نمل ونحل
الشيخ خلفان بن محمد العيسري غفر الله له
في كيفية تربية الأبناء والتي لخصها في كلمتين:
الأولى كلمة ( نمل ) والتي لا بد من تجنبها.
حاربوا النمل القاتل، وهي في ثلاث نقاط:
١) ن = نقد ، قللوا من النقد، لا تكثروا الانتقاد لأبنائكم وبناتكم، فإن النقد يقلل من الثقة بالنفس، ويجعل هذا الإنسان مهزوماً مهزوزاً من الداخل.
٢) م = مقارنة ، تجنبوا المقارنة مع الآخرين، لا تقارنوه بإخوانه الصغار أو أخواته الصغار، لا تقارنوه بأولاد الجيران أو أولاد فلان، كلنا ولد متميزاً ومختلفاً عن الآخر. المقارنة الوحيدة المسموحة هي بين القدرات وبين الأداء
(ماذا تستطيع وماذا تفعل ؟).
٣) ل = لوم ، تجنبوا اللوم وكثرة العتاب، (كأن يقول الأب: أنا وفرت لكم الأكل والمسكن وأنا أعمل وأكدح من أجلكم وأنتم لم تهتموا ) كثرة هذا الكلام وحتى يحس الأبناء بالذنب هذا أمرٌ خطير كذلك.
فالنقد والمقارنة واللوم يجعل العلاقة سلبية والفجوة تكون كبيرة بيننا وبين أبنائنا.
*والسؤال هنا: إن كان مجتمعنا في كثير من الأوقات يكثر فيه النقد والمقارنة واللوم، إن تركناها وحاربناها نستبدلها بماذا؟!
نستبدلها بكلمة ( نحل ) رحبوا بالنحل.
نحل ثلاثة أحرف وفيها ثلاثة كلمات:
١) ن = نجاح ، ركزوا على النجاح، كلما نجح هذا الابن وهذه البنت عززوا ذلك بالثناء وبالإشادة وبالفرح والسرور والابتهاج والشكر والحمد والثناء، كأن تلبس البنت الحجاب وعمرها ثمانية سنوات قولوا لها: ما شاء الله أنت أميرة بهذا اللباس.
واظب هذا الولد خلال أسبوع على الصلوات قولوا له: ما شاء الله هذه صفاتُ المتقين.
هذا الابن قام بأداء واجباته المدرسية فقل له: ما شاء الله هذه صفة من صفات الناجحين. كلما عمل عملت إيجابيا عززوها بالإشادة.
٢) ح = حسن الخلق ، في التعامل مع الآخرين ونبدأ بأبناءنا وبناتنا، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ويقول عليه أفضل الصلاة والتسليم: (أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً). فلماذا نكون عنيفين خشنين مع أبناءنا وحسن الخلق نجده خارج البيت؟ فلنبدأ في بيوتنا (خيركم خير لأهله).
٣) ل = لين ، كن ليناً مع أبناءك، يقول الله سبحانه وتعالى: (فبما رحمة من اللّه لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك).
فاللين مطلوبٌ في كثير من الأوقات وخاصةً ونحن نتعامل مع أبناءنا مع فلذات أكبادنا.
فلنحارب بالنمل القاتل (النقد والمقارنة واللوم)؛ ولنرحب بالنحل (النجاح وحسن الخلق واللين) في التعامل معهم.
(ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما).