الشّتاء
الشّتاء ... كلمة تضفي قشعريرة على جسمي حين سماعها وكثيراً من النّشوة والسّعادة ... لا لأنّي أحبّ البرد القارس وقطرات المطر المزعجة والأجواء الصّاخبة ... إلّا أنّني أحبّ مسيرة حياته... أحبّ تلك العبر الّتي يعلّمني إيّاها ويجعل من نفسه ممثّلاً ليرني صحّتها ... فبعد أن تشتدّ الرّياح وينتشر الغبار في الجوّ معلناً ثورانه وتهتزّ الأغصان وكأنّها في مسيرة غضب ، يتهاوى على ركبتيه ويستكين لهذي الجموع والمصائب بعد أن فقد السّيطرة عليها، فيبكي ... ويبكي ... ويبكي بدموعٍ غزيرة حزينة... حتّى لتهدأ الرّياح وتندم على ثورانها ، ويدفن الغبار نفسه على الطّرقات مختاراً أن يكون تحت مداس الأقدام على أن يقف في وجه ذاك البائس الحزين ، والأغصان تهدأ وترتعش حزناً وترفع علم الاستسلام ، وأمّا هو ... فيمسح دموعه بعد أن كانت سبباً لانتصاره ،ويرحل مودّعاً تاركاً وراءه ألوان قوس قزح تعبّر عن بهجته ، وينادي الشّمس لتشرق من جديد لتعيد الأمل والحياة ، وتجعل لنا من آلام الشّتاء عبرة لكلّ إنسان مستاء ، حيث تكتب بالأزهار الّتي استيقظت بعد سباتها: ÷ ممكنٌ أن تكون الدّموع دليلاً على الضّعف وممكنٌ أن تكون وسيلة للنّصر
والحياة × .
نورا كريدي