دراسة معمقة في أسباب انحطاط العالم الإسلامي وشروط نهضته
أزمة العالم الإسلامي الحضارية
قراءة في شروط النهضة،واسباب الانحطاط..
لقد بسطت الحضارة الإسلامية ظلالها منذ أربعة عشر قرنا، على الأقطار الممتدة من المحيط الأطلسي الى المحيط الهندي ومن شواطئ البحر المتوسط إلى أعماق القارة السمراء. وكل ماأمعنا، في درس الحضارة الإسلامية، من مختلف النواحي العلمية، والفنية، ظهرت لنا حقائق جديدة وآفاق واسعة، فالجامعات الأوروبية، لم تعرف لها، مدة خمسة قرون، موردا،، علميا، سوى مؤلفاتهم،وأنهم هم الذين مدنوا أوروبا مادة، وأخلاقا.. وتأثير الحضارة الإسلامية، في الغرب عظيم، هوفي الشرق اشد وأقوى...)1( ورغم تواري نفوذ المسلمين، لم تزل عناصر حضارتهم و ثقافتهم )دينهم،ولغتهم وفنونهم( حية، ينقادإليها الملايين، من البشر في مختلف أقطار المعمور.. لقد خرج المسلمون من صحاري جزيرة العرب وأقاموا، دولة عظيمة امتد سلطانها من شبه القارة الهندية إلى الجزيرة الايبيرية... فماهي العوامل التي ظهرت، ونمت بها حضارتهم، ودولتهم وما أسباب عظمتهم، وانحاطهم؟ هذا السؤال أساسي، لانه يتيح لنا ن نعرف كيف تزدهر الحضارة، وكيف تنحط وتسقط، وذلك انطلاقا من منظور فلسفة التاريخ أو على ضوء قواعد علم الحضارة أي من زاوية التحليل الحضاري.. إن فلسفة التاريخ، تهتم بتفسير وفهم مجرى التاريخ، وتضع لعلم التاريخ أساسا فلسفيا، وتعنى فلسفة التاريخ بالقوانين التي تفسر تاريخ البشرية، تستند الى منهج عقلي، يقوم على فرض، الفروض ويبين ، مدى صحتها، بأدلة تتماشى مع منطق الواقع والاستدلال،باحداث الماضي على ميول الانسان وافكاره، لكي نفهم أحداث التاريخ، ينبغي أن نفحص نموها التدريجي بإعتبار أن تاريخ كل أمة، هو نتاج نمو طويل، لا يجوز الحكم عليهأو تقويمه، إلا على ضوء معرفة كاملة بماضي هذه الامة..)2( وإذا كان الحاضر يخرج من الماضي، كما يخرج الزهر من البذر، فإن فلسفة التاريخ نوع من المعرفة الإجتماعية، تبحث في الاتجاه العام لتطور البشرية، من أجل إيجاد قانون لحركة الحياة. إن المشكلة الجوهرية لكل شعب ، هي مشكلة حضارية ولا يمكن لشعب أن يحل مشكلته، ما لم يرتفع بفكرته على الأحداث الإنسانية وما لم يتعمق، في فهم العوامل، التي تبني الحضارات أو تهدمها، كما أن استجلاء المقومات التي تقوم عليها فلسفة الحضارة من اهم مقتضيات الممارسة الحضارية، السليمة ، حيث تحدد هذه المقومات الغايات التي تتجه إليها حياة الأفراد والمجتمعات..)3( من هنا إهتمام العقل الإسلامي بقضايا الحضارة، والتمدن، والوقوف عند الأسباب،والمقومات،والنهوض من كبوة التخلف الحضاري، في ظل الهيمنة الغربية بكل صورها العسكرية والسياسية والاقتصادية، والفكرية، والثقافية... إن التنظير لعملية التطور الحضاري، بطريقة منهجية وشمولية جعلت المفكر الإسلامي يدرك أن القضية، تتصل بالكيان الحضاري برمته، بروحه الهامدة وبإرادته الخامدة.. فلا بد أن يرتبط المسلم بالسنن الكونية من خلال عقيدة حضارية، حتى يعرف موقعه في العالم، ورسالته في الحياة، لقد رافقت الفكرة الدينية، دائما، تركيب الحضارة خلال التاريخ ولا بد أن تكون ذات فعالية وأن تكون الأداة التي تستطيع من خلالها الحضارة مواجهة كافة التحديات، ودفعها إلى أكبر قدر من الإنجاز والعمران .. فلا يمكن ان نتصور، تاريخا، بلا ثقافة )الثقافة بما تتضمنه من فكرة دينية( إنها الوسيط الذي تتشكل فيه، كل جزئياته، تبعا للغاية العليا التي رسمها المجتمع لنفسه فالثقافة هي كل ما يعطى الحضارة سمتها الخاصة وتحدد قطبيها ..العقلية والروحية..وهذا هو معنى الثقافة في التاريخ..)4(، وذلك من أجل استقصاء آفاقها، ونموها.. ولعل القراءة المتأنية لهذا الفكر، ستمكننا، من معرفة طبيعة التكوين، الذي انطلقت منه قادة الفكر، في مواجهة إشكاليات المسلم الفكرية والحضارية، وذلك بغرض بلورة موقف من قضية الحضارة لان الإخفاق الذي منيت به المجتمعات الإسلامية يرجع بالدرجة الأولى إلى غياب مشروع حضاري إسلامي، نتيجة التبعية الحضارية، والارتهان التاريخي لتطور الغرب، و سياساته ، ونظمه، ومذاهبه، مما يثبت استلاب الإنسان المسلم لصالح الهيمنة الاستعمارية...)5( إن طائفة من المفكرين، الذين تميزوا بصفة خاصة بالاطلاع على حضارة الغرب، في موطنها وأدركوا موطن القوة لدى الأوروبيين، قد أدركوا أن الأزمة، لا تكمن فقط، في بعد المسلمين عن دينهم،وإنما تكمن أيضا في أنهم انكمشوا وجمدوا وكفوا عن التطور، الذي تتيحه العلوم والمعارف وتساعد عليه، وسائل الإنتاج المادية، والمؤسسات الاقتصادية القوية، والاحتكاك بالأمم،والإفادة من تجاربها، ومنافستها في تقدمها.. كما أدركوا أن روح الإسلام وشريعته، لا تتعارض ، معأسس التقدم، والتطور في المجتمعات الحديثة، وان سبب تخلف المسلمين، يعود الى الاستبداد، والجهل والجمود الفكري. وهذا المنظور الحضاري النقدي، قلما، وقع الإهتمام به بل إن نقد أحوال المسلمين، من خلاله اعتبر خارجا على الفكر الإسلامي لأنه يدعو إلى الأخذ بفضائل الحضارة الغربية وإيجابياتها ...)6(. ومن المفكرين الذين نهجوا هذا النهج، وحللوا واقع المسلمين ونفذوا الى معضلات تخلفهم، نذكر من بينهم: رفاعة الطهطاوي:ت1983 وخير الدين التونسي:)ت-1884( وجمال الدين الأفغاني:)ت 1892 (ومحمد فريد وجدى: )ت 1954( وعلال الفاسي :)ت 1974( وغيرهم ممن سار على نهجهم.. نقل الطهطاوي كتاب مونتسكيو" تأملات في أسباب عظمة الرومان، وانحطاطهم ..الأمر الذي يعكس رغبته، في أن يجد جوابا، عن سؤال حول كيف تنهار الحضارات، ولماذا، وكيف تبنى الأمم الحضارات،)كيف السبيل إلى التمدن والتقدم؟( اهتم الطهطاوي بمسألة التمدن )الحضارة ( واعتبر أنهاتتكون من أصلين: أصلا خلقيا مصدره الدين وأصلا ماديا مصدره تحقيق المنافع العمومية)مختلف دروب الإنتاج الصناعي، والزراعي، والتجاري...( وطالب العلماء بالاطلاع على حقائق العصر وعلومه، وبالاجتهاد..)7( أما خير الدين التونسي فقد ركز دعوته الإصلاحية على ثلاث أعمدة: 1-ضرورة الأخذ عن اوروبا 2-نبذ نظام الحكم الاستبدادي 3- الخروج من التخلف، والانحطاط الحضاري بتبني نظام عصري. أما جمال الدين الأفغاني، فإنه ينظر إلى الإسلام، بوصفه نظاما لإنشاء، مدنية، راقية، ينعم، فيها الإنسان بالقيم المثلى، ويرى أن المسلمين يتوفرون على المقومات الضرورية، لبناء مدنية مزدهرة..) توازن بين الإيمان والعقل(. المسلمون متخلفون، بسبب سوء فهم لدينهم، وبعدهم عن تعاليمه ..ويرى بان الوحدة الإسلامية ستعيد للمسلمين قوتهم، وتضامنهم... وعلى العلماء، القيام، بدور التوعية بحقيقة الإسلام..من اجل إخراج العالم الإسلامي، من أزمته العميقة..)8(. أما الفيلسوف محمد إقبال فإنه يرى بان الخطر يكمن في أن يتغلب المظهر الخارجي البراق للثقافة الأوروبية على المسلمين فيحد من تقدمهم، ويحول دون بلوغهم كنهها. لا مراء أن سبيل التقدم، والتحضر، ليس محصورا في نمط واحد من الفكر، دون غيره، لان دعائم العلم إنسانية، كونية تساهم في وضعها جميع الأمم، على الإطلاق، فتقدم، كل أمة ، ثمرات جهودها، فتفيد من ذلك جهود الأمم الأخرى ويحصل من هذا الإسهام تقدم ثقافي وحضاري عام..)9(. لقد ساهم هذا الموقف، في تدعيم، حياة العلم،والفلسفة في الإسلام... وينبغي ان نعترف بان الأفكار التي حفلت بمعاني الأمل، والتقدم لم يقدر لها السيادة، لأن تيار الحياة السياسية، والاجتماعية، كان أكثر طغيانا..ويمكن القول بأن النخبة التي حملت أفكار التقدم والنهوض بقت معزولة اجتماعيا، غير مرغوبفيها على وجه العموم.. وبالتالي فإن الأفكار التي حملتها لم ترافقها الممارسة، ولم تصاحبها الفعالية العملية ... فلا عجب إذن ، إذا ما رأينا أن الإحساس، بتقهقر الأوضاعالاجتماعية، والسياسية في العالم الإسلامي قد وجد في فكر ابن خلدون تجسيدا فلسفيا عميقا، وحاسما، لأوضاع حضارية متأزمة..)10( إن العلة في تأخر المسلمين، كما يراها شكيب ارسلان:)ت1946( تتمثل في الجهل،وفساد أخلاق الأمراء والعلماءوتسرب عوامل اليأس والقنوط، والجبن الى النفوس..، حيث أن انكسار القوى المعنوية يعكس حالة مرضية تشل العقل، وتكبل الإرادات. ونتيجة، لذلك أصبح المسلمون غير قادرين على القيام، بعمل حضاري متقدم...)11(. من هذا المنطلق ،تأتي الحاجة ماسة لدراسة ظاهرة التدهور الحضاري، التيتتشكل، وتسهم في صنعها ،عوامل ومؤثرات شتى، عقدية، وسياسية وإدارية واقتصادية، وأخلاقية...)12( إن الباحث في أحوال الأمة الإسلامية، سوف يقف على مواطن التخلف الحضاري والسياسي والاقتصادي رغم ما تتمتع به، من إمكانيات بشرية ومقدرات مادية، وما تملكه، من قيم، و مبادئ سامية. وبالتالي فإن فهم أسباب بهذا القصور الحضاري الذي تفاقم، و استشرت أعراضه، يتطلب نظرة شمولية، تحليلية، في كيان الأمة، والمسار الذي بلغ بها إلى هذا الدرك من التدهور، وعدم الفعالية. عن مسألة النهضة، من المسائل التي تستحق التفكير العميق بمعرفة الأسباب التي يؤدي الى التقدم الحضاري...وكل من يخطط للنهوض بالمجتمع..يجب ان تكون له أفكار واضحة عن العلاقات الاجتماعية، فبناء الكيان الاجتماعي ليس بالأمر السهل بمعنى ان الإشكاليات أو منظومة العلاقات التي تنسجها داخل فكر معين مشاكل عديدة مترابطة لا تتوافر إمكانية حلها منفردة، ولا تقبل الحل، من الناحية النظرية إلا في إطار حل عام يشملها جميعا ..)13( ومن ثمفإن مشكلات الحضارة في العالم الإسلامي، ستشكل المسألة المحورية، التي ستجعل الفكر الإسلامي، في العصر الحديث يتجه إليها، بحثا عن معنى يستجيب للحاضر والمستقبل، من اجل بناء وعي تاريخي، كشرط لإعادة بناء المشروع الحضاري. يعتبر مالك بن نبي:)1905-1973( من ابرز مفكري الإسلام في العصر الحديث عنى، بالفكر الحضاري، منذ ابن خلدون. ومع أنه تمثل فلسفة الحضارة الحديثة، واستلهم أعمال بعض الفلاسفة الغربيين، فإن تأثره بابن خلدون، كان عظيما. كان مالك بن نبي مفكراعميق الغور، غواص في البحث والتنقيب، كان عميقا في تحليله لواقع المسلمين وفي معرفته بخبايا الاستعمار، والمستعمرين، وفي معاناة الشعوب الإسلامية.. يقول في مذكراته:" كانت روحي قوة منبهة، تقود كل ما يقع أمام، بصري، إلى اهتمام مركزي وكان الإسلام، هو ذلك الاهتمام")14(. وقد أحاط بمشكلة المسلم " في عصور التخلف الحضاري" النفسية والاجتماعية والاقتصادية... وأثار قضايا كبيرة مثل الحديث، عن الدورة الحضارية، ومسألة الحق والواجب،والقابلية للاستعمار، والفاعلية، والديمقراطية في الإسلام.. تأثر بنظرية ارنولد تونبي، حول التحدي الحضاري، وأخذ عن:هرمان دي كسر لنبح نظريته في الفكرة الدينية،وأنها هي المركب لعناصر الحضارة.. قرأ لمشاهير علماء النفس، في أوروبا وتأثر بمدرسة الشيخ محمد عبده وكذلك بمدرسة ابن تيمية. أصدر مؤلفاته تحت عنوان مشكلات الحضارة، وكلها تصب في همه الأكبر وهو كيف يدخل المسلمون دورة حضارية جديدة؟وذلك من منطلق أن مشكلة أي شعب هي في جوهرها مشكلة حضارية.. درس بعمق بعض أسبابتخلف العالم الإسلامي وإذا كان السؤال المتكرر لماذا البطء في " الإقلاع ؟" فالجواب عند مالك يعود الى عدم وجود منهج واضح، وناجعللإصلاح ولا نظرية محددة للأهداف والوسائل وتخطيط المراحل..)15( إن المقياس العام، في عملية الحضارة، هو ان الحضارة ، هي التي تلد منتجاتها، ولا يمكن بحال لأية حضارة، أن تبيع جملة واحدة، الأشياء التي تنتجها، ومشتملات هذه الأشياء أي أنها لا يمكن أن تبيعنا روحها،وأفكارها وثروتها الذاتية وأذواقها، وكافة المعاني، التي بدونها، تكون الأشياء التي تؤخذ فارغة من كل معنى وهدف.. ولما كانت "الحضارة مجموعة من العلائق بين المجال الحيوي حيث، ينشا ويتقوى هيكلها وبين المجال الفكري، حيث تولد وتنمو روحها"فإنها حين شراء، منتجاتها تمنح المشتري،الهيكل والجسد لا الروح..)16( مالك بني نبي ليس مؤرخا، وإنما هو صاحب رؤية فكرية ،اتخذت أبعادا، نظرية للخروج، من الانحطاط الطويل الذي أعقب زمن الموحدي:القرن 12)م-13 م( وللخروج،من القابلية للاستعمار،ولتحقيق النهوض والمشاركة، في صنع الحضارة، لابد من توفرثلاثة عناصر: )الإنسان، والتراب، والوقت(. إن الحضارة ما هي إلا حلقات لسلسلة واحدة، تؤلف الملحمة البشرية منذ فجر التاريخ... فلا يوجد حد دقيق،بين حضارة، تتكون وبين حضارة تكونت فعلا.. نحن نعيش في عالم تبدو فيه امتداداللحضارة الغربية ومن العبث ان نضع ستارا بين الحضارة التي يريد، تحقيقها العالم الإسلامي، وبين للحضارة الحديثة.. لقد ظل العالم الإسلامي خارج التاريخ، دهرا طويلا...، والحضارة لا تنتج عن طريق شراء كل منتجاتها، فهذه عملية محالة كما وكيفا. فما يقوم به العالم الإسلامي هو تكديس الأشياء ، دون أن يهدف، إلى بناء الحضارة)17( ومن الناحية الاجتماعية،فإن التاريخ دورات، ومن هذا المنظور علينا ان نحدد مكاننا من دورة التاريخ، ليسهل علينا، ان نعرف، عوامل النهوض، والسقوط.. فعلاج كل مشكلة، يرتبط بعوامل نفسية، ناتجة عن فكرة معينة، تؤرخ من ميلادها، عمليات التطور الاجتماعي فيحدود الدورة التاريخية والفرق شاسع بين مشاكل ندرسها، في إطار الدورة الزمنية الغربية، ومشاكل أخرى تولدت، في نطاق الدورة الإسلامية.. وأول ما يجب ان نعرفه عن شعب يريد النهوض، أن نسأل هل لديه أسباب التقدم..؟)18( فالحضارة لا تبعث إلا بالعقيدة الدينية، والفكرة الدينية، لا تقوم بدورها الاجتماعي، إلا بقدر ما تكون متمسكة، بقيمتها الغيبية، فالإنسان يكتشف معها، أسمى معاني الأشياء التي تهيمن عليها عبقريته وتتفاعل معها..)19( إن الحضارات حلقات متصلة تتشابه بأطوارها مع أطوار الحضارة الإسلامية والمسيحية، إذ تبدأ الحلقة الأولى بظهور فكرة دينية، ثم تبدأ أفولها بتغلب جاذبية الأرض عليها بعد ان تحطم منها الروح والعقل وطالما الإنسان في حالة تسود فيها توجهات الروح والعقل المؤدية إلى الحضارة ونموها فإن العوامل النفسية المؤدية للسقوط تختزن ، فيما وراء الشعور. وفي الحالة التي تنكمش فيها تأثيرات الروح والعقل، تنطلق الغرائز لتعود بالإنسان الى الحياة البدائية. وكذلك كان شأن المسلم، فقدبعث فيه الدين روحا محركا للحضارة، فلم يلبث، ان أخذت طاقة الإسلام تخبو، فعاد المسلمون الى الحياة البدائية)20( فالحضارة تولد بظهور الفكرة الدينية، ثم بدخول الفكرة الدينية كعامل محرك للتاريخ. أما المعادلة التي يطرحها مالك بن نبي فإنها تنطلق من قوة الفكرة الدينية في التأليف بين العوامل الثلاثة:)الإنسان والتراب والوقت( لتركب منها كتلة تسمى في التاريخ "حضارة" ولكي نتوصل إلى التركيب الضروري كحل للمشكلة الإسلامية أي مزج الإنسان والتراب والوقت يجب أن يتوفر لدينا مؤثر الدين، الذي يغير النفس الإسلامية ويمنح النفس،مبدأ الشعور)21( . وبصفة عامة، فإن قوة التركيب لعناصر الحضارة، موجودة في جوهر الدين وليست ميزة خاصة بوقت ظهورها في التاريخ بحيث يواصل المجتمع الذي أبرزت الفكرة الدينية تطوره وتكتمل شبكة روابطه الاجتماعية بقدر امتداد أشعاع هذه الفكرة في العالم، فتنشا المشاكل المحسوسة نتيجة التوسع، كما تتولد ضرورات جديدة نتيجة اكتماله، وحتى تستطيع هذه الحضارة تلبية المقاييس المستجدة فإنها تسلك منعطفا، جديدا، فأما يتطابق، مع ما نراه في الدورة الأوروبيةوإماتطابق مع استيلاء الأمويين على الحكم كما هو شأن الدورة الإسلامية. فكلما فقد العقل سيطرة الروح على الغرائز،فإن الغرائز تتحرر ويتراجع نفوذ الروح وقوتها الدافعة، وبالتالي يسقط المجتمع في البداوة والتخلف والاستبداد. والنتيجة نقصان الفعالية الاجتماعية للفكرة الدينية، منذ ان دخلت الحضارة منعطف العقل... ومن ثمة فإن أوج الحضارة بمعنى ازدهار العلوم والفنون فيها يلتقي من وجهة نظر علم العلل Etiologie)(بالبحث مع بدء مرض اجتماعي معين لم يجتذب انتباه المؤرخين وعلماء الاجتماع بعد، لان آثاره المحسوسة، لا تزال بعيدة )لان الغريزة مكبوحة، من طرف الفكرة الدينية( وعندما يبلغ التحرر تمامة يبدأ الطورالثالث من أطوار الحضارة، وذلك بانتهاء الوظيفة الاجتماعية للفكرة الدينية التي تصبح عاجزة عن القيام بدورها في مجتمع منحل. على هذا المنوال تتم دورة الحضارة، إذ تبدأ حينما تدخل التاريخ فكرة دينية معينة أو عندما يدخل التاريخ مبدأ أخلاقي معين بتعبير:) كيسر لنج( كما تنتهي حينما تفقد الروح الهيمنة التي كانت لها على الغرائز المكبوتة او المكبوحة الجماح)22(. ويرى مالك بن نبي بأن اللحظة الفارقة بين عهد الجمود والفوضى وعهد التنظيم والتركيب والتوجيه، تهل حينما يصل التاريخ الى هذا المنعطف من دورة الحضارة، فإنه يصل الى نهاية عهد، وبداية عهد جديد، يتجاوز الماضي، ويستشرف المستقبل. لابد إذن من تصفية المسلك الخلقي والاجتماعي من العناصر الجامدة المكبلة التي لا فائدة منها، حتى يصفو الجو للعوامل الحية الخلاقة وإن هذه التصفية لا تتأتى الا بفكر جديد يتكون من العناصر اللازمة للثقافة ) الدستور الأخلاقي الذوق الجمالي المنطق العملي-الصناعة()23( فالثقافة هي المحيط الذي يعكس حضارة، معينة ويتحرك في نطاقه الإنسان وفلسفة الجماعة، مع ضرورة انسجام معطيات الفرد والجماعة في كيان واحد تحدثه عملية التركيب التي تجريها، الشرارة الروحية عندما يؤذن فجر إحدى الحضارات. إلا انه لا سبيل الى قيام الثقافة بوظيفتها الحضارية إلا بعد تصفيتها من الحشو، والانحراف..حتى يكون السلوك وأسلوب الحياة في المجتمع، مطابقين لمفهوم لا غموض فيه من وجهة التاريخ او من الواجهة التربوية. يجب إذن أن نفهم الوظيفة التربوية والاجتماعية للثقافة، لكي نحدد دورها كعامل تاريخي يسهم في نشأة الحضارة. ولا ريب بأن المجتمع الذي يفقد ثقافته فإنه حتما يخرج من التاريخ. فالثقافة هي الجسر الذي يعبره المجتمع نحو التحضر والتقدم والرقي وعناصرها التربوية تتمثل: 1-العنصر الأخلاقي لتكوين الصلات الاجتماعية 2- العنصر الجمالي لتكوين الذوق العام وتهذيبه 3- منطق عملي لتحديد أشكال النشاط العام 4- الفن التطبيقي الموائم لكل نوع، من انواع المجتمع: )الصناعة بالمعنى الخلدوني()24( ويخلص مالك بن نبي، إلى أن الحضارة ليست أجزاء مبعثرة ولا مظاهر خلابة بل هي جوهر ينتظم جميع اشيائها وأفكارها وروحها ومظاهرها وقطب يتجه نحو تاريخ الإنسانية. وقضية المسلمين، منوطة بذلك التركيب الذي من شأنه إزالة المتناقضات والمفارقات المنتشرة في المجتمعات الإسلامية، وذلك بالتخطيط لثقافة شاملة تتيح للأنفس استقرارها وانسجامها مع مجتمعها بعد أن يكون المجتمع قد استوى على توازنه الجديد..)25( ويتطرق مالك الى مصدر الصعوبات التي تواجه المسلمين، فيسيرورة النهوض الحضاري ويرى بانها أما تنشأ من خلل في عالم الأشخاص وإما انها تنشأ من خلل في عالم الأفكار، وإما أنها تنشأ من خلل في عالم الأشياء،وإما انها تنشأ من خللفي علاقات هذه العوالم بعضها ببعض.)26( فإذا نشأ الخلل في عالم الأشخاص نتج عنه، صعوبات في مستوى السياسة أو في مستوى الثقافة. وإن الصعوبات التي نراها في تاريخ الآمة الإسلامية ناتجة عن الخلل في عالم الأفكار. والتاريخ ليس سوى نسيج من عمل الأشخاص وأفكارهم وأشيائهم والخلل في عالم الأفكار أما أنه من الخطأ في تحديد المفاهيم او في عدم ربط