رجل فى كامل أناقته
دخل عليه الغرفة فوجده غارقا في تأملاته اللانهائية .
ضرب بيده على المكتب بقوة صائحا :-
- أنسيت الموعد أم أنك تتناساه ؟
نظر إليه وقد سحبه من بحر تأملاته .
- أي موعد ؟
رمقه بنظرة عتاب وتركه وخرج قائلا :-
- يجب أن تكون اليوم في كامل أناقتك .
أغلق الباب بدوي قوى تردد صداه بداخله .
- يجب أن أكون اليوم في كامل أناقتي
نعم سأكون اليوم في كامل أناقتي .
فتح باب دولابه , بحث عن البنطال الذي اشترته له في عيد ميلاده الرابع والعشرين , وجده فالتقطه وكأنه يأخذها منها بنفس الابتسامة .
أخرج القميص الذي أهدته له دون مناسبة .
- ما مناسبة تلك الهدية ؟
نظرت له بحب غريب ..
- عندما أحبك أقولها لك , وعندما أحبك أكثر أهديك هدية .
- هذا يعنى أنك تحبيني اليوم أكثر .
منحته نظرة صافية كلون القميص .
انتهى من ارتداء القميص ناسيا كعادته أن يغلق زره الأول .
نظر إلى المرآة فوجدها تقترب منه مبتسمة مادة يدها لتغلقه له طابعة قبلة حانية على جبينه.
- يجب أن أكون اليوم في كامل أناقتي .
وضع قدميه في الحذاء الذي كان يرتديه في آخر مقابلة بينهما ماسحا عنه تراب الأيام .
نظر في المرآة وابتسم قائلا :
- الآن أنا في كامل أناقتي .
استقل عربته ناظرا إلى الكرسي الكامن على يمينه .
- أنا في كامل أناقتي أليس كذلك ؟
دخل المطعم الذي سيحتفلون فيه بعيد ميلاده.
الأنوار غير مضاءة .
- أين هم ؟
فجأة فتحت الأنوار نظر حوله فلم يجد في المكان أحد غيره .
تسربت إلى أنفه رائحة عطر يعرفها جيدا .
تلفت خلفه , وجدها أمامه تقول له باسمة :
- كل عام وأنت بخيــــــــر .
10/9/2005
[/color]