درب الأشواك
ذلك الدرب الذي يحاول البعض أن يسلكه في سبيل التصحيح و الثورة على تراث طائفي ممزوج بالدم والتعصب و المصالح الشخصية و الفئوية.
لم يكن بودي أن أكتب شيء حول هذا الكتاب وحول مؤلفه ومسيرته العلمية و الدعوية, وما عانته أسرته العلمية الراقية من قتل وتهجير وتشويه في سبيل تصحيح بعض الخرافات العالقة في الأذهان.
ولكن ما رأيته من هجوم شديد على الكتاب وعلى مؤلفه من قبل الشيعة و السنة على حد السواء أصابني بالذهول.
فبعض السنة وصف المؤلف بالخبيث, وآخر بالذي يدس السم في العسل, والشيعة جعلوه سيء الخلق غير محمود السيرة يسعى للفتنة و للصراع مع الخميني ودولته, كل ذلك لأن المؤلف لم ينصب في قوالبهم الفكرية و العقدية تماماً.
فالرجل في كتابه هذا حاول تقديم رؤية اصلاحية لعدد من القضايا الكبرى في التراث الشيعي, وهي على الترتيب: ( الإمامة و الخلافة, التقية, الإمام المهدي, الخُمس, ولاية الفقيه, الغلو, زيارة مراقد الأئمة, ضرب القامات في يوم عاشوراء, الشهادة الثالثة في الأذان, زواج المتعة, السجود على التربة الحسينية, الإرهاب, صلاة الجمعة, تحريف القرآن, الجمع بين الصلاتين, الرجعة ), بأسلوب علمي أدبي حواري فأجاد – رحمه الله – في مواطن ولم يوفق في مواطن أخرى, أثنى على الشيعة في مواطن يستحقون فيها الثناء وأثنى على السلفية في مواطن يستحقون فيها ذلك, دون أن يجرح أحد ودون أن ينسب لكلامه العصمة, فسواء وافقته أم لا فلا مبرر لك في الطعن فيه.
أما عن رأيي الشخصي في الكتاب وليس في الكاتب ( وذلك لأني لم أقرأ إلا عدد قليل من كتبه فلن أتسرع في الحكم عليه ).
فقد رأيت الكتاب مفيد ونافع يصلح خطوة للمبتدئين في دراسة التشيع أو للعوام لتحريك عقولهم في كثير من القضايا التي تعتبر عندهم من المسلمات.
إلا أن الكتاب فيه بعض المغالطات, وبعض الأخطاء العلمية من أبرزها عدم التثبت من الرويات التي ينقلها فكثير منها لا سند لها أو موضوعة أو ضعيفة, ولا يوجد سوى حديث أو حديثين من رتبة الأحاديث المقبولة للإحتجاج.
أما على مستوى الحجاج العقلي فالمؤلف أستاذ فلسفة من أرقى جامعات العالم وفي كتابه حجاج وحوار راقي.
رابط الكتاب: http://goo.gl/zLJizi



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي