يقول الدكتور الدويس:
رغم أن في السعودية وعظ وارشاد وخطب وقرآن وتفسير وتوحيد وفقه وسيرة ، ومئآت الاف المساجد وعشرات الاف من الوعّاظ .. وكل هذا غير موجود في السويد! ومع هذ تتصدر السويد قائمة دول العالم في الشفافية.. بينما السعودية تقبع في ذيل القائمة!!
وهذا أمر من بديهيات الحياة ومتوافق مع سنن الكونوما هو غريب هو استغراب الكاتب نفسه! فشرائع الدين إنما شرعها الله لينعم الناس بالعدل والمساواة والتي تثمر بشكل مباشر السّعة في الرزق والكرامة في العيش ... فرسول الرحمة ﷺأوصىأصحابهبالهجرةالىالحبشة.. وقال : إن فيها ملك لا يُظلم عنده أحد! لم يكن في بلاد الحبشة قرآن يُتلى ولا خطب تُقرأ ، ومع هذا عَمّ العدل والخير في أرضهم..
لم تكن مشكلة المسلمين في نقص خطب او تلاوة قرآن او تدريس حديث! بقدر ماهو في التعامل بالعدل والانصاف ..
فالقاضي -الذي عيّنه علي بن ابي طالب رضي الله عنه- حكم ليهودي بدرع علي ، عندما لم يستطع علي اثبات ملكية الدرع!
وجيش من جيوش المسلمين يخرج من المدينة التي فتحها لأنه لم يخيّرهم بين الجزية والاسلام او الحرب.
ان الله ليُبقي دولة العدل وإن كانت كافرة.. ويُنهي الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة... ان الخطب والقرآن والسيرة والحديث إن لم تنعكس سلوكا في التعامل مع الضعفاء والمساكين وإعطاؤهم حقّهم -حتى وإن لم يسألوه- فاقرأ على مناهجك السلام..
إن ديننا الاسلامي لهو شديد الحساسية من الظلم ..ولا أدل من ذلك ، ماأخبرنا به النبي ﷺبدخولجهنملمنعذّبهرةبحبسها دون طعام! في السويد لايتربى الطفل على شعارات ارفع راسك أنت سويدي ، الناس تنقص وانت تزودي!!
في السويد لايُعامل الانسان على أساس جنسيته ، بل على أساس آدميته ..في السويد يقرع باب بيتك في الصباح الباكر بزجاجة حليب طازج لطفلك الذي لايحمل الجنسية السويدية !كل مافي الأمر أنّه بشر ويحتاج إلى حليب طازج كما يحتاجه الطفل السويدي ..
وفي بلادنا لايقرع باب المقيم إلا الجوازات لترحيله او تفتيشه..في السويد تحصل على إقامة دائمة بعد المكوث 4 سنوات متواصلة..
وفي بلادنا يجدّد المقيم إقامته ولو مكث ألف سنة مماتعدون! في السويد يحصل المقيم على الجنسية ان حفظ تاريخ السويد وعاش فيها ل 6 سنوات متواصلة ..وفي بلادنا ينتظر المقيم 6 سنوات للحصول على إذن لزواج مواطنة!
ولا يُمنح الجنسية حتى وإن حفظ القرءآن والانجيل والزبور وتاريخ الجزيرة العربية من هبوط آدم عليه السلام حتى العام 2013م..
في السويد تعاملهم بالاسلام رغم كفرهم.. وفي بلاد المسلمين نتعامل بمنهج الكفر رغم أنّا مسلمون.
في السويد لاتجد كفيلاً سويدياً يبتزّ مقيماً هندياً او صومالياً ويطلب منه شيء دون وجه حق..
في السويد لاتسمع كلاما فَجّاً من طفل صغير لم ينبت شاربه ، ليقول لك: " اسكت ولاّ وربي أسفّرك"!
في السويد لن تجد خادمة تعمل لمدة 24 ساعة في اليوم و7 ايام في الاسبوع! قبل ان تطلب من الحكومة بشكل غير مباشر العدل ..
اعمل معروف واعتق من تكفلهم من المبلغ السنوي الذي يدفعونه لك دون وجه حق..قبل ان تطالب بالتقدم في مراتب الشفافية ، اغلق انت سجلاتك الوهمية وشركاتك الافتراضية التي تعيش في عالم الدجتل..علّم اولادك ان البنقالي الذي ينظف شارعكم في كل صباح هو اخوك في الاسلام.. بل قد يكون افضل منك عند الله! علّم اولادك ان من يصلح لك ثوبك ويخبز لك خبزك ويطهو طعامك هو بشر مثلك له مشاعر وكرامة وما اتى به هنا إلاّ طلب الرزق الحلال. الخلاصة أن لاتحمّلوا حكومتكم فوق ماتحتمل..
تعاملوا بالعدل وعلّموه أبناءكم وعيشوه وستتجرعون غصصه.. فاصبروا ورابطوا حتى تنعموا بمراكز متقدمة من الشفافية في حياتكم الخاصة ومن ثم ستجدونها مباشرة في حكومتكم.هذا الأمر ينطبق على كل دول الخليج بلا استثناء .. ولاني أحببتكم بكل أمانه وأشارككم المواطنة والوطن صَدَقْتُكُمْ وصف الحال لي ولكم..
د. عبدالله الدويس
لا تعليق
http://www.masapress.com/news.php?id=7196
__________________