رسائل الأشجان لأبي علي الغلبان / 8
الرسالة الثامنة : حالة حب قصوى
الساعة السادسة صباحا
مطار دبي الدولي
قلت للغلبان ، لن أستمع إليك اليوم ..
عليك الإصغاء فحسب ....
قلت ، وظل صامتا :
لم أنم البارحة ،
كنت عند الخامسة من الفجر
إنتظر الخيطين ..
أخاف اقتراب الوقت ،
كنت مرغما فانتظرت ،
لحيظات في قاعة المغادرين
انتهت الاجراءات كأن لم يكن أحد غيرنا
هي سرعة الإنجاز أم إنسلاخ الوقت .؟!
نظرت في عينيه ، لم ينم البارحة أيضا
على غير عادته
كانت تجمعني به لغة مشتركة
لغة عشق فوق الوصف
كنت مشاكسا مثله
كان ذكيا مثلي ..
سألته قبل الصعود للطائرة :
من حبيبي ..؟!
قال : أنا
قلت ( كم تحبني )
قال محركا يديه كالموج :
.. ( كمكة ..)
يحبني بعدد السمك في البحر ..!
هكذا تفاهمنا من قبل ..
هكذا علمني اللغة ..
خلال عام وخمسة أشهر ..
ابتعد نحو الطائرة مع والديه ..
حاولت أن إهرب عن مرمى نظراته
ما استطعت ..
كان يجذبني إليه بكل قوة الطفولة ..
عدت ومعي بحر وسمك ..
نظرت حوالي ،
تأملت حوالي ،
خلتني ممددا منذ زمن ،
على شاطئ بحر ميت ..
لا سمك ،
ولا ظل ..!
أين السمك يا حبيبي
أنا في انتظار الحياة ..
حسن سلامة
h_salama_51@yahoo.com