نزيه شيخ السروجية
الشام ولعنة الجغرافيا
عند متابعةمايلي نرى ان التاريخ يعيد نفسه من جديد ٠٠٠ترى هل يتم تقسيم سوريه كما قسمت سابقاً كما حدث ايام الصليبيين او كما قسمتنا فرنسا الى ست دول حسب الخريطة المرفقة و بعد تقسيم سايكس بيكو ٠٠٠وقد يكون عندنا تقسيم امريكي روسي بدل فرنسي بريطاني ٠٠٠٠والعياذ بالله
في الأعادة إفادة
في هذه الأيام هُنّا على أنفسنا فتكالب علينا جميع المجرمين وشذاذ الأفاق وصائدو الثروات
اشتم المجرمون روائح الغاز من بحرنا و النفط من الشمال والشمال الشرقي فصرنا حقل رمي لجميع اسلحتهم القذرة وليس ذلك علينا بجديد ..
تابعو معي ما يلي فربما استقينا أجوبة من التاريخ و...(( الجغرافيا )) :
سأعيد ما نشرته سابقاً عن الشام والجغرافية الظالمة في 20 يونيو، 2014 وهي ثلاثة أقسام
تحدثنا كثيراً عن التاريخ بوجهيه المشرق والأسود وسأنقل لكم شيئاً عن الجغرافيا
***** الشام ولعنة الجغرافيا (القسم الثاني)****
هذا التنظيم الذي سيحدثنا عنه القرآن الكريم بقوله:
لإيلاف قريش ،إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ، فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف، صدق الله العظيم.
بل ما الذي جعل عبد الله بن جدعان أحد أشراف قريش وتجارها الكبار يدعو الى إقامة حلف الفضول الذي سيذكره الرسول الكريم (ص) فيما بعد بما معناه :لو دُعيت اليه لأستجبت ...
هذا الحلف الذي كان المقصود منه حماية الضعفاء من الأقوياء ، أو إقامة شكل بدائي جديد من أشكال الدولة
وهل كان هذا الحلف ـ المجلس أستجابة لنداء بعيد عرفه القرشيون في الشام قبل لجوئهم الى الحجاز ...
و...هل كان الشاميون ـ القبائل العربية المتشومة يعرفون هذا التاريخ الذي نجهله فأستقبلوا المسلمين الحجازيين أستقبال المحررين العائدين ورأوا فيهم محققي الحلم بدولة أسلامية طالما أشتاقوا إليها ؟؟ الله أعلم ...ولكن ...إنه سؤآل روائي .
المهم الدولة الأموية الشامية لم تستطع العيش طويلاً ،فلقد هاجمها الخراسانيين تحت راية العباسيين ،ولنذكر إن ما بين سقوط فارس الدولة على يد المسلمين وسقوط دمشق الأمويين لم يزد عن القرن الواحد ....
وأنتصرت الجغرافيا . وفقدت الشام الممزقة جغرافياً وثقافياً مركزيتها .ولكن الصراع التاريخي بين إيران وطوران سرعان ما تجدد .
والتاريخ الشرقي الكلاسيكي وملاحم فارس كلها قبل الأسلام حافلة بالصراع ما بين إيران اي الشعب الآري الفارسي وطوران آسيا الوسطى والعميقة ،وهكذا يأتي الترك وتصبح الدولة العباسية ميدان الصراع ما بين إيران ـ الإدارة ـ فقد كان لهم ديوان القلم أعطاه لهم المأمون أبن الزوجة الفارسية ـ وطوران ـ ديوان العسكر منذ المعتصم أبن الأم التركية .
أما العرب فقد تمزقوا في الشام الى دويلات كما كانوا قبل الأسلام ، الحمدانيون في حلب والموصل ،بنو صدقة في جعبر ،وبنو منقذ في شيزر ، بنو عمّار في طرابلس ، بنو مرداس في الساحل ،.((هذه الأسر ليست متعاصرة ،بل نتحدث عن دويلات المدن الشامية التي لم تستطع منذ الأمويين تشكيل دولة مركزية موحدة))
وفي هذه الأثناء ولم يمض على الأسلام في الشام ثلاثة قرون ونيف عادت الأناضول البيزنطية الى الشام ثانية، فليس هناك من دولة مركزية تمنعهم ، ودام الصراع على حلب مع سيف الدولة وورثته الى أن أستولوا على حلب ، وأتبعوها أقطاعياً لهم ،وأحتلوا أنطاكية ، ثم الساحل الشامي ،وحمص وحماة وطرابلس ،ووصلوا الى حدود دمشق ....وتدخلت مصر... وطردتهم ...وجاء الصليبيون .
الغريب إن الصليبيين القادمين من دول كبرى موحدة تقريباً في أوربا خضعوا للجغرافيا الشامية غير القادرة على صنع دولة موحدة، وهكذا تمزقوا في إمارات لم تستطع تشكيل دولة صليبية موحدة أبداً.
فشكلوا إمارة أورفة ،وإمارة أنطاقية ،وإمارة طرابلس , وإمارة بيت المقدس ،وإمارة الكرك ، أما المسلمون فكانت لهم إمارة حلب ،وحمص وحماة ،ودمشق أي سوريا الداخلية ، فالساحل كله صار للصليبيين .
والغريب إن الأستعمار الغربي في القرن العشرين حين أحتل الشام عمد الى تمزيقه (عمداً هذه المرة) حسب التمزيق زمن الصليبيين ، فأعطى أُورفة الى تركيا ما بعد العثمانيين ،و أقام في أمارة أنطاكية دولة ساحلية وفي طرابلس دولة لبنان الكبير ،وفي بيت المقدس دولة فلسطين ،وفي إمارة الكرك دولة شرق الأردن ،وفي إمارة بصرى وهي إمارة كانت تراوح بين الخضوع للصليبيين حيناً وللمسلمين حيناً، اقام في بصرى دولة جبلية ،وفي دمشق دولة ،وفي حلب دولة ...
هل ترى كيف فهم الغرب لعنة الجغرافيا الظالمة ...
وعوداً الى الصليبيين ،جاء الأتابكة وهم من أعوان السلاجقة فأسهموا في طرد وهزيمة الصليبيين إسهامات رائعة ،ثم جاء الأيوبيون فطردوا الصليبيين على يد صلاح الدين في حطين، ثم جائت المماليك فقاموا بدور التصفية النهائية لهم من معظم فلسطين .
في هذه الأثناء كانت الأناضول الرومية ـ البيزنطية تتعرض الى غزو عنيف من الأتراك ،غزو تدريجي ولكن صارم وكان من أشهر المعارك معركة(مانزيكرت أو ملاذ كرد )التي هزم فيها السلطان السلجوقي ألب أرسلان البيزنطيين ،وأسر الإمبراطور رومانوس ،وأمتد سلطانه من أفغانستان الى البحر المتوسط، ولكن نظام وراثة الملك جعل المملكة تتمزق خلال عشرين سنة حتى وصل الأمر الى أن صار لكل مدينة حاكم .
وجاء العثمانيون بعد السلاجقة فأكملوا احتلال الأناضول ،ثم عبروا الى أوربة الوسطى ،ثم أستولوا على القسطنطينية ،ومن الغريب إن المسلمين جميعاً في مصر والشام وإيران وشمال أفريقيا يسمونهم الروم . أفلم يحتلو جغرافياً الأناضول ـ دولة الروم ،ثم أمتدادات بيزنطة في أوربة ؟ لذلك حمَّلوهم أسم الروم...
ومن الغريب أيضاً إنهم ما أن حملوا أسم الروم أي حكام الأناضول حتى تحركت فيهم شهوة أستعادة إمبراطورية بيزنطة الرومية ،وهكذا بدأ هجومهم على الدولة المملوكية في الشام ،ثم مصر ،ثم سقطت آلياً اليمن والجزيرة العربية وعادت بيزنطة الرومية المسلمة هذه المرّة الى حكم المتوسط العربي كما كان الأمر قبل تسعة قرون أي ما قبل وصول الأسلام الى المنطقة .
هذه الأمبراطورية الرومية ـ المسلمة ـ العثمانية وجدت نفسها وبحكم الجغرافيا وحدها تصطدم ثانية بإيران ولنذكر الصراع التاريخي ما قبل الأسلام بين إيران وطوران في آسيا الوسطى ها هو ينتقل الآن الى الأناضول الرومية وفارس.....
وكان على العراق هذه المرة أن أن يدفع الثمن غالياً جداً ،فالعراق المسكين الذي تهدم منذ هولاكو ،ثم منذ إقامة دولة الجلاريين التترية فيه، ثم في حرب التتار ،ثم التتار مع المماليك ،ثم المماليك مع العثمانيين .
دفع العراق الثمن في دمار الحياة الحضرية فيه ،وفي الأقليم الذي سيسمى بالجزيرة السورية دماراً تاماً ،وأختفاء المدن إلا قريَّات تشير إشارة بعيدة الى ذلك الماضي الحضري الجميل .
وسنكمل القسم الثالث والأخير قريباً إن شاء الله