الأفكار بالطرق الصحيحة فإذا ما اختلت المناهج المنطقية لدينا أصبحنا نقول بأن :)2+2=45 (وهذا يعني ان هناك خللا قد طرا على عالم أفكارنا وهذا ما حدث في تاريخنا )27( أما الخلل في عالم الأشياء فينشا حينما تفقد الأشياء التجانس فيما بينها فلا تؤدي أغراضها.. إذن ينبغي ان نحدد مضامين ومعاني مفهوم الثقافة والسياسة تحديد علميا، وان يكون هذا التحديد تطبيقيا)pédagogique ( حتى نتمثله بوضوح في أذهاننا ونفهمه فهما دقيقا. ومن هذا المنطلق يجب أن نعرف الثقافة على أنها توجيه الطاقات الفردية لتحقيقه بناء الفرد في الداخل بالنسبة إلى مصلحته ولتحقيق مكانته في المجتمع بانسجام تلك المصلحة مع مصلحة المجتمع. أما السياسة فهي توجيه الطاقات الاجتماعية لتحقيق بناء المجتمع من الداخل،وتحقيق مكانه في الخارج. )فهناك إذن تداخل بين ما هو فردي، وما هو اجتماعي( ومن هنا الترابط بين الثقافة والسياسة)28( إن المجتمع المتحضر يكفل الضمانات للفرد، مهما كان، أما المجتمع المتخلف لا يقدم الضمانات ولا يمكنه تقديمها. فحينما نقول بأن كيان الفرد مرتبط بصلته بالحضارة فهو إما متحضرا أو غير متحضر..وحينما نقول بأننا تريد ان نكون مجتمعا يقدم الضمانات الاجتماعية والاقتصادية فإن شروط وصولنا إلى تحقيق هذا كله هي شروط الحضارة ولا يمكن ان تنبع الأمن الحضارة ولا أن تتحقق إلا في إطارها. إن الصعوبات التي تواجه المسلمين، وتعوق عودتهم الى الحضارة، تتمثل في بعض المظاهر والسلوكاتالاجتماعية المكتلة ومن ضمنها غياب الأخلاق بحيث يفقد الوازع الأخلاقي وتتحول السياسة الى )بوليتك(،الأمر الذي يؤدي إلى انحطاط المجتمع نتيجة انعدام الدوافع التي تحرك أفراده. هناك حالة )ذهان الاستحالة( التي أصيب بها المسلمون حيث يضخمون الأمور عمدا لكي يبرروا عجزهم عن إنجاز عمل او تقديم حلول. وهناك حالة طغيان الأشياء ونزعة التكديس الأشياء الخالية من أي هدف وهناك حالة طغيان الأشخاص على المبدأ. وهناك حالة طغيان الأفكار المجردة الغير القابلة للتطبيق أفكار لا تمس الواقع بل تعتبر هروبا من الواقع. وهناك طغيان العقلية الذرية، التي تنظر الى الأحداث والوقائع مجزأة ومنفصلة عن التاريخ و حركته. إن كل هذه المظاهر موجودة في أوساط المسلمين بسبب البعد عن الفعل الحضاري)29(. إن كل حضارة وكل إصلاح في التاريخ لا يقوم إلا على عقيدة ورؤية حضارية ،فعالة وفكر حي وعقل نير ومنهج متوازن )30(. وعلى الامة إذا أرادت استعادة طاقتها، ودورها ، أن تأخذ نفسها بأربعة أمور: 1- تحديد المنطلق الصحيح للحل 2- القناعة الكاملة به. 3- السير بخطى ثابتة باتجاهه وعلى هدي منه. 4- توفير الوسائل العملية الفعالة لتحقيقه وتربية الأمة عليه)31( إن الأمة الإسلامية هي المعنية، بالنمو والحركة والبناء..، وما هو مطلوب هو التعامل مع الواقع بصورة إيجابية بمعنى التوجه لواقع الأمة وقضاياها المعاصرة الامر الذي يستلزم إدراك الزمان والمكان في فهم معنى التراث و ادراك التغيرات الكمية والنوعية في الحياة البشرية، بكل ما يتطلبه حسن الفهم من الشمول والعمق والدقة...بحيث تأتي التصورات الإسلامية المعاصرة متطابقة لاحتياجات الأمة ومستجيبة لما تواجهه من تحديات حقيقية)32( إن منهج الشمولية العلمية، يمكن أن يحدث النقلة الفكرية والحضارية وذلك من منطلق الأصالة المعاصرة المؤسسة على الرؤية المنهجية البناءة والتفوق الفكري المنهجي العلمي الفعال، وسلامة التربية الوجدانية الايجابية. كذلك كان الحال في النهضة الأوروبية المعاصرة حيث جمعت بين دفع الرؤية العلمية البناءة في حركة الإصلاح الى جانب إصلاح مناهج الفكر الأوروبي القاصرة والمعوجة حبيسة المفاهيم الحرفية النصية)33( إن الأزمة في العالم الإسلامي ،أزمة فكرية وحضارية، مست شتى الجوانب الدينية، والسياسة والاقتصادية ونحوها وقد أفاضت في ذلك بحوث عديدة مختلفة المناهج زودتنا بقراءات نقدية للواقع في كل جوانبه الاجتماعية والعقلية والسياسية والسلوكية. وصل هذا التأطير النقدي لبنية الواقع، الى مستوى معرفي يمكن ن تؤسس عليها مناهج للخروج من الواقع المتأزم باتجاه التغيير ويجب توظيف هذه القراءات النقدية ضمن منهجية تستوعبها وتتجاوز إشكالياتها المعرفية، بذات الوقت.. إن الفكر الإسلامي له مشروعية دينية، وتاريخية وثقافية فهي مشروعية حية في أحشاء الواقع، يكفيان تستدعي لتمارس الفعل والتأثير..)34( وثمة فرق، بين أن يتم الاستدعاء بمنطق سكوني، لا يرى من الواقع ، سوى أشكاله الهيكلية التي استقرت صورها في الأذهان كترسيمات ثابتة للمجتمع ...وبين أن يتم هذا الاستدعاء بمنطقة تحليلي ينفذ إلى داخل هذه الهياكل يرى مقدار ما يصيبها من تحولات، في بنيتها الداخلية، وهي تحولات ترتبط بقوانين التفاعل الإنساني )بتداخل المحلي مع العالمي (مما يفسر النمط الحضاري، للعلاقة مع الزمن والأشياء، وصولا إلى كيفية الخروج من الأزمة الحضارية. إن فكرة تطور،العلاقة بين الأنا، والغير في إطار عالمية، تتطلب رؤية منهجية ومعرفية جديدة)35( إن الأزمة في الواقع الراهن، أزمة فكرية، وسلوكية في آن واحد ويصعب الخروج، من هذا النوع، من الأزمات المأزقية، ما لم تتطور البنية العقلية نفسها. إن المشكلة تنشأ من عدم التعامل مع الظاهرة الإنسانية في حركيتها الاجتماعية والتاريخية، وتمثلاتها ، لنفسها، ووجودها وامتداداتها، وتفاعلها عبر صيرورة مستمرة بكل التغيرات حولها ثقافة وفكرا، مناهج ومعرفة..)36( إن الوحدة العضوية العالمية ، تفرض دراسة الجزء في إطار الكل، وهو نتيجة تطور تاريخي ،طويل قطعت مشواره الأنسقة الحضارية للإنسان منذ نشوء الحضارات الإقليمية إلى ظهور أول عالمية : )هيلينية( في القرن الخامس قبل الميلاد، ثم العالمية الإسلامية التي ألغت ثنائية الشرق والغرب، واستوعبت بمنهجها المميز، ونسقها الحضاري المختلف عن النسقين الهيلينيوالروماني، مختلف الحضارات والثقافات والأعراق ومتفاعلة مع حقولها الثقافية وأنظمتها الفكرية والفلسفية. ثم جاءت العالمية الأوروبية الأكثر اتساعا إذ شملت العالم كله وتداخلت في أنساقه وأطره الفكرية والاجتماعية والثقافية وشكلت مركزية جاذبة له فعكست عليه أفكارها وأزمات هذه الأفكار، بذات الوقت فلم تعد النافذة قابلة للإغلاق)37(. لقد أسس الإسلام لأول عالمية دينية إنسانية تستجيب لمقتضيات التطورالبشري من الخصوصية الإقليمية إلى العالمية.. دورات تاريخية تتسع دوائرها )حتى يتطابق الخطاب الإلهي مع التطور التاريخي للبشرية جمعاء وصولا الى الوحدة العضوية العالمية( .) 38( والعالمية حالة تدامج وتوحد البشرية عضويا فقد أحدثت الثورة التكنولوجية في وسائل الاتصال والمواصلات التي شملت العالم كله عبر التداخل الاقتصادي والاستراتيجي، وما يستتبعه من تداخل سياسي، وثقافي حيث اقترب العالم من وحدته العضوية..فلا تكون الأنساق الحضارية المتمايزة الاجزئيات تتداخل في بناء كلي عالمي، وبالتالي لم يعد أي نسق حضاري محكوم بالعوامل الداخلية أو الذاتية المشكلة لهذا النسق أو ذاك. إن من لم يدرك قوانين التحول العالمية سوف يعاني إشكاليات الواقع المتغير تاريخيا واجتماعيا،وثقافيا)39(. وبالتالي فإن ازمة الإنسان الحضارية لا بديل لها خارج النظام العالمي بوحدته الحضارية العضوية كما انه لا يمكن أن يكون هذا البديل خارج السقف الفكري لحضارة العالم الراهنة. وأن تكون البدائل الدينية، مختلفة عن الوعي العالمي او تكون دون وحدة العالم الراهنة فمعنى ذلك أنها ستكون ضمن جغرافية إقليمية وتراثية منغلقة ، وهذا امر، لم يعد ممكنا البتة)40(. لقد تم التعامل مع النصوص الدينية بمنطق سكوني، ثابت لا علاقة له بقوانين التحول، والصيرورة وقدأوضح