جُحْرُ ضَبّ
***
شعر
صبري الصبري
***
(عيدٌ) يضم بالاحمرار خضابا
بالزيف يغري بالهوى الألبابا
أسموه (عيد الحب) ويح من ارتوى
من نبعه بالطالحات شرابا
واجتر سوءات السلوك بيومه
بالمهلكات بلهوه منسابا
واغتر سرا بالغواني بالدجى
واختار غيا بالبلاء مُذابا
ومضى بدرب الموبقات مواكبا
بمجون بلبال الخنا أغرابا
بثوا لنا بالفاجرات مفاتنا
شتى تخالف سنة وكتابا
لم يكفهم طول الزمان مكوثهم
في البغي فامتشقوا السفور حرابا
وتصنعوا (عيدا) بيوم أحمر
جعل الفسوق مزينا جذابا
فالبائسون البائسات بسقمهم
يرجون فيه اللهو والألعابا
والمنكرات تتابعت ببغائها
جهرا أسالت للئام لعابا
وتكاثرت فيه الضحايا كلهم
صوب المصائب يقرعون البابا
ويروج التجار أشياء بها
دجل يداعب للغبي لبابا
فيخر بالفخ الخبيث متابع
للمارقين مكابدا أعطابا
ويكون في نار الأتون مصاحبا
أخدانه ومرافقا أصحابا
انهض وفارق ما تراه .. ملازما
بالوعي والرشد المضيء صوابا
فشريعة الإسلام تجعل قلبنا
بالحب يحيا طاهرا وثابا
قلبا سليما طيبا متعففا
يرجو من الله الكريم ثوابا
بالإمتثال لشرع حق دائما
يحيا يطيع المنعم الوهابا
فالعيد في الإسلام عيدان هما
(فطر) و(أضحى) فاستحث ركابا
نحو الشريعة بالضياء تألقت
وأدم إليها بالخشوع ذهابا
وإذا نسيت أو ارتكبت حماقة
فارجع لربك خاضعا أوابا
فالله يغفر كل ذنب إنه
رب غفور فاسأل التوابا
عفوا ومغفرة وتوبة نادم
واسلك إليه من الهدى أبوابا
فيها الصلاة بها الزكاة عبادة
والصوم هيئ للتقى أسبابا
لا تتبع الفجار في فُجْرٍ لهم
والزم بفَجْرٍ المهتدي المحرابا
والزم بقلب خاشع متضرع
لله ربك يا أخي الأعتابا
إن الذين تفرقوا في دينهم
ذاقوا مع الخسر الشديد تبابا
والحب في الإسلام منهاج الضيا
بالطهر يسهب بالصفا إسهابا
يغشى الجميع بحسب تصنيف له
ليكون حسا دافقا وخطابا
في صدق تعمير لدنيا عيشنا
يبني يحقق للورى استتبابا
يا من رغبتم (عيد) حب قلبكم
يهوي بقاعٍ للهوى مرتابا
بالغرب أنتم في متاهة عيشة
لا تعرفون سوى الفسوق نصابا
واللاهثون وراءهم في شرقنا
في جحر ضَبٍّ يرتجون رحابا !
حتى وإن وضعوا خضابا أحمرا
في (عيد) حب يصبغون خضابا !
والله يرحم أمة خيرية
بحياتها وإذا تؤم حسابا
صلى الإله على النبي وآله
ما الودق فارق بالفضاء سحابا !