالم و خاصة لشراكسة سوريا ،
    مساحتها : تبلغ 7600 كم مربع Adygea covers a total area of 7,600 sq km.
    عدد سكانها الإجمالي : 449 ألف نسمة فقط (تقديرعام 1997م) و أغلب سكانها هم للأسف من المستوطنين الروس و الذين تبلغ نسبة و جودهم 70% من إجمالي تعداد سكانها ، بينما يشكل الأديغة (الشركس ) وهم سكانها الأصليون 20% فقط أي الخُمْس ، و الباقي تشكله إثنيات عرقية أخرى . أي أن عدد الشركس هناك90 ألفاً تقريباً .
    2- كراتشاي- تشركسيا Karachay-Cherkessia:
    تبلغ مساحتها : 14 ألف و 100 كم مربع فقط =و مع ذلك فهي تساوي ضعف مساحة الأديغة كما ترى!
    عدد سكانها : 436 ألف نسمة . (تقدير عام1997م) – 40% منهم من المستوطنين الروس ، و 30 % منهم من القرتشاي (وهم من أتراك القبجاق ) ، و 10% فقط من الشركس!! ، و 7% الأبازيني !! و الباقي أقليات صغيرة متنوعة .. تقول موسوعة إنكارتا الاليكترونية :
    The Karachay speak Karachay-Balkar, a Kipchak, or Western Turkic, language.
    ما ترجمته : القرا تشاي يتكلمون لغة "قراتشاي-بلقار " القبجاقية و هي لغة تركية غربية .
    3- كباردينو- بلقاريا : Kabardino-Balkaria :
    مساحتها : 12.500 كم مربع .
    و تعداد سكانها (تقديرات عام 1997) : 789 ألف نسمة ، يشكل عدد الشراكس القبرطاي فيها 49% من تعداد السكان الإجمالي ، بينما يبلع الروس الذين استوطنوها 32% ، والبلقار (وهم من الأتراك الجوفاش ) 12% ، والباقي مجموعة من الأقليات الإثنية (العرقية) الأخرى كالأرمن و الآذريين التركمان و غيرهم ..
    و يبدو أن القبرطاي كانوا قبيلة شركسية مميزة نوعاً ما من بين قبائل الشركس ، فمنهم كان أغلب أمراء الشركس ، وهم الأكثر عدداً بينهم ، ففي القوقاز اليوم يبلغ عدد القبرطاي ما يقارب 395 ألف نسمة .
    4- جمهورية أبخازيا Abkhazia: وهي حالياً جمهورية ذات حكم ذاتي ضمن دولة جيورجيا ،
    مساحتها : 8600 كم مربع
    عدد سكانها الإجمالي : 537.400 نسمة (تقديرات عام 1990) = تقريبا 540 ألف نسمة . وكان الجورجيون يشكلون في أبخازيا حوالي نصف سكانها ، بينما يشكل الأباظة (الأبخاز) 20% فقط و الباقي من الأرمن و الروس . حتى حدث صراع مسلح عام 1990 في الإقليم فهاجر قسم كبير من الجورجيين (200ألف ) .
    المهم أن عدد الأباظة هنا يساوي 100 ألف نسمة تقريبا ، نصفهم من المسلمين السنة الأحناف ، والنصف الآخر من المسيحيين الأرثوذوكس .
    تقول موسوعة . Microsoft® Encarta 2003-CD. مادة أبخازيا Abkhazia ما ترجمته :
    " أبخازيا خضعت للحكم العثماني في القرن 16، و في عام 1810م أصبحت محمية روسية ثم ألحقت بروسيا رسمياً عام 1864م . و لقد قام الأبازة بالثورات و قاوموا الهيمنة الروسية غير أن جهودهم ( للأسف) باءت بالفشل ، واضطر حوالي 30.000 نسمة منهم إلى الهجرة إلى أراضي الدولة العثمانية إثر الحرب الحرب الروسية-التركية التي دامت ما بين عامي 1877-1878 م " .
    و الخلاصة هي :
    إن مجموع ما هو موجود من الشراكسة في مواطنهم الأصلية التي ذكرتها أعلاه لا يتجاوز 660 ألف نسمة !!
    و مجموع مساحات جمهورياتهم في القوقاز لا يتجاوز 43ألف كم مربّع ، أي ما يقلّ عن ربع مساحة سوريا مثلاً التي تساوي 185ألف كم مربع .
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  7. #7
    تاريخ دخول الشركس في الإسلام
    )نقلاً عن موسوعة the Encyclopaedia of Islam CD-ROM - مادة Cherkes ):
    " The Cherkes are Sunni Muslims of the hanafi school. Islam was brought in the 16th century by the Nogais and the Tatars of the Crimea, first to the Kabards, then, in the 17th century, to the western Adygea. Penetration was slow and at first reached only the feudal nobility.
    It is only at the beginning of the 18th century, thanks to the zeal of the ِkhans of the Crimea and the Turkish pashas of Anapa, that Islam was imposed on all of the people,
    replacing Christianity (introduced as early as the 16th century by Byzantium and, between the10th and the 12th centuries, by Georgia) and the ancient pagan religion of which one still finds traces among the western Adygaes.
    Before their conversion to Islam, the Cherkes worshipped agrarian divinities: Shible, god of storm and thunder, Sozeresh , protector of the sowings, Yemish, protector of the flocks, Khategnash, god of the gardens, etc. The cult of the god of thunder was linked to the worship of trees and
    sacred groves where, even recently, were offered sacrifices and prayers. The Cherkes had neither temples nor clergy; sacrifices were entrusted to the care of an old man elected for life."
    Extract from the Encyclopaedia of Islam CD-ROM Edition v. 1.0
    ما ترجمته :
    الشركس (اليوم) مسلمون سنّيون من المذهب الحنفي(1) . الإسلام جُلِبَ إليهم في القرن السادس عشرَ بواسطة كل من : شعب النوغايسNogais]] (وهم تتار مسلمون من أصول مغولية استوطنوا في شمال القوقاز) و تتارالقرم Crimea ( المقصود هنا شبه جزيرة القرم الموجودة في شمال البحر الأسود، وكانت خانية تترية مسلمة).
    لقد دخل الإسلام أولاً إلى القبرطاي Kabards، ثمّ ، في القرن السابع عشر، إلى غرب الأديغة . و مع ذلك فقد كان اختراق الدين الإسلامي لهذين الشعبين –حينذاك - اختراقاً بطيئَاً ،و كان في باديء الأمر قد وَصلَ فقط إلى طبقة النبلاء الإقطاعيين منهم.
    فقط في بداية القرن الثامن عشرِ، و بفضل نشاط و حماسِة كل من خانات القرم (الأتراك ) و باشاوات منطقة " أنابة "Anapa ( 2) العثمانيين الأتراك فقد استطاع الإسلام أن يبسط وجوده كاملاً على جميع الشعب الشركسي ، وأن ينتشر بينهم انتشاراً واسعاً مزيحاً المسيحية (التي كان الشركس قد عرفوها و تبناها قسم منهم عن طريق الجيورجيين و البيزنطيين ) و مزيحاً أيضاً الوثنية الدين القديم (الأصلي) للشراكسة ، والذي لا تزال بعض آثاره باقية بين الشراكس في غرب أديغا.
    قبل تحولِهم إلى الإسلامِ، عَبدَ الشركس آلهة الزراعة و أهمها :
    Shibleشبلة : إله العاصفةِ و الرعد ، و سوزَرَش : Sozeresh حامي الزرع ، و ياميش Yemish : حامي القِطْعانِ ، وخاتغناش Khategnash : إله الحدائقِ، الخ...
    عبادة إلهِ الرعدِ رُبطتْ إلى عبادةِ الأشجارِ و البساتين المقدسة ، حيث قدمت لها الصلوات و النذور ...
    الشركس ما كان عندهم معابد و لا رجال دين ، وإنما كانت نذورهم (أضحياتهم ) تترك أمانة عند رجل مسنّ ينتخب من بينهم ليرعاها مدى الحياة." انتهت الترجمة Encyclopaedia of Islam
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1)- طبيعي أن يكون الشركس سنيين من المذهب الحنفي تماماً كما هوحال الأتراك الذين كان لهم فضل نشر الدين الإسلامي (المذهب السني الحنفي ) بين الشراكسة ، وتعريفهم به !
    (2)- أنابة Anapa: مدينة ساحلية في إقليم كراسنودارKrasnodar (غرب جمهورية أديغة مباشرة) تقع على الساحل الشمالي- الغربي للبحر الأسود ، احتلها العثمانيون عام 1479م بعد أن طردوا منها حامية التجار الجنويين ، ثم أنشأ فيها الأتراك العثمانيون عام 1781م ( في عهد السلطان عبد الحميد الأول) قلعة لتكون معقلاً لهم في بلاد الشركس، و لقد هاجمها الروس عدة مرات و فشلوا في احتلالها ، ثم احتلوها عام 1791م ، فاستعادها العثمانيون في العام نفسه بمعاهدة ياسي Yassy، و تطورت بسرعة إلى مركز تجاري هام ، و بقيت في أيديهم حتى عام 1829م حين تنازلوا- مرغمين- عنها للروس في معاهدة أدرينابول.( نقلاً عن مادة Anapa موسوعة( Encyclopaedia of Islam
    الشراكسة في العهد المملوكي
    فيما يلي نصّ مترجَم حرفياً عن موسوعة Encyclopaedia of Islam الإليكترونيةمادةCharkas:
    " يُشَار إلى الشركس في المصادر التاريخية المملوكية باسم جاركس ، أو جراكسة ( والمفرد جركسي) ، أو شركس أو شراكسة ( ومفردها شركسي) .
    طبقاً لما يذكره القلقشندي (في كتابه صبح الأعشى ) الشركس يعيشون في فقر ، و معظمهم نصارى .
    هم احتلوا مكاناً مهماً بين البرجية و هي الفرقة العسكرية التي أنشأها السلطان المملوكي التركي قلاوون (حكم 1279-1290م/678-689هـ) ....
    السلطان برقوق نفسه ;كان شركسيّاً و عضواً في الفرقة "البرجية "، وهو الذي جَلبَ النصرَ النهائيُ لبني جنسِه الخاصِ (عندما أصبح سلطاناً )، من خلال شراءئه المنظّمِ لأعدادٍ متزايدة من المماليك الشراكسة و منعه الباتّ – في الوقت ذاته- لشراءَ المماليك من الأجناس الأخرى .
    و لذلك هو يُدْعَى بحقّ "مؤسس الدولة الشركسية" (القائم بدولة الجراكسة كما ورد في النجوم الزاهرة ج5ص362). مع ذلك فقد ندم على عملَه هذا في آخر حياته،بعد أن قام مماليكه الشراكسة بمحاولة اغتياله (عن النجوم الزاهرة ج5ص585-598)
    ولكن كان الوقت متأخّر جداً لَهُ كي يستطيع أن يغيّر شيئاً من الوضع الذي خلقه هو بيديه . و كذلك فإن ابنه و وريثه السلطان فرج (809-815هـ/1406-1412م)دفع حياته ثمناً لمحاولته أن يكسر قوة مماليكه الشراكسة من خلال المذابح ا الذريعة في صفوفهم . ....
    كُتّاب الفترةِ الشركسية (أي المؤرخون و الكتاب في عهد الدولة الشركسية) حَمَلوا ،في عموم كتاباتهم, إعجاباً عظيماً جداً للأتراك القبجاق (حكام و أمراء و حنود دولة المماليك البحرية ) و انتقدوا الشراكسة بقسوة، و عَزَوا إليهم أسباب تردّي السلطنة و بؤسها و فقرها(1) (!! )
    و خير مثال في هذا الصدد ما قاله المؤرخ المملوكي ابن تغري بردي
    . ……(Manhal, iii, f 185b, ll. 14-23).في كتابه المنهل الصافي ...
    انتهى النص المترجم عن موسوعة Encyclopaedia of Islam– CD
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  8. #8
    * * *
    و هكذا ترى أن السلطنة المملوكية التي بلغت شأواً عظيماً في عهدها الأول ( دولة المماليك البحرية التركية) ، و صارت مركزاً مشعاً للحضارة الإنسانية و حصناً منيعاً للعزة الإسلامية تراها تسقط سقوطاً ذريعاً في مهاوي الانحطاط و البؤس و التخلّف على عهد دولة المماليك البرجية (الجراكسة)، الذين لم يكن لهم هم ّسوى استقدام أقاربهم الذين كانوا يعيشون في قفقاسيا وقتذاك في فقر و مجاعة ليجعلوا منهم أمراء و ملوكاً في مصر !!
    و لذلك تقول الموسوعة البريطانية الشهيرة En. CD 2003 Britannica – في مادة Mamluk :
    "There is universal agreement among historians that the mamluk state reached it,s height under the turkish sultans and then fell into Prolonged phase of decline under the circassians. "
    ما ترجمته :
    " هناك اتفاق عامٌّ بين المؤرّخين على أنّ دولة المماليك وصلَتْ إلى ذروة مجدها تحت حكم السلاطين الأتراك ، ثمّ بعد ذلك سقطت في طورٍ مديدٍ من الانحطاط (التدهور) تحت حكم الشراكسة .".
    و هكذا .. و بسبب ضعف السلطنة المملوكية هذا في عهد دولة المماليك البرجية و تدهورها على جميع الأصعدة ، و فساد حكمهم الذي كان جائراً متعجرفاً فقد تخلّى عنه الشعب العربي حين أتاهم السلطان سليم الأول فاتحاً بلاد الشام و مصر ، منتصراً على المماليك الجراكسة انتصاراً ساحقاً في معركتين فاصلتين هما :
    معركة مرج دابق (في الشمال من حلب) و معركة الريدانية (شرقي القاهرة ).
    و بديهيّ أن نذكر أن العثمانيين كانوا في ذلك الوقت متفوّقين على دولة المماليك تفوّقاً لا يترك مجالاً لأي مقارنة بينهما - و خاصّة على الصعيد العسكري- فبينما كان الجيش العثماني جيشاً حديثاً متمرّساً في فتوحاته المذهلة في أوروبا ، مدجّجاً بالبنادق و معزّزاً بمدفعيتة المتطورة ، كان أصحابنا المماليك لا يزالون يقاتلون بأساليب عسكرية قديمة متخلّفة معتمدين على السيف و الرمح و النشاب !!
    تعالوا نستمعْ إلى هذا الحوار الطريف الذي جرى بين السلطان العثماني سليم الأول (المنتصر)و الأمير المملوكي كرتباي الجركسي (الأسير) ، بعد فتح العثمانيين لمصر ، و الذي رواه لنا مؤرخ مصري صميم هو أحمد بن زنبل الرمال:
    قال كرتباي للسلطان سليم في عبارة قريبة من العامية (( .. أنتَ أتيْتَ لكَ عساكرَ من أطراف الدنيا .. و جئْتَ بهذه الحيلة التي تَحيَّلَ بها الإفرنجُ لمّا عجزوا عن ملاقاة عساكر الإسلام و هي هذه البندقية التي لو رمَتْ بها امرأةٌ لقتَلَتْ بها كذا إنساناً ، و نحن لو اخترنا الرميَ بها ما سبَقْتَنا إليه ، و لكنْ نحن قومٌ لا نتركُ سُـنَّةَ نبيّنا محمد (ص) و هي الجهاد في سبيل الله بالسيف (*).)) !! فتأمّلْ و اعجَبْ لهذا المنطق المكابر ما شاء لك العَجَب!!!
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (*)- من ص 7 من كتاب المشرق العربي في العهد العثماني ، د.عبد الكريم رافق ، ط5-جامعة دمشق.
    الشراكسة في العهد العثماني
    خضع الشراكسة( مع بقية أقاليم القوقاز الشمالي) في العصر الحديث لحكم القياصرة الروس خضوعاً تاماً بعد إخماد القياصرة لثورات هذه الشعوب ضد سلطتهم بقسوة و وحشية، مما دفع بقسم من الشراكسة ( و من الشعوب القوقازية الأخرى كالداغستان و الشيشان و ...) إلى هجرة قاسية مريرة هلك فيها كثير منهم.
    و الدولة العثمانية التي كانت دولة ذات طابع إسلامي واضح – و كانت دائماً تدفع ثمن ذلك بما تنزف من جراحاتها في حروبها المستمرة ضد التكالب الصليبي عليها – رأت أن من واجبها (باعتبارها دولة إسلامية و على اعتبار أن الشركس هم جزء من رعاياها المسلمين) احتضان النازحين منهم ، فاستقبلتهم استقبالاً حسناً ، وحاولت ضمن إمكاناتها الفقيرة و المرتبكة آنذاك أن تقدّم لهم المساعدات الممكنة ، و أن تُقطِعَهم أراضيَ من أفضل أراضيها الميرية (الحكومية)(1) ، و أن تحافظ ما أمكن على تشكيلاتهم العشائرية و تكتّلاتهم السكانية الأصلية في أثناء إسكانهم على أراضيها ، و لذلك ترى أن أسماء القرى الجركسية الجديدة التي أسسها مهاجرو الجراكسة في أراضي العثمانيين حَمَلَتْ نفْسَ أسماء القرى القوقازية التي نزحوا عنها ، وكان لهذا الإسكان العشائري الكتلي استراتيجية مدروسة من قبل الدولة العثمانية ، و لعله يهدف إلى فائدة مزدوجة للطرفين :
    1- التخفيف عن هذه العشائر المهجَّرة من وحشة الهجرة و ألم الغربة.
    2- ذلك أضبط لشؤون أمنهم و سلامتهم من غارات اللصوص و البدو.
    3- إن الإبقاء على العشائر و إسكانها مجتمعة كما هي يجعل من ضبط هذه المجموعات البشرية أكثر سهولة على الدولة في إدارة شؤونها و في ضبط وجودها و حتى في تنظيم عملية تقديم المساعدة لها .
    4- كانت إدارة الباب العالي تستفيد من توطين العشائر التركمانية و الشركسية على حد سواء في كثير من الأقاليم التي كانت الدولة تخشى من عدم ولائها ؛ أو في أراض ميرية (حكومية) بوار صالحة للزراعة و جاهزة لاستصلاحها و استثمارها ، و بذلك تستفيد الدولة من وجوه ثلاثة : إصلاح الأراضي البوار ، و توطين العشائر البدوية الرحالة و التي كانت كثيراً ما تتسبب بإثارة المشاكل و النزاعات بسبب طبيعة الحياة البدوية القاسية و المتنقلة ، و ثالثها : أن تزرع في أقاليم التوطين عشائر موالية لها عرقياً و دينياً ( كما كانت تفعل جميع الدول الفاتحة من قبل ، كالرومان و العرب و الروس و ... !).
    و ما دامت الدولة العثمانية كانت تتعامل في سياستها الإسكانية وغير الإسكانية (كحق المشاركة في تولّي الوظائف الحكومية العليا من وزارات و مناصب عليا مرموقة (2) و تقديم المعونات و بناء المرافق العامة) معاملة واحدة مع جميع فئات شعبها (من الأتراك و العرب و الشركس و البوسنيين و غيرهم) وفق ما تراه ضرورة للمصلحة العامة ، فأين يكمن الظلم إذا كان صاحب البيت يعاملك كواحد من أولاده ؟!
    ( انظر كتاب : إسكان العشائر في عهد الإمبراطورية العثمانية ..ترجمة فاروق مصطفى)
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
    (1)- يقول الكاتب الشركسي السوري عدنان قبرطاي متحدّثاً عن هجرة الجراكسة و عن إسكان الدولة العثمانية لبعضهم في الجولان ( نقلاً من موقعه: http://www.geocities.com/adiga2001syr/jolan.htm )
    " و لقد خصَّصَتْ السلطات العثمانية لهم أراضيَ ليبنوا عليها قراهم و أخرى زراعية ليعيشوا منها ، و احتفظوا ( أيضاً ) بالأراضي الوعرة كمراعي لمواشيهم .... و الشراكس الذين أتوا عام 1922 م( ؟) فقد بنوا قرية الحميدية حيث أن السلطان عبد الحميد كان قد أعطى كبيرهم 40 ليرة ذهبية (تأمّلْ!!) ليبنيَ بها مسجدَهم كما حدّثني أحد المعمّرين قبل 40 سنة."
    (2)- كلنا يعلم أن الإمبراطورية العثمانية ، وإن كانت تركية الملوك ، فقد كانت إمبراطورية تمتاز في أنها كانت مفتوحة لجميع المواهب و الكفاءات من جميع الشعوب التي كانت خاضعة لها ، مهما كان عرقها و جنسيتها، فقد عرفت الدولة العثمانية في مناصبها العليا ( كالصدارة العظمى أي منصب رئاسة الوزراء أو الوزراء أو أمانة سر السلطان أو مستشاريه ) خلال تاريخها الطويل كثيراً من الشخصيات المتميّزة من الترك و البوسنيين و الألبان و الصرب ، وقد تعاقب على منصب الصدارة عدد من الصدور العظام كانوا من أسرة واحدة كانت مميزة كأسرة سوكولوفيتش البوسنية ، و لقد بلغ كثير من الصرب و الألبان و اليونان و حتى من الأكراد و الشركس و العرب إلى مناصب هامة في دولة العثمانيين ، و من المعروف أن المستشار الأكبر للسلطان عبد الحميد الثاني كان عزت باشا العابد العربي الدمشقي و قريب من ذلك كان أبوه هولو باشا العابد، وأن الشيخ أبا الهدى الصيادي – وهو عربي سوري من قرى المعرة – كان شيخ الإسلام ( مفتي الامبراطورية ) و موضع توقير السلطان و مشاورته.
    عن العضو
    قلاوون
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  9. #9
    aboalbnat
    Guest

    [msg]اذا امكن اريد صور للزي الشركسي للسيدات[/msg]

  10. #10
    بامرك اخي الكريم وليي عودة لعرض الزي الشركسي
    لكنك حبذا لو وضعته طلب واضح هنا
    اهلا بك
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مجزرة الشركس
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان الأبحاث التاريخية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-04-2019, 06:39 PM
  2. تاريخ مدينة السلام او تاريخ بغداد للخطيب البغدادي
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-28-2014, 01:17 PM
  3. تاريخ المقلوبة
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المطبخ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-26-2013, 01:08 AM
  4. هل هناك كتاب الكتروني لتاريخ الشركس ؟
    بواسطة أديبه نشاوي في المنتدى فرسان العائلات العربية والتراث.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-17-2009, 04:52 PM
  5. تاريخ الصهيونية منذ الإعلان عنها وحتى الآن... تاريخ قذر للأمة المغضوب عليها
    بواسطة عبدالله جنينة في المنتدى فرسان الأبحاث التاريخية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-22-2009, 05:17 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •