الشنقيطي الذي أوتر بالقرآن في ليلة واحدة
محمد الشنقيطي
هو العلامة الشيخ محمد الحسن ولد تمليخ ينتهي نسبه إلى الصحابي الجليل سماك بن أوس المعروف بأبي دجانة الأنصاري من أرومة بني ساعدة الخزرجية رحمه الله ، ولد سنة 1922 .
كان جبلا شامخ من جبال آفطوط العلمية ورجل فذ من رجالاتها ،جمع بين العلم والطب فكان لايضاهى فيهما، كان لا يخاف في الله لومة لائم وقافا مع الحق محبا للخير كارها للظلم .
كان رضي الله عنه إماما في علوم القرآن الكريم وكفى به علما كما كان فقيها متضلعا يفتي في مذاهب السنة دون الحاجة للرجوع إلى أي كتاب كما كان حجة في علوم العربية لغة ونحوا وصرفا ومنطقا وبيانا كما كان سيدا من سادات القوم في مجال التربية وعلومه وأحواله . كما كان شجاعا مقداما قوي الحجة حاضر البديهة بليغ العبارة سخي الكف حسن الخط جيد السبك قائما بالأسحار لا يخشى في الله لومة لائم .
من كراماته :
- إن من أجل الكرامات الانشغال بالعلم لكن أبى الله الا ان يكون لـأولياءه علامات يعرفون بها ومنها :
1- كان يوتر بالقرآن في ليلة واحدة، وختماته لكتاب الله لا تنتهي إلا لتستأنف من جديد عرف بذلك حتى في شيخوخته وهو في الثمانين من عمره .
2- قال الشيخ الشيخ باي بن محمد الهيبه وهو مدرس وداعية إسلامي وإمام زاوية الشيخ ابراهيم بالمدينة الثالثة بانواكشوط :
- الأولى أنه قدم من سفر ذات ليلة وكانت تلك الليلة موافقة لليلة السابع والعشرين من رمضان الأبرك فقام للصلاة وصلى العشاء ثم قام وصلى بالقرآن كله وأنا من ورائه مقتديا.
الثانية أني سكنت عنده ثلاثة أعوام وكان يوقظنا للدراسة قبل الساعة الرابعة ليلا وتجده عل سجادته يذكر الله ويظهر لك من حاله أنه استيقظ قبل ذلك بوقت طويل، تستوي في ذلك كل لياليه والطبيعي أن الانسان يستيقظ آخر الليل أو مع صلاة الصبح.
الثالثة مع تبحر هذا الشيخ في العلوم والأسرار الربانية كان طبيبا ماهرا ما قط أتاه مريض إلا ورجع صحيحا كأنما نشط من عقال ويرجع الشيخ ذلك كونه صافحت يده يد النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ،فكان كلما وضع يده على مريض يشفى بإذن الله وببركة تلك المصافحة وهذا غيض من فيض ونزر من بحر عن هذا الشيخ.
بعد مسيرة حافلة بالجد والعمل والعطاء في شتى المعارف والفنون يلبي الشيخ داعي ربه لينتقل من دار الأكدار والأشغال إلى فضاء دوحة الجنان فلبى هذه الدعوة ضحوة يوم السبت 15-10-2011م رحمه الله وجعلنا على مثالهم .