يكتب الكاتب نصه وهو مقيد بعدة قيود اجتماعية وسياسية وثقافية ،وأثناء الكتابة تتنازعه هواجس ومخاوف،لكن هناك ضميره حاضر أيضا.
إن الواقع يدعوه للرضوخ إليه،ليكتب حسب ما هو سائد وكائن،ولا يتجاوز الحدود المرسومة لهامش حريته،وضميره يهيب به أن يكتب عما يجول بخاطره حتى يكون صادقا مع نفسه،وهنا أطرح الأسئلة التالية:
- هل يرضخ الكاتب لسلطة الواقع أم يستجيب لنداء ضميره؟
- أمن الممكن أن يتخلى الكاتب عن ضميره ولو لوقت معين ليكتب حسب ما يريده الآخرون منه حتى لا يثير الزوابع؟
-ماذا لو تسامحنا مع الكاتب في تغييب ذاته لتحضر ذوات غيره في كتابته؟
لا شك أن للولقع سلطته القاهرة التي لا تلين أمام أي سلطة أخرى...فما بالك إذا كان الكاتب هو المعني بمواجهتها...هو الذي لا يملك غير قلمه ..و إيمانه بالقضايا التي يدافع عنها(هناك كتاب يكتبون تحت الطلب ..و إيمانهم مرتبط بالمبلغ النقدي الذي سيقدم لهم مقابل ما يكتبون)..و نحن مقتنعون أن الكاتب الشريف النبيل له إرادة يستطيع بها تهشيم الصخر الصلب لكن إلى أي مدى ستصمد إرادته أمام جبروت و طغيان الواقع الذي قد يفرض عليه سلوكا و ممارسة هما على النقيض من مبادئه و مثله المتشبع بها؟
إن الجواب عن الأسئلة أعلاه هي التي ستحدد لكل واحد من الكتاب المسار الذي اختاره في الكتابة.
أرجو فتح النقاش في هذه القضية التي تهم الكاتب و هي تهم القارئ أيضا....