( زوبـــعـــة الـــفـــراق )
صــبـاح الـــورد يا صــبـحـاً تـــوارى
وفـي حـضـن الـثـرى بالأمـس صـــارا
أزورك بــــعــــد أيــــــــامٍ طــــــــوالٍ
فـلــيــتـك تـــقــبــل الــيــوم اعـــتـــذارا
فــراقــك يـا ضــيـا عــيــنـي وروحــي
كـــزوبــعــة تــلــفُّ بـيَ الــصـحــارى
فــراقــك هـَــــدَّ أطـــلالــي ، مــحــاهــا
وأشــعــل فـي هــشــيـم الــقــلـب نــارا
ظـــلام الـلــيــل أصــبـح لـي خــلــيــلاً
يــشــاركـنـي الــوجــوم والانـكــســارا
وجـــرحـي لا يــــنـــام وإن تــمــطـــى
وســــيــلُ دمـــوعــه يــــروي قـــفــارا
وآهـــــاتـي تـــزلــــزلـــنــي رعـــــوداً
وصـــدري لـلــصــدى يــمــتــد غـــارا
يـعــيــش الــنــاس فـي فـــرح وأنـــــس
وعــــن هـــــذيـــن أزداد انــحــســــارا
فــولـَّــت بـــســمــتــي مــنــي فــــرارا
وبــــات الــحـــزن مــــأوى لــي ودارا
يـمــزقــنـي الأســى نـهـــشــاً فـنـهـشـاً
نـــواجــــذه تـــقـــطِّــعـــنــي مـــــرارا
ويـشـرب مـن دمـي ، يــروي غـلــيلاً
كــأن لــه مــعــي ــ ويــلاه ــ وثــــارا
وإن الـــهــــم يــقــبـــضـــنـــي بـــلــؤم
فــيــطــحــنــنـي ويــنــثــرني غـــبــارا
جــعـــلـت مـن الـــرثــا زاداً لــشــعــري
تــــغـــــذى مـــنـــه مُــــشــــتـــداً أوارا
وإن مــــــــداد أحـــــرفـــــه دمـــــــوعٌ
مــن الــوجــدان قــد فـاضــت بــحــارا
ســـأبــكــي ريـــثـــمــا آتـــيــك يـــومــاً
وأبــلـغ مــنــك يـا ( يـحـيـى ) جــوارا
شــعــر : حـســن زكـريـا الـيـوسـف