مالك بن نبي، بأن لكل حضارة دورة يحكمها قانون ظاهرة الحضارة. إن الوعي النقدي يبحث عن الأسباب العميقة، لما حدث في التاريخ، وما يحدث في الحاضر. والمثقف المسلم قادر متى توفرت له الرؤية النقدية المنهجية، على اكتشاف البديل الذي يشكل مستقبل الاتجاه بالنسبة لقوة التغيير. إن ما أثرناه من قضايا وإشكالات ، حول المسألة الحضارية في هذا البحث ، قصدنا منه، التنبيه الى أهمية علم الحضارة في صياغة رؤية منهجية ومعرفية شاملة تعالج كل قضايا المجتمع في التربية والاقتصاد، والسياسة والفكر،والأدب، والفنون بل كل ما تصبح به الحياة، حياة الإنسانية.)41 ( في ظل ثورة المعلومات والعولمة الكاسحة، التي حولت العالم الى فضاء مفتوح ، بلا جدران ولا سقوف، متداخل ،ومترابط إلى أقصى درجات الاندماج والتشابك. في ظل هذه المتحولات الكبرىالتي يشهدها العالم لابد من وضع خطة لاستشراف المستقبل على اكثر من صعيد استعدادا لمواجهة التغيرات المتسارعة. إن ما يجب أن ندركه من خلال التأمل في المسألة الحضارية بحثا عن موقع العالم الإسلامي، في عالم متغير. فلا بد ابتداءا أن ندرس علاقتنا بالعصر وحركة الأفكار والمعارف التي يزخر بها، لكي نتمكن من دخول المجتمع العالمي بحيث إذا دخلنا هذا المجمع غير مقلدين،فإننا سنكون أسبق من غيرنا، إلى وظيفة تسد حاجة من حاجات الإنسانية الكبرى، ولحققنا، بذلك لأنفسنا، مكانا، كريما، في العالم الجديد.)42(
1-غوستافلوبون-حضارة العرب، نقله الى العربية عادل زعيتر طبع عيسى البابي الحلبي وشركاه بدون تاريخ -ص 26.
2-د/ سليمان الخطيب فلسفة الحضارة، عند مالك بن نبي/المعهد العالمي للفكر الاسلامي/ط 1 /1993/ص 33.
3-المصدر السابق ، ص 37-33
4-نفس المصدر، 88
5-نفس المصدر، ص 7
6-د/ محمد الكتاني/جدل العقل والنقل / ج.2 .ط1 2001/ص 652
7- نفس االمصدر،ص 554 لابد من الاشارة هنا الى أن كتاب مونتسكيو الذي ترجمه الطهطاوي قام المفكر عبد الله العروي بترجمته بعنوان تاملات في تاريخ الرومان اسباب النهوض والانحطاط وصدر عن المركز الثقافي العربي-ط1 ،2011 اما الطبعة الفرنسية فقد صدرت سنة 1748
8-المصدر السابق ، ص 559
9-د/فهمي جدمان /اسس التقدم عند مفكري الإسلام في العالم العربي الحديث .ط1 سنة 1979، ص 42.
10نفس المصدر، ص 47.
[1]1- نفس المصدر، 452.
12-ج/عماد الدين خليل /مدخل الى الحضارة الإسلامية /المركز الثقافي العربي،ط1/2005 ص 149
13-د/ محمد عابد الجابري إشكاليات الفكر العربي المعاصر /1989/ص 9.
14-د/محمد العبدة /مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي دار القلم ،ط1 /2006 /ص 26.
15-المصدر السابق ، ص 86.
16-فهمي جدعان مصدر سبق ذكره، ص 412
17-مالك بن نبي شروط النهضة ، ترجمة عمر مسقاوي عبد الصور شاهين كتاب الدوحة رقم 6 تقديم رضوان السيد ص 75.
18- نفس المصدر ، ص 82
19-نفس المصدر، ص 86
20-نفس المصدر ، ص88
21-نفس المصدر ، ص 93
22-نفس المصدر ، ص 107
23- نفس المصدر ، ص 123
24-نفس المصدر ، ص 127.
25-نفس المصدر،ص 214.
26- مالك بن نبي/تأملات/دار الفكر ،ط 9/2009/ص 22
27-نفس المصدر ، ص 23
28-نفس المصدر ، ص 25
29-العبدة مصدر سبق ذكره، ص 90
30-د/عبد الحميد ابو سليمان /أزمة العقل المسلم المعهد العالمي للفكر الاسلامي/ط2/2009 /ص 19 31-المصدر السابق، ص 24
32- المصدر السابق ،ص 36
33-المصدر السابق، ص 36
34-محمد القاسم حاج حمد/الازمة الفكرية والحضارية في الواقع العربي الراهن /دار الهادي /ط1 1 /2004 /مركز دراسات الفلسفة، ص 5.
35-المصدر السابق ، ص 6.
36-المصدر السابق،ص 20
37-المصدر السابق، ص 23
38-المصدر السابق،ص 24
39-المصدر السابق،ص 26.
40-المصدر السابق ، ص 201. مالك بن نبي /الطاهرة القرآنية ترجمة عبد الصبور شاهين
41مالك بن نبي ، تأملات /مصدر سبق ذكره ، ص 217.