السلام عليكم
اعتذر عن تأخير الحلقه أسبوع لأمر خارج عن أرادتي.
أحزن إخوتي الكرام عندما تنتشر مقولة :
ياشهرنا أودعتنا!!! ولم يكن قد مضى من شهر رمضان اليوم الاول متذرعين بصحتهم وما الى ذلك.
رمضان صوم للقلب قبل الصوم عن الطعام...
قلة هم من يتعلقون بشباكه حتى بعد أن يشارف على الانتهاء...وقل من تمسك ببقاساه بعد رحيله عن طريق شهر شوال.
سؤالنا الجديد :
كيف نجعل أيامنا كلها رمضان؟ففيه صفدت الشياطين وهدأت الجوارح والمناخات الاجتماعيه...هل لمست ذلك؟
هذا المقال محاوله لرد رمضان آخر لقلوبنا المتعبه فربما.....
صفدنا بقدر الإمكان شياطيننا الكثيرة!!!
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين...
سوف تجيب أولا :
سأصوم الأيام الثلاث المتعارف عليها في رمضان .
سوف أمسك بزمام صيام كل اثنين وخميس..
كل هذا حسن ويعصمنا يشكل ما,و لكن كيف تصفد شيطانك؟لنتعاون عليه معا..
لنعقد العزم أن نقرا كل يوم جزء من القران بجلسه واحده أو مقسم حسب المقدرة.فنفوةسنا الأمارة بالسوء غدت أقوى من الشيطان نفسه!!
أن نحجر على أنفسنا عبر منزلتا بقدر الإمكان, نملؤه بالحب بدل الجدل.
أن نقضي على كلمة ملل بشكل من الأشكال وهنا الاشتغال الصحيح..اهتممات غابت عتا هوايات مفيده وقوف على حاجات الناس.
أن نرشد عالمنا الاجتماعي الشائك ..والذي يجمع ماهب ودب صراحة..والباب الذي يأتيك منه الريح أغلقه لتستريح.
كل امر فيه شبهه عليك ببتره أو الابتعاد عنه ,إنه مصدر الخطر تماما.هل نقطع عهدا؟
سوف نستشهد بنصوص مفيده ونعود..
***********
كيف نستطيع المحافظة على مكتسباتنا الرمضانية من إيمان وتقوى بقية شهور السنة؟
الأستاذ مسعود صبري المستشار
الرد
الأخ الفاضل..
أشكرك على هذا السؤال الرائع الذي ينم عن فهم لحقيقة الأمور. فمن الخطأ أن يعي الناس أن رمضان موسم تكسب فيه الحسنات وكأنه سوق وانفض وحسب. فرمضان إن كان يضاعف فيه ثواب الأعمال الصالحة، وفيه مغفرة للذنوب، وعتق من النيران وغير ذلك من جوائز الله تعالى لعباده.
ومع كونه نفحة من نفحات الله تعالى لخلقه؛ فإن التعامل مع رمضان بهذه العقلية التجارية تعامل يشوبه بعض القصور. فإن التاجر الحصيف هو من يسعى لزيادة تجارته دائما، أما من يأخذ من الموسم بعض المكاسب ويجلس حتى يأتي الموسم في العام مرة ثانية، فهذا ليس عنده خبرة حقيقية في سوقه وتجارته.
إن التغيير الحقيقي في رمضان هو أن يجلس المرء مع نفسه، وأن يفكر فيما يريد من نفسه في رمضان، ما هي الأعمال السيئة التي يأتيها؟ وكيف يتخلص منها؟ ما هي الطاعات التي كان مقصرا فيها فيحافظ عليها؟ كيف يؤدي العبادات والطاعة وكيف يرتقي بنفسه فيها؟.
ولكن على أن يكون هذا على الدوام؛ بمعنى أن الفائدة من رمضان تعود على الطاعة بشكل دائم، وأن ترك المعصية في رمضان يجب أن يتعدى إلى ما بعده، فيكون رمضان فرصة حقيقية للتغيير، وهذا لن يتأتى إلا إذا غير الناس نفوسهم وخططهم بالنسبة لهذا الشهر. ولهذا فإن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يستعدون لرمضان قبله بستة أشهر، ويتزودون منه لستة أشهر، فتكون السنة كلها عندهم رمضان.
ومن الخير أن نجمع منهج النبي صلى الله عليه وسلم في العمل والإصلاح؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي أن يداوم المرء على العمل الصالح، ويقول: "أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل".
وإن كان الإنسان يكثر من الأعمال الصالحة؛ ويترك الأعمال السيئة في رمضان. ولكن ليكن له جدول وأهداف واضحة يريد أن يحققها خلال شهر رمضان. فيكون رمضان فرصة للإصلاح الدائم والتغيير الفعال؛ وفق أدوات الإصلاح والتغيير التي يتفق عليها جميع الخلق.
فقد يرى الإنسان في نفسه -مثلا- أنه لا يستطيع الاستغناء عن الكذب، فيتعاهد بينه وبين الله تعالى أن يترك الكذب، ويمهد لهذا بما يلي:
1- القراءة في الحديث عن الكذب وأضراره وحرمته وعاقبته.
2- النظر في عاقبة المكذبين.
3- البحث في الأسباب التي يجعله يأتي الكذب.
4- العزم على تركه، وحسن النية على تركه.
5- أن يسجل كل كذب وقع فيه، وأن يراقب نفسه.
6- أن يراقب قلبه عقب ترك كل كذب وأثر ذلك عليه.
7- أن يجاهد نفسه وألا يطاوعها حين يريد أن يكذب.
8- أن يكثر من الدعاء أن ييسر الله تعالى أمره وأن يعالج من هذا الدعاء.
9- أن يحتفظ بورقة في جيبه دائما فيها كذبه، وأن ينظرها كثيرا.
10- أن يستغفر الله من كل كذب، وأن يجدد العهد مع الله.
وهكذا، يضع كل أهدافه في ورقة يراقبها ويتابعها، حتى ينتهي رمضان وقد نجح في أن يحقق أهدافه، على أن تكون أهدافه واضحة القياس كما يقول علماء الإدارة، وأن يكون هذا ديدنه بعد رمضان، فإنه ربما يعجز أن ينهي كل ما يريده فيه. وقبل كل ذلك وبعده الإخلاص لله، وحسن القصد.
فرمضان بداية وليس نهاية، ودافع ليس بتابع، ومحطة للانطلاق الدائم؛ وليس للإنفاق المؤقت، وللبناء والتأسيس لا للبهرجة والتفريح، وما بعد رمضان أصعب مما فيه، فإن جو رمضان تصفد فيه الشياطين ومردة الجان، وتفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النيران.
وهذا كله ليس في رمضان؛ فكان التقرب لرب رمضان هو المحك الرئيسي، والمقصد الأسمى والهدف الأعلى، ومن كان يعبد الله تعالى؛ فإن الله تعالى حي دائم لا يزول. ومن أخلص العمل؛ لم يضع في الحسبان الزمن؛ وإنما هو يسير نحو مقصده الأعلى.
ومن تذوق حلاوة الإيمان صعب عليه الترك وأوجب على نفسه الدوام. ومن تقدم نحو الشيء يتذوقه فإنه لم يطعم. فإن ذاقه ووجد حلاوته ولم يأخذ من حلاوته؛ فإنه مسكين؛ لأنه فقد حاسة الذوق. هذا في أمور الدنيا من الطعام والشراب. أما من ذاق طعم الإيمان فمن الصعب أن يتركه ويولي وجهه شطر غيره.
وأنقل إليك أخي هنا وسائل ساقها الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين، وهو من علماء المملكة العربية السعودية المعروفين:
1- أولا وقبل كل شي طلب العون من الله – عز وجل – على الهداية والثبات وقد أثنى الله على دعاء الراسخين في العلم " رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ "
2- الإكثار من مُجالسة الصالحين والحرص على مجالس الذكر العامة كالمحاضرات والخاصة كالزيارات .
3- التعرف على سير الصالحين من خلال القراءة للكتب أو استماع الأشرطة وخاصة الاهتمام بسير الصحابة فإنها تبعث في النفس الهمة والعزيمة .
4- الإكثار من سماع الأشرطة الإسلامية المؤثرة كالخطب والمواعظ وزيارة التسجيلات الإسلامية بين وقت وآخر .
5- الحرص على الفرائض كالصلوات الخمس وقضاء رمضان فان في الفرائض خير عظيم.
6- الحرص على النوافل ولو القليل المُحبب للنفس فان أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .
7- البدء بحفظ كتاب الله والمداومة على تلاوته وأن تقرأ ما تحفظ في الصلوات والنوافل .
8- الإكثار من ذكر الله والاستغفار فإنه عمل يسير ونفعه كبير يزيد الإيمان ويُقوي القلب .
9- البعد كل البعد عن مفسدات القلب من أصحاب السوء و أجهزة التلفاز والدش والاستماع للغناء والطرب والنظر في المجلات الخليعة .
10- وأخيرا أوصيك أخي الحبيب بالتوبة العاجلة.. التوبة النصوح التي ليس فيها رجوع بإذن الله فإن الله يفرح بعبده إذا تاب أشد الفرح .
أخي المبارك لا تكن من أولئك القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان لقد قال فيهم السلف: "بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان"، وداعاً أيها الحبيب إلى رمضان آخر وأنت في صحة وعافية واستقامة على دين الله إن شاء الله.
اسلام اون لاين:
الأستاذ مسعود صبري
الأستاذ مسعود صبري إبراهيم
حاصل على الماجستير من قسم الشريعة بكلية دار العلوم، جامعة القاهرة في الحديث والفقه.
عضو اتحاد الكتاب المصري .
باحث شرعي بموقع إسلام أون لاين . نت.
المستشار الشرعي للقسم الاجتماعي بالموقع.
المستشار الشرعي لموقع مجانين .كوم للاستشارات الاجتماعية والنفسية .
مستشار شرعي لموقع الشباب العربي ( عشرينات ).
كاتب بعدد من المواقع والصحف العربية والإسلامية .
المؤلفات والكتابات :
عدد كبير من الفتاوى الشرعية .
إجابة عشرات الاستشارات الدعوية .
إجابة عشرات الاستشارات النفسية والاجتماعية .
كتابة مقالات سياسية ودعوية واجتماعية .
موسوعة المصطلحات الإسلامية الميسرة : صدر منها ثلاثة أجزاء، وثلاثة أخرى تحت الطبع .
المشاركة في إعداد والإشراف على موسوعة الأسرة المسلمة ،صدر منها :
العبادات - المعاملات - الأسرة السعيدة(الأحوال الشخصية – الصحابة - أعلام المسلمين أعلام المسلمات - السيرة النبوية - العقيدة الإسلامية - القضايا المعاصرة - الحضارة الإسلامية
وهناك سلاسل منها: أركان الإسلام- قصص الأنبياء والمرسلين - قصص من القرآن - زوجات النبي – الغزوات - التفسير القصصي للقرآن الكريم صدر حتى الآن جزءان (بالاشتراك
منهاج أشبال الإسلام
وتحت الطبع
موسوعة تيسير العلوم الشرعية:
أصول الفقه
علوم الحديث
وهناك بعض البحوث مازالت مخطوطة ،أهمها:
جهود الشيخ الغزالي في الحديث والفقه ( رسالة الماجستير).
منهج السيدة عائشة رضي الله عنها في العلم الشرعي
أسباب اختلاف فقهاء المسلمين في مناهجهم ونتائج اختلافهم
منهج الإمام القرطبي في تفسيره
تيسير أحكام الاستنساخ
التأمين بحوث وفتاوى
زكاة الفطر
العادة السرية
الخميس 16/10-2008
16 شوال 1429