أنوار حديقة ابتهاج
ها قد عرفت قبضة الروز العطرة.. كل أنوار ما كتبت قبل أن يرى بهجة النور..متسائلة؟ ماذا سقت مياه كلماتي النقية من أراض خصبة في ذاتها ظاهرا؟ ها قد تطابقت معه تماما حول كنه كينونتها المغالية في الكتم والسرية والمجهولية كإنما كانت تملي عليه ما تريد أن تقرأه يوما ما عن شخصيتها ولكن بخط قلبه لا يده وسرد شفاهها وقلبها الرهيف مع إنه لم يكن ليعكس بكلمات يسطرّها..إلا ما صدم نفسيته الغارقة في لجوج بحار الاستقصاء وأطلق العنان لذاته في مركب تبحرّها. غريب وعجيب ان تكون الحوارات بهذه الوضوحية الغارقة التفاصيل وبثوث شكاوي لم تطلقها شفاهها على عواهنها إلاّ لأنها وجدت فيه متكأ نفيساغالي الجودة ونادرالنوعية وناهض الوفاء لديه. لم يكن ليأمن جانبها بيسر التحاور الذي يقطعه مليون انشغال لكليهما ولكنها أفسحت لشفاهه تعبيد شوارع الحوار وارصفته اللامقيدة عابرا بمؤدبية مالم تسمعه من غيره.كان يتأمل شعرها البصلي الغافي كرقاد طفل رضيع.. والمقيد العنان السجين العنفوان ووجهها الشاحب الناحب جمالية.. المنزوع سلاح مساحيق المكياج دوليا! ويرى سفر أذنيها بدون سفينة الأقراط المتدلية!ويشاهد تدفق نظرات عينيها التأملية الحادّة اليقظة ، بعيدا عن سجن باستيل الكحلة!أما الشفاه فلم تتقرمز أبدا إلا بمودة فرشاة رسمت ألوانها ذاتيا..خلت الوجنات من المساحيق ولكن نضارة حدائقهما ورصف أشجار الخدين المتناسق اللهب، وهبتها جمالا مجانيا فوق بساطية جماليتهاالذي لم تعكسه للنا ظرين مطلقا بالمساحيق كطائرات نادرة القدوم والمكوث والهبوط في مطار وجهها المُصاغ..لقد حذروّه منها ومن لدغاتها وفجائية لسعاتها.. وكإنما دخل مغارات عرينها الاسدية عنوة.. مجانا!تقبّل التحذير وصارحها بأبهى صور المقاطعة أنه لن يكلمّها أبدا فلم يك مستعدا لان تصطاده ذئابيتها وتفترسه فراستها رغم انه لم يصل معها لحد إبراز التنيّب والنظرة الشزر ولم يدخل خطوطها الحمراء الفاقعة البلادة لمن يلجها دون تحوطات الأمان.كانت معه شكلا آخر غريب الطور والنهج والتطور والنهضة الحسيّة..كانت في قمة الإستماع وهو يخبرها بوجود فجوة عاطفية لديها أعترفت بها بعد تنهّد وقبضة تحسر مسافرة بكونكرد.. وكإنه دكتورها النفسي الخاص وهي مريضته الوحيدة او رسالته الموسومة لنيل الدكتوراه!تطابقت رؤياه مع صدقها ونقائها بالإجابات التي لم ترتد لبوس الدبلوماسية الحذرة. يوما ما ولج غرفة عمل مشترك بينهما.. لتلعب بهما الأقدار والصدف تلاعبا كالشامتة من قطيعته.. وجدها ككتلة متلهفة للقائه لم تشح بوجهها عنه.. هاهي قبضة الروز ورحيق الطيبة أمامه فلامناص من التحايا العابرة مطلقا ولامفر من الحديث السريع الاكسبريسي!ليهشّم ذاك اللقاء،شرنقة القطيعة ويمزقها شّر ممزق.. تعود بعدها الحوارات لاهبة إستقصائية بعيدة عن التزويق والتنميق ورداء التملقية.. فلم يكن غيره يجرأ على تنبيهها لبروق ملابسها ومطره !او وقوفها بباب مدخل عملها.. وردود أفعال الناظرين لها مع قساوته. كانت تضع ملاحظاته في دفاتر قلبها المقفلة فلم تجد كأنثى منه فيضا مستترا لعشق أو صبابة مخفية تحت حرف كلمة.. او مشروع حب مغلّف بنوايا الوهم..بل وجدته لسانا ناطقا بمودتها النقية فأطلقت لقلبها لا لشفتيها،العنان لتخبره ما لم تخبر به الذين قد يسحبونها لحوار عابر كثواني ترتدي عندهم زي الساعات جزافا.. أبلغها.. انه يتمنى أن يراها أو يصادفها بجنون الصدفة، في مكان عام بلا موعد ولا توقيت ولاإختلاق بليد للصدفة كي لا يقطع تحاورهما تلك مشاغل العمل الرتيب تحمست دون أن ترسل له ورقة الموافقة موسومة ببصمتها..سوى بسمة بشفاهها الصموت والكاتمة الصوت! هل ستتقد أنوار...أنوار؟.. ام بريقها يخفت رويدا؟
قد يكون الصمت أبلغ تعبير!
عزيز الحافظ