يُحاورُ عشريناً من العبقِ أو يَرْبو
يُسيلُ اللظى دفقاً بأحداق ظبيةٍ
هفت من نجود الخير ريانةً تصبو
كبدرٍ ، يُظِلُّ السِّحْرُ أفياءَه ، فلا الـ
حِلِيُّ لهُ نِدٌّ ، ولا ضوؤه يخْبو
وفي ثغرِه الشَّهدُ المعسَّلُ ، سكْبُهُ
يحلّيه في أندائهِ المبْسَمُ العذْبُ
وفي لحْظِهِ ما يستحيلُ به الـهوى
لظىَ مقلةٍ ترمي السهامَ : فلا تنبو
كأن السجايا السامقاتِ به سمتْ
فلا مبسمٌ يحدوه حسناً ولا هُدب
فما طِلْتُ منه الشهدَ إلا ترشّفاً
فكيف إذا يعتادُ معسلـَه القلبُ
وما أسْعِرتْ نارُ المشاعرِ بالّذي
رأيتُ ولكن بالّذي نارُه لـَهْبُ
ففي الحبِّ سرٌ لايدانيه صادحٌ .
ويعزفُه المفتونُ ، ذو الغِلـَّةِ ... الصَّبُّ
* * *
فيا غادياً صوب الديار التي بها
نسائمُ أندى الودِّ ، والأجملُ الخِصْبُ
أوَصِّيك بالمحبوب مادامتِ النُهى
وما دام يُغني القلبَ من وجدِه لهْبُ
وما دام يهفو في الفؤاد بوصله
ويروي شغاف القلب ريقُُه العذبُ
عليه السلام المستديم ورحمةٌ .
يهاديه عبقُ العطرِ والفضلُ والحبُّ
فتالله . ما أرجوه منه محلـَّلٌ
بما رَضِيتْ نفسي ، وما شَرَّعَ الربٌّ
* * *