مسجد لويشم بلندن.. ملهى سابقا منارة للدعوة حاليا
سيد فاضل
الاسلام أنار حياة هؤلاءلندن- "صيحات تهليل وأصوات تكبير ودعوات بالصلاة على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم".. مشهد تكرر تسع مرات في صحن مسجد المركز الإسلامي بضاحية لويشم جنوب شرق لندن خلال شهر رمضان المبارك، معلنا في كل مرة عن إشهار أحد الأشخاص إسلامه بين جنبات المسجد الذي تحول إلى قبلة للمسلمين الجدد في لندن بعد أن كان ملهى ليليا تراق فيه الخمور وترتكب فيه جميع أشكال المعاصي والموبقات. وأصبح المسجد -بحسب إمامه محمد سليم- واحدا من أهم مراكز الدعوة في لندن؛ حيث أعلنت أعداد كبيرة إسلامها من خلاله، فيما شهد شهر رمضان وحده إسلام تسعة أشخاص.
طالع أيضا
ويضيف سليم أن رواد المسجد، الذي يتسع لما يتراوح بين ألف و1200 مصل، يستقبلون إشهار أي شخص لإسلامه بفرحة وبهجة شديدة تمتزج بصيحات التكبير والتهليل، مشيرا إلى أن الطريف في الأمر هو أن بعض الأشخاص الذين أعلنوا إسلامهم كانوا يأتون إلى الملهى للرقص فيه قبل تحوله إلى مسجد ليأتوا الآن للتوبة والصلاة فيه.
- من وكر للبغاء إلى منارة للإسلام في جاكرتا
- رمضان يضرب سوق "الجنس" بباريس!
- رمضان يكافح البطالة في بنجلاديش
وليس هذا فحسب، بل إن واحدا من هؤلاء قام بدعوة "صديقته" للإسلام؛ حيث أعلنت إسلامها وتزوج منها رسميا في المسجد.
وبهدف مساعدة المسلمين الجدد على تقويه إيمانهم أعطت إدارة المسجد الأولوية لهم في الاعتكاف خلال العشر الأواخر، يلقي خلالها الأئمة دروسا تعرفهم بأمور دينهم، وإن أكثر الفئات العمرية إقبالا على الاعتكاف تتراوح أعمارها بين 18 و25 عامًا.
ويشير الشيخ "صبري أبو رحمة" (34 سنة)، وهو أحد أئمة المسجد، إلى أن التسجيل للاعتكاف يبدأ في منتصف رمضان حيث تخصص قاعة في مؤخرة المسجد تتسع لـ 25 شخصا.
أول سنة رمضانومن بين هؤلاء المعتكفين "عبد الله لابيج" (25 سنة) وهو بريطاني أشهر إسلامه منذ خمسة شهور فقط بعد أن كان مسيحيا، ويدرس حاليا تكنولوجيا المعلومات، يقول: "هذه هي أول مرة في حياتي أصوم فيها رمضان وأؤدي عبادة الاعتكاف في العشر الأواخر من هذا الشهر الفضيل".
ويشير عبد الله -الذي كان يحمل اسم دين لابيج قبل إسلامه- إلى أن الكلمات لا يمكن أن تعبر عن مشاعره وفرحته الطاغية لدرجة أنه من الآن ينتظر شهر رمضان القادم.
ويعبر عبد الرحيم (18 سنة) وهو بريطاني من أصول تركية، عن سعادته بصيام رمضان لأول مرة هذا العام، قائلا: "هذه أول سنة أصوم فيها رمضان وأشعر بسعادة عظيمة وأنا أقف على قمة العالم لأنني معتكف في المسجد ولا أفكر في شيء سوى الله".
ويشير عبد الرحيم -الذي كان يحمل اسم "حقا" قبل إسلامه- إلى الدور الذي لعبه المسجد في "إسلامه"، حيث يقول إنه لم يكن يعرف أي شيء عن الإسلام رغم أصوله التركية، وإن كل معلوماته عن هذا الدين كان يستمدها من الشارع.
أجواء إيمانية"إسلام أون لاين.نت" كانت شاهدة على الأجواء الإيمانية في إحدى ليالي رمضان داخل مسجد لويشم؛ حيث شاركت من يخطون خطاهم الأولى في طريق النور، كما استمعت إلى دعوات المصلين وهم يحيون الليالي الأخيرة من رمضان ويلتمسون ليلة القدر المباركة بقراءة القرآن والدعاء.
وفى وقت الإفطار وقبل صلاة المغرب ينتشر شباب من المتطوعين يوزعون الوجبات والفاكهة على الصائمين.
ويوفر المسجد الإفطار للمصلين طوال شهر رمضان من أموال المتبرعين، بحسب الإمام محمد سليم، الذي أوضح أن المسجد يتولى كذلك جمع الصدقات طوال شهر رمضان وزكاة الفطر في أواخره، حيث تذهب إلى منظمات مثل "الإغاثة الإسلامية" والتي تتولى بدورها توزيعها على الفقراء في دول إسلامية مثل فلسطين وأفغانستان.
ملء فراغ المسلمينولا يقتصر المسجد على العبادة فقط، بل يوفر نشاطات رياضية واجتماعية تشغل وقت فراغ المسلمين، وخاصة الجدد منهم بهدف إبعادهم عن السلوكيات السلبية التي تنتشر في الشارع البريطاني.
فأبو سفيان إلياس تاونسند (23 سنة) يرأس قسم الدعوة في المسجد، ويتولى تنظيم مائدة إفطار كل يوم سبت، كما أنه مسئول أيضا عن قسم الأخوات المسلمات ونادي الشباب الذي يقام كل يوم سبت.
ويقول تاونسند، وهو بريطاني اعتنق الإسلام منذ أربع سنوات: "نحاول أن نوفر لهؤلاء الشباب بيئة نظيفة وأنشطة رياضية من تنس طاولة وبلياردو وكرة طائرة وغرفة كومبيوتر حتى يأتي شباب عديدون للنادي ويستمروا في المسجد".
ويوجد فريق كرة قدم تابع للمسجد بدأ بأطفال من عمر 12 إلى 15 سنة ثم تطور هذا الفريق حتى أصبح فريقا معترفا به فاز ببطولة كأس منطقة لويشم.
وتعتبر ضاحية لويشم التي تحتضن "المركز الإسلامى" موطنا لآلاف العائلات المسلمة، ويزيد عدد سكانها عن 250 ألف نسمة بينهم أكثر من 11 ألف مسلم.
وبدأ العمل في المركز في السبعينيات في شقة سكنية صغيرة، لكنه في عام 2000 اشترى الملهى الليلي وحوله إلى المسجد الموجود حاليا، وهناك خطط لتوسعته وذلك بشراء المنازل المجاورة وضمها إلى المركز الحالي، كما يسعى إلى بناء مركز إسلامي كبير يستقبل العدد المتضاعف من المسلمين بتكلفة تزيد على سبعة ملايين جنيه إسترليني.
اسلام اون لاين