الـــوقت
الوقت : هو وحدة زمنية ومساحة حركية قابلة للتشكل و التجدد والاندثار والإظهار ..هو لوحة يرسم عليها كلٌ منا ما يرغبه بيده أو بقلبه دون أن يمس الجانب الذي يخص الآخر الذي يملك نفس مساحة الوقت الذي تملكه أنت .
لأن الوقت أشبه بدفتر كلٌ منا يملك فيه صفحة خاصة .
وأعلن من صفحتي في زاوية الوقت التي تتأثر سطورها بمدى قدرتي وعجزي عن إفراغ امتلائها وملئ محتوياتها , وأن الورقة التي تخصني في دفتر الوقت تحمل صفاتي وجينات أفكاري , ومن عزم يقيني أتيقن بأن حصة الآخرين في دفتر الوقت لا تتأثر بحصة شخص آخر مع التأكيد على أن دفتر الزمن بتعدده يبقى واحدا يذهب صوب الزوال تقلصا ..
ويتمدد مستديرا متنقلا من ماضي تجاوزه بكل حمل من اضمحلال الأحلام وتنامي الآمال .
وحاضر يُرى دون أن يُحس وما أن يستقطع خيطه من اللحظة حتى يحاك مع خيوط الماضي..وأما ما يتبقى منه يكمل تفاصيل صوره مع المستقبل الذي هو الآخر يتدحرج على الحاضر وكأنهما يتقاسمان الأدوار خلف كواليس الماضي ..
وعندما يتأرشف في سراديب التاريخ يبزر لنا وجها لكل واحد منا وكل ورقة تحمل أعباء صاحبها ..
ورقة تحمل من آمالنا مدنا على وشك الدخول في تفاصيل البين ! بين مبدأ البناء والانهيار . وقد يؤلمنا أن تنهار المدن التي مازالت في قيد الخريطة رسوما أجهضها التراجع والإخفاق , حتى وان كان انهيار المدنية المبنية لها صدى أكبر وقعا على السمع والجوارح .
أفحمتني اللحظة التي لمّحت لي بكل صراحة بأن الحلم الذي لم أستطع تحقيقه في التو سينساق إلى مقصلة الماضي .
أوجعتني تلك الحقيقة..بالرغم من خفة حملي وتعاكس اتجاه كتفي إلا إني لا أحب التنازل عن حلمي تحت قيود الإخفاق أو استصعاب وأسر لقلبي وعقلي بأني أحب أن آخذ معي أحلامي التي لم تبصر فجرها بعد إلى حيث ستجرفني موجة الحياة ما حييت وأصر أن تكون هي الأخرى تدرك مكانها من مكانتي ..
و لكم تحياتي