= من حديث الوجع =
مصيبتي بمكتبتي
==============
هذه الصور لمكتبتي بعد غيابي عنها خمس سنوات، حيث لم يبق منها الا كتيبات وجملة أوراق تفرغت يومين كاملين وأعدت ترتيبها ، ولترتيبها جزء خاص لعلي أنشره غدا ---
========================

من دراسة نشرتها قبل الحرب على سوريا بعنوان
= محطات مؤلمة في تاريخ الكتاب =
سأعيد نشر جزء منها بعد الذي حل بمكتبتي وبآلاف المكتبات الأخرى في سوريا، ماكنت أحسب وقتذاك أن مكتبتي ستتعرض لهذه المصيبة –

---------------------------------
للكتاب دور كبير منذ القديم، وله مكانته وقيمته وأهميته باعتباره القناة الوحيدة لنقل العلم والمعرفة والفنون والآداب بين الناس، وثقافة الكتاب باقية مهما أخرج لنا العلم الحديث من اختراعات واكتشافات وتقنيات، وأينما يكن العلم فلا بدَّ أن يكون الكتاب موجوداً محترماً ومقدراً، فمن دون الكتاب والكلمة والحرف لا وجود للحياة، ففي البدء كانت الكلمة، وواقعنا الذي نعيشه يؤكد أن الحرف ما زال سيد الكلمة، وأن الكلمة المكتوبة والمطبوعة ما زالت تحتلُّ مكان الصدارة في حياتنا.
ومع كل الأهمية والمكانة التي حظي بها الكتاب، لم يسلم من نكبات ومصائب وقعت عليه، وعلى مدى العصور كلِّها، حيث نال الكتاب أكبر نصيب من الحرق والإتلاف والنهب والمصادرة والمنع والقمع.
فمنذ العصور القديمة، وخلال مراحل مختلفة من مسيرته الحافلة بالتنوير وإضاءة دروب البشرية، تعرَّض لملاحقات واسعة، من اضطهاد منظم، واستهداف مقصود، متمثلاً بالحرق والتمزيق والمصادرة والمنع، وبقي هذا الأمر مستمراً حتى عصرنا الراهن.
فالحكم بالإعدام على الكتب قديمٌ في التاريخ، فالفكر هو الإنسان، ولكن الانتقام من الفكر كان دوماً أشبه بشُرب السيوف من الدماء تُراق، ولكن الحياة لا تموت، وكذلك الكتب تحرق، ولكن الفكر لا يموت، والقصد من إعدام الكتب والمكتبات، وتدميرها وإبادتها