منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    الذاتية في الأدب العربي هل هو عيب أم واقع؟

    السلام عليكم
    واجهت أمرين في بداية طريقي ,وأظن أن الأمر معروفا ومشتركا بين الأدباء في البدايات حتما ,وهي الذاتية والنمذجة ,و عبر ممارسة الأدب لو جاز التعبير, أو لنقل ممارسة الكتابة, وهو واجب الخروج عن الذاتية الإنسانية والتي تجعل الطبع والفكر والأبطال هم نفسهم الكاتب بطريقة ما, فتراه يقدم للقارئ شكواه ودواخل نفسه , وآلامها , حتى لو تلبس بمسوح شخصيات واقعية أخرى, فنراه يطل علينا كلعبة القفاز تظهر أمرا وتبطن آخر, لكن الأدب في حقيقته الحميمية, ذاتي الهوية , لأنه يشرح العالم من وجهة نظر الكاتب نفسه, فمتى يكون عيبا بحد ذاته؟.
    أظن ومن خلال سماعي للأدباء والنقاد , عندما يكرر الأديب النسج على منوال واحد, بمعنى:
    -أبطاله متشابهين, ما يعتلح في صدورهم متشابه, مواجهتهم للظروف التب حولهم متشابهة, وهنا يبرز أمر التنوع الجغرافي النفسي , لو جاز المصطلح والذي يبين امتداد العالم النفسي وتنوعه كنماذج إنسانية تبرز مدى براعة الكاتب في تقديمها , محاولا خلع ذاته منها لتكون صورة صادقة عن مجتمع متلون ومتنوع. وهذا من حق القارئ على الأديب أن يكون منطقيا وموضوعيا بآن , كي لا يفقد مصداقيته ومتابعية.
    لكن السؤال هنا هل كان الأدب العربي القديم يعاني من ذلك فعلا؟
    قرأت في موقع ما عن هذا الأمر وان الشعر العربي حصرا كان ذاتيا بطريقة ما نطالع بعضا من هذا:
    أبو فراس الحمداني, والذي عرف بقوته وشجاعته ، حتى كان يضرب به المثل ، ويشبه بعنترة وعمرو بن أم كلثوم لم ينج من صعوبات حياته يوم أن وقع أسيراً في يد أعدائه حيث نقل إلى القسطنطينية التي ظل بها أربع سنوات يعاني آلام الأسر ، وينتج فيها شعراً كثيراً يملؤه حنينه إلى وطنه سائلاً سيف الدولة أن يسرع إلى إنقاذه من آلام واقعة ، ويخاطبه بعد أن بلغه أنه عاتب عليه يقول :
    ولكنني راضٍ على كل حالةٍ **** ليعلم أي الحالتين سراب
    وما زلت أرضى بالقليل محبة **** لديك وما دون الكثير حجاب
    أمن بعد بذل النفس فما تريده **** أثاب بمر العتب حين أثاب
    فليتك تحلو والحياة مريرة **** وليتك ترضى والأنام غضاب
    وليت الذي بيني وبينك عامر **** وبيني وبين العالمين خراب
    إن هذه الأبيات يصور فيها الشاعر أحاسيس مريرة ومشاعر صادقة في إطار من الكبرياء والأنفة ، وقد سار في معظم قصائده يعزف على هذا الوتر فيسجل حنينه واشتياقه إلى وطنه وأهله ، فيتكلم بكلام المغترب ، ويشعر بشعور الحزن والحنين ، وقد صور ذلك في رائيته الجميلة :
    أراك عصي الدمع شيمتك الصبر **** أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمر
    بلى أنا مشتاق وعندي لوعة **** ولكن مثلي لا يذاع له سر
    إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى **** وأذللت دمعاً من خلائقه الكبرُ[1]
    أليس هذا كله شعر ذاتي؟ وتقبلناه على أنه إبداع صرف؟, وهل نستطيع أن نكون صادقين إلا لو قدمنا مشاعر صادقة؟
    هل هذا يدعى نمذجة وذاتية فعلا؟ ومتى نتقبله ومتى لا نستسيغه؟
    حقيقة هنا مربط الفرس في موضوعنا هذا, فالأدب لا يمكن بحال أن يبقى على وتيرة واحدة قضايا الأمة متغيرة على الدوام وكذا النفوس متحولة بتحول الواقع فما هو الذي تغير؟
    هناك خيط رفيع بين أن تكون قضيتك مفهومة الحواف من قبل العامة والمتلقين تحمل هما مشتركا يستطيع مد جسورا بين الطرفين, وبين أن يكون ذاتيا صرفا يهم طرفا واحدا لا غير يتكرر بين الأدباء بطريقة ممجوجة , أو ربما أظهر تفاصيل نفس الأديب على الدوام وعبر معظم محاور مواضيعه, هنا نقول أن براعته في تراجع وانه لا يستطيع الخروج عن نفسه كي يرى الواقع الرحب بكل ألوانه, هذا بالنسبة للذاتية أنا النمذجة فهو التقولب على أنماط عديدة ,تبين البصمة الذاتية في الكتابة والتي يظهره الأسلوب الذي يبين خصوصية هذا الأديب من مفردات وأسلوب الخ...
    من هنا يبدأ طريق البحث عن هذا المصطلح المهم ..لنتساءل هل هو عيب فعلا أم أمر تطوري بحت ؟ وللحديث بقية.
    ريمه الخاني 6/6/2012


    [1] انظر الرابط:
    http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=51743

    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2
    الأديبة الإنسانة ريمة الخاني
    مهما حاول الأديب سواء أكان شاعرا أم ناثرا فإن شخصيته تتسرب في أدبه ، حتى أن بعض كبار النقاد في العالم العربي كتبوا حياة بعض الشعراء من شعرهم كما في حالة ابن الرومي ، وغيره ، والواقع يقول أن لكل كاتب أسلوب خاص هو انعكاس نفسه في أبطال ما يكتب ، فنزار قباني له نهجه ، وسميح القاسم له نهجه ، كما المتنبي وجرير وامرؤ القيس ، ونجيب محفوظ ، وإميل زولا ، وميلتون ، وبتهوفن ، وتشايكوفسكي ، ودوستفسكي ، وجي دي موباسان ، وهكذا ، فلو وضعنا قصة لجون شتاينبك ، وأخرى لموبوسان ، بدون عناوين لما اختلط الأمر علة ناقد خبير أن يرجع كل لصاحبه ، بسبب طبع كل من الكاتبين على كتاباته ، تلك طبيعة الأشياء ، حتى الفلاسفة عكسوا مبادءهم على فلسفتهم فهذا هيجل ونيتشه يعكسان مبدأ القوة والنقاء العرقي الآري ، في حين يعكس شوبنهور عبثية الحياة والميل للتخلص منها ، ويعكس كانط محاولة فهم الكينونة والذاتية المخبوءة ، كما يعكس الرسام فان كوج عصابيته ونهاية العشق فقد أبدت حبيبته عشقها أذنه فقطعها وأهداها لها ، كما عكس توهج نفسه في الوانه ، في حين عكس مايكل أنجلو الشعور الديني في استعمال الوان الفريسكو بسبب تدينه وحزنه الشديد لاعتقاده بصلب المسيح وذوبانه في آلامه ، كما عكس تشايكوفسكي عنف الطبيعة السيبيرية في كونشرتاته وعكس هايدن طبيعة بلاده هولندا الجميلة وأصوات طيورها ، كما عكس بيتهوفن حالته الصحية وتعقيده بسبب حالة الصمم على اواخر سيمفونياته حتى أن بعضها أصبح معقدا جدا يستحيل عزفه كما أراد .
    لذا فلا عجب أن يتسلل الفنان : شاعرا أو كاتبا أو رساما او موسيقيا داخل أعماله شاء أم أبى ، كلنا يحدث معه ذلك سيدتي الكريمة .
    بقي أن أشير إلى أن ما ورد منسوبا لأبي فراس نسب أيضا لرابعة العدوية رحمها الله تعالى إذ قالت :
    فليتك تحلو والحياة مريرة // وليتك ترضى والأنام غضاب
    وليت الذي بيني وبينك عامر // وبيني وبين العالمين خراب
    إذا صح منك الود فالكل هين // وكل الذي فوق التراب تراب
    تحيتي لك واحترامي .

  3. #3
    لنفترض اننا نضع منهجا فلسفيا لاعلاقة لها في الشعر والادب

    أظننا سنستخدم العقل ....رغم ان العقل الصرف لا وجود له

    لذا يمكن القول
    ان النظريات الفلسفية فيها بعض من شعور الانسان وبعض من هواه
    رغم انه من المفترض ان لا تدخل فيها الحسابات العاطفية والذاتية


    فما بالك بالادب ذلك الفن الذي يراعي الهوى والمشاعر اكثر من العقل...


    واظن ان اصدق الادب هو الادب الذي ينبع من ذات الشاعر

    وإن حاول الشاعر او الاديب التمرد على ذاته ...فسيكون النص باردا
    كأن تقرأ قصيدة باردة لا حياة ولا عاطفة فيها

    وكل القصائد الباردة فاشلة بنظري وتموت بسرعة ولا تؤثر بقارئها

    لان التجربة وحدها كافية لتنتج لنا شعرا فريدا وله نكهة خاصة

    والتجربة لن تكون إلا ذاتية من صميم الاديب
    وإن كانت تجربة ذات هم جمعي ..كهموم امة مثلا
    فالاديب لن يكتب عن امته متناسيا نفسه...لكنه سيكتب كونه جزء من الامة وجزء من الكيان

    لذا ليس هناك مايسمى ادب بعيد عن الذاتية

    والذي يناقش في نقطة مثل هذه لم يصل للمفهوم الحقيقي للابداع والفن بشكل عام

المواضيع المتشابهه

  1. الجامع في تاريخ الأدب العربي الأدب القديم
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-12-2016, 07:32 PM
  2. الذاتية في الأدب العربي , هل هو عيب ام واقع؟
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-10-2014, 02:21 PM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-26-2013, 02:27 PM
  4. الأدب العربى أم الادب الغربى .. د. رمضان الحضري.
    بواسطة د. رمضان الحضرى في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 05-31-2011, 08:32 PM
  5. الأدب الروحاني المُغَيّب في الأدب العربي
    بواسطة تحسين في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-16-2011, 08:24 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •