بك أيها الشهر الكريم تنتشر أنوار الإيمان لتجلوَ ظلمةً أسدلتها على أرواحنا الذنوب والخطايا، يكفي يا رمضان أن تأتي في كل عامٍ مرة لتمحوَ أدران قلوبنا وسيئات أنفسنا .... أيها الشهر الكريم قلي بماذا نخبرك ؟؟ هل نخبرك عن ما ارتكبناه من أخطاء في حق أنفسنا وفي حق الناس وفي حق الله طلية العام قبل أن تأتي لنا زائرا؟ أم عن ضعفنا وخوفنا الذي جعل الأعداء يتكالبون علينا ويرسمون الخطط لطمس هويتنا وقتل أبنائنا؟ أم نخبرك عن أموال المنافقين تُصدّر إلى الأعداء ليضربوا بها كل بنان؟ أم عن الفقراء والمساكين الذين ملأت شكواهم الآفاق؟ ...
قلي يا شهر الحب هل أخبرك عن ضياع الحب بين الناس، وهل تستطيع إعادته للقلوب الميتة؟ وقد كرمك الله وقال: أنّ الصيام لي ....
لقد فرض رب العزة الصيام علينا حباً بنا ليمحو خطايانا وينّقي سرائرانا، ليعود الصفاء لقلوبنا والنقاء لأنفسنا والطهر لأرواحنا، ليزداد حبنا للخالق جلا وعلا ... كما فرض فيك الزكاة ليقرب بين قلوب البشر ويغمر الحب أيامهم فلا أجمل ولا أحلى من أن تساعد محتاج وتفرج كربة مهموم وتزرع الابتسامة على شفتي حزين وتخفف ألم مريض ....
نحبك أيها الشهر لأننا نحب الله ونشتاق إليك لأننا نشتاق إلى الجنة ونتوق إليك لأننا نتوق لرؤية وجه ملك الملوك يغمرنا بنوره ويظلنا في ظله في يومٍ لا ظلّ فيه إلا ظله ....
ولكن أتعلم أكثر ما يحزنني أيها الشهر الفضيل ما يفعله البعض لإبعاد الناس عن العبادة الحقة، فمثلاً المال الذي صرف لإنتاج عشرات المسلسلات التي تضيع الوقت وتتعب النظر والسمع وتميت القلب لو أنّه جُمع لتحرير فلسطين؟؟؟ أليس حلمنا أن تعود فلسطين لنا وأن نصلي في المسجد الأقصى ويصلي إخواننا في كنيسة القيامة ؟؟؟ أو لتحرير العراق؟ أو وقف الفتن في درافور؟ أو دُفع هذا المال للفقراء والجياع في عالمنا العربي؟؟؟؟؟ ماذا كان سيحصل؟ (أسئلة برسم الضمير العربي) ...
آه يا رمضان لا نملك إلا الدعاء بأن يُفرِّج الله همنا وهموم الناس جميعاً وأن يعم الحب والسلام في كل مكان فهل أجمل من أن نعيش في حبٍ وسلام ....
في الختام كل عام وأنتم جميعاً بألف خير أعاده الله علينا وعليكم باليمن والخير والبركة وجعلنا وإياكم من عتقاء شهر رمضان ومن ورثة جنة النعيم .... آمين
أنشودة الأمل
وللإطلاع على المقالة: http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=100377