غول الواسطة ينتشر في اتجاهات مختلفة، بل هو أشبه بانتشار النار في الهشيم، ولا دليل أوضح ولا مثال أبرز على " الواسطة" مما يحدث اليوم في أوساط الكثير من شركات ومؤسسات ما يسمى بالقطاع الخاص.
وإحدى صور هذا الواقع تتمثل في تجنب اختيار الكوادر المؤهلة من ناحية الخبرة والشهادة واللغة والأخلاق مقابل أختيار كوادر اخرى يتم تعيينها لأسباب مرتبطة بالواسطة.
ومن ناحية فهذه الشركات تتباهى يوم بعد يوم بتوظيف أهل الخبرة والكفاءة وذلك ما تنفيه الشواهد والأدلة، فالواقع يقول أن جل هذه الشركات تخضع لإدارة غبية كسولة هي بالأصل مجموعة من شلل المستثمرين الذين لا يعرفون من الإدارة أي شئ حتى الألف باء.
وهم فالحقيقة مجموعة من اللوبيات أو الاحزاب، فكل لوبي يوظف من يريده حسب هواه ومزاجه، والأفضلية طبعا تكون لمن ينتمي لطائفته أو قبيلته أو لمن له صله به من قريب وبعيد، بالإضافة إلى وجود كمية كبيرة من الأجانب والوافدين في إدارات هذه الشركات البليدة.
وبالنسبة لقضية جودة العمل وتطوير الإدارة فليست بذات أهمية لدى هؤلاء وربما هي موضوعة كخطط مستقبلية في أدراج مكاتبهم العفنة، ناهيك عن أمراض وسلبيات اخرى تنخر جسد هذه المؤسسات من الرأس الى القدم.
وأخيرا فإن من لديه جميع المواصفات المطلوبة ولكن تنقصه ورقة اليانصيب " الواسطة" فلن يتمكن من دخول جنتهم الموعدة والتي تزخر بشتى أنواع الخيرات، لذا فإنني أوجه له نصيحه أخوية: لا تتعب جسدك ولا يحتار فكرك ولا ترهق عينيك ولا داعي لرؤية وجوههم المقرفة، فالفائز بورقة اليانصيب معروف ومحدد ولا فائدة من جملة المقابلات المعقدة الصعبة عليك والسهلة على صديقهم الذي ستهل عليه قريبا رياح النعيم، لأن مقابلاتهم مجرد تسلية تسبقها إعلانات منمقة في الجرائد هي فالحقيقة أقرب إلى الضحك والهزل منها الى الجد والصدق.