قتلوهم ثم اعتقلوهم بتهمة القتل... ما أشبه طغمة العسكر بقوم لوط
بدم بارد فتح الجيش المصري النار على الساجدين لله في صلاة الفجر فسقط أكثر من ألف شخص بين قتيل وجريح. ثم أردف صولته بحملة اعتقالات مسعورة طالت المئات من مؤيدي الرئيس مرسي بزعم اعتدائهم على الجيش، وكما قال عادل إمام "ضربني بوجهو على إيدي".
وإمعانا بالسفاهة خرج علينا اليوم زعيم البلطجية السيسي يتمشدق بالمصالحة والحوار ممتدحاً الإعلان الدستوري الذي كتبه جلاوزة المجلس العسكري من ألفه إلى يائه وبصّموا عليه طرطورهم عدلي منصور، دون أن يستشيروا أحداً من الحمير التي صعدوا على ظهورها وتسلقوا شبّاك القصر الجمهوري. لا من جبهة الانقاذ ولا من حركة تمرد ولا 6 أبريل.
هذا المستوى من الاستهتار والسفاهة يلامس سفالة وانحطاط قوم لوط.
مرّ عابر سبيل بمدينة سدوم موطن قوم لوط فتحرشوا به. حاول الفرار، فطاردوه ورجموه بالحجارة حتى أدموه.
وبشِق الأنفس وصل إلى قاضي المدينة فاشتكاهم ورجاه أن ينتصف له منهم.
بعد أن استمع القاضي إلى عابر السبيل وخصومه قال له:
لقد كان في جسدك بعض دم فاسد. ولو لم يرجمك القوم ويدموك لبقي في جسدك، وربما تسبب في مرضك وهلاكك. لقد فعلوا لك خيرا وعليك مجازاتهم.
وفي النهاية حكم القاضي بأن يدفع عابر السبيل مكافأة لكل من رماه بحجر.
سلوك الجيش المصري لا يشذ مطلقاً عن القاعدة التي سارت عليها شقيقاته الجيوش العربية ومفادها: جبناء متخاذلون امام الغزاة، شرسون مستاسدون على العزّل من ابناء جلدتهم.
منذ تأسيسها قبل نحو قرن - وليتها ما تأسست - والأمة مكسوفة من خزي الهزائم التي منيت بها جيوش العرب. هزيمة تنطح هزيمة. وإن أراد حاكم قمع شعبه أطلق عليه العسكر كما تطلق الكلاب الجائعة على فريسة. يسحقون الناس بلا رحمة كالحشرات.
لقد صح عليهم قول البردوني:
حكامنا إن تـصدوا لـلحمى اقتحموا وإن تـصدى لـه الـمستعمر انسحبوا
هـم يـفرشون لـجيش الغزو أعينهم ويـدّعـون وثـوبـاً قـبل أن يـثبوا
إن الذاكرة تزدحم بالجرائم التي ارتكبتها جيوشنا. فدماء معتصمي الحويجة التي سفكها الجيش العراقي مازالت طرية. وكذا دماء المتظاهرين اليمنيين التي أراقها جيشهم. أما الجيش السوري فالمعاجم أعجز من توصيف مجازره منذ عامين وحتى هذه اللحظة.
لا شأن لجيوشنا بحماية الحدود. هي وسيلة الفاشلين الوحيدة للاستيلاء على السلطة. أداة الغدر بالشعب الذي تطفلت على قوت أبنائه. وهي على مزاج الحاكم يسوقها كما تساق العبيد إلى مغامراته الحربية المهلكة.
لقد سحق الله قوم لوط. وعلى المصريين ومعهم أشقاؤهم العرب أن يستعينوا بالله لسحق جيوشهم والاغتسال من عارها. هذا استحقاق تأخر موعده لكنه لم يفت.
الدعوة مفتوحة لكل صغير وكبير، ذكر وأنثى لنبذ هذه الجيوش ورميها بالبصاطيل فهي لا تساوي مجتمعة سعر زوج منها.
الدعوة مفتوحة وملحّة لتأسيس جيوش حرة من المجاهدين كما في سوريا، تضع في صدارة أولوياتها تفكيك الجيوش النظامية ومحاربة من يبقى فيها.
لا ترجُ مع الخوف حياة كريمة.. لا يصنع الخوف إلا هزيمة.
لبيد الصميدعي
9/7/2013
__._,_.___