أُغرُشْ و طَنِشْ .. أُختان بالرضاعة
كثيرون من يعتقدون أن (أغرش) هي نفسها (طنش)، فتلتبس عليهم الأمور، ولكن الأكثر منهم الذين لا يعرفون ما تعني كل كلمة منهما.
فعندما يعثر أحدهم على محفظة نقود، ويراه صديقه وهو يضعها بجيبه، فيقول له: أغرش أي ضعها في جيبك ولا تخبر أحدا عنها، وأنا بدوري سأطنش، أي سأمثل دور الذي لم ير شيئا!
عندما يُحضر أحد الزوار المشكوك بنواياهم الأخلاقية هدية لبيت، ويعلم صاحب البيت أن تلك الهدية لا تفسير لها إلا النوايا غير السوية، ويسكت عنها، فقد غرش. وعندما ترى أم ابنتها خرجت الى حفل زفاف أو مناسبة ما، وهي في زي قليل الاحتشام، ولخشية الأم على ابنتها أن تبقى بلا زواج، فتهمس الأم بأذان كل حارس من حراس العائلة أن (طنش)، أي مثل دور الذي لم ينتبه لتلك الصورة غير المرضي عنها.
وعندما يرى شعب، أن حكومته لا تثقل عليه بالضرائب، بل تكتفي بالمعونات الخارجية ويعلم أن ثمن تلك المعونات الخارجية هو السكوت عن موقف وطني، ويسكت فقد (غرش) الشعب على حكومته. وعندما تعلم الحكومة أن بعض كبار أبناء شعبها أدخل بعض الأموال القذرة الى البلاد، فقد (طنشت) الحكومة.
إذن فغرش هي غير طنش، ولكنهما أختان بالرضاعة، رضعا من ثدي واحد هو ثدي الحقارة.