أخي الغالي أبا فراس المحترم
لقد عاب الشيخ ابن القيم رحمه الله في زمانه على الدعاة ذلك فقال : ولقد حول أئمة المساجد الدعاء لنواح وعويل وبكاء على النفس ولكنهم لم يدلوا على الله ولا على رسول الله وأطالوا الخطب عكس السنة ... الخ ، وقال الشيخ الداعية عبد الحميد كشك : وسألني بعضهم لماذا تحولت المساجد لفنادق ما إن يخطب الإمام خطبته حتى يغط غالبية الحضور في النوم ، فأقول : ذلك يحدث لأن أئمة المساجد يخطبون فيما لا يهم أحوال المسلمين .
وغالبا لو سألت المصلين على أبواب المساجد عم خطب الإمام لأجابت غالبيتهم لأجابوا بلا مواربة لا نعرف ، لأن الخطباء يشرقون ويغربون ويهرفون بما لا يعرفون !
ويقول الشيخ الشعراوي قدس الله سره : وغالبية الأئمة يعتدون في الدعاء ، فهم ينسبون الشر لله تعالى بقولهم : وقنا شر ما قضيت ، فالله لا يقضي بشر أبدا .
وهو يشير بذلك للحديث الذي أخرجه الترمذي رحمه الله عن الحسن بن على رضي الله تعالى عنهما : علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولها في صلاة الوتر : اللهم اهدنا فيمن هديت ... الخ .
ويقول الترمذي : وهذا هو أصح ما ورد في قنوت الوتر ، وهذا لا يعني صحة الحديث ، لأن الحسن عندما انتقل رسول الله للرفيق الأعلى كان عمره 7 سنوات !
والحديث به سجع منهي عنه يطيل أئمتنا النسج السجعي على منواله !!
وبعض بلاد العرب تأتي الخطبة مكتوبة ليقرأها الإمام حتى لا تحيد عن صراط سياسة الدولة أو سياسة وزارة إيقاف أحوال المسلمين .
وبعض الدعاء هو دعاء على الأمة بالهلاك كما يوجد في دعاء ختم القرآن للسديس الذي أصبح سنة تقدسها الأمة وكأنها واردة عن رسول الله عليه أتم الصلاة وأزكى التسليم ، ومنها : ألبسنا الحلل وأخلنا الظلل ، والظلل هو العذاب الشامل الذي يظل المعذب فلا يترك منه جزءا ، والسبب السجعة التي تقصدها السديس ، كما أن طول الدعاء يبطل الصلاة ويعتبر اعتداء ، لذا فنحن في كروب وظلمات بعضها فوق بعض أخي الغالي ، والمنبر خرج عن طوره في العهد الإسلامي تماما !