آلمني أن أقرأ تراشقا بين بعض الدعاة .. وتشكيك بعضهم في بعض .. أحدهم كتب (مجتهدوا الفنادق هل ذهبوا إلى الخنادق؟) وآخر كتب مجيبا على سؤال عن وجهة سفره .. قال أنه ذاهب للتحريض – بهذه العبارة – على الجهاد في أحد فنادق طوكيو .. وتساؤلات – لا تنتهي - مبطنة بالسخرية حول مشاركة الشيوخ في الجهاد الذي أفتوا به ..إلخ.هكذا نحن جميعا – بالقدر الذي يحتمله التعميم – من يعجبنا رأيه فهو (الإمام) و(العلامة) .. ومن لا يعجبنا رأيه تُسلب منه حتى الشهادة الأكاديمية التي يحملها ويُقذف اسمه (عاريا) من اللقب العلمي ... ومن المشيخة .. إلخ.لقد كان سيدنا رسول الله – صلّ الله عليه وسلم – رئيسا للأمة .. وقائدا لجيوشها ... وملاذ شجعانها (كنا إذا حمي الوطيس لذنا برسول الله) عليه الصلاة والسلام .. ومفتيها بطبيعة الحال .. فهو صلة السماء بالأرض ... ثم انتقل – صلّ الله عليه وسلم - إلى الرفيق الأعلى – إنا لله وإنا إليه راجعون – فجاء الصديق رضي الله عنه وعن ابنته ... وبدأت الخلافة .. وأصبح دور الخليفة – في الغالب – أن يسير الجيوش ويدير الدولة من مقر الخلافة .. مع استثناءات كان فيها الخلفية يقود الجيوش بنفسه .. ثم انتقل القتال من (التطوع) إلى الاحتراف ... وأصبح المقاتلون في الغالب (موظفون) .. ومع ذلك ظل القتال تقليديا أو بالأسلحة التقليدية (السيوف / الرماح / وما شاكل ذلك ) وباستطاعة (العالم / المفتي) أن يكون محاربا ... لذلك شارك بعض العلماء في الجهاد .. ثم جاء العصر الحديث فتعقدت وسائل القتال ... في عصر الطائرات و المدافع والدبابات والصواريخ .. وما شاكل ذلك ...وعليه فالسؤال غير المهذب الذي يطرحه البعض عن الشيوخ الذين أفتوا بالجهاد .. وأينهم من الخنادق .. ليس في محله .. وفيه استهانة بالمتلقي ..والأسوأ حين يصدر ذلك عن شخص ينتمي للعلم .. ويعلم أ، الفتوى التي أصدرها هذا العالم أو ذاك – وتكون متماسكة أكثر حين تصدر عن جمع من أهل العلم .. ولا يضير ذلك من خالفهم – هي محض اجتهاد .. ويعلم أيضا أن الحبيب صلّ الله عليه وسلم،حدثنا عن أول من تسعر بهم النار (شهيد / عالم / منفق) .. ويؤتى بأشد أهل الدنيا تنعما فيغمس في النار غمسة ثم يسأل : هل رأيت نعيما قط؟ فيقول لا .. أو كما قال عليه الصلاة والسلام. .فهل ينبغي لمن سمع .. وصدق .. أن يجعل من إخوانه موضعا للسخرية والتندر؟! وهل يصح أصلا لمن تلبس بالعلم الشرعي أن يصل به حب التفكه أن يصبح (أضحوكة) لوسائل التواصل الاجتماعي ... يتناقلو الناس سخريته من إخوانه العلماء؟!!إنه زمن (الفتنة) والابتلاء قطعا ... ما بين سخرية أهل العلم .. من أهل العلم .. وما بين تهجم ..لا إله إلا الله ماذا نسميهم؟نقول متعلمنة ... أو متلبرلة .. أو متحدثنة؟!! نحن لا أن نصف أحدا إلى بما ينسب نفسه إليه .. المهم ..من سخرية أهل العلم بأقرانهم – ولا مشكلة قطعا لو كان رد أولائك بردود علمية – إلى سخرية .. وتهجم بعض المثقفين على أهل العلم ... مثل قول الأستاذ سليمان أبا الخيل – عبر"وسم"المتوحش – شافي العجمي) يقول الأستاذ :(المتوحش – شافي العجمي : شافي العجمي يريد أن يجاهد بأبناء الآخرين وهو متوكئ على أريكته مثله مثل من انتشرت صورهم وهم في تركيا يركبون الخيل).والمقصود – كما هو معلوم – الشيوخ (العريفي والقرني والعوضي : نبيل) تلك الصورة التي وصفها أحد "أهل العلم"- عبر حسابه في "تويتر" - بأنها (هياط)!!!!!!!!!!على كل حال نعود للأستاذ (أبا الخيل) .. ووصفه لمن يختلف معه في الرأي بـ ( المتوحش) ...أولا : نذكره - ومن على شاكلته – بأن وزراء الدفاع .. وهم عسكريون .. لا يذهبون للخنادق ...ثانيا : الإنسان لا يتوكؤ على أريكة .. ربما لا يخفى على "الأستاذ" أن العصا هي أداة التوكئ .. وأن الأريكة للاتكاء .. ولكنه (الغضب).ثالثا : لو كان فولتير "مسلما"لترحمنا عليه .. وهو القائل ( قد أختلف معك في الرأي ولكني على استعداد لأن أدفع حياتي ثمنا لحقك في إبداء رأيك).لنفترض أن لحوم العلماء ليست مسمومة .. أمباحة هي أذا؟!!أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة"لحوم العلماء"إذا لم تكن مسمومة : فهل هي مباحة؟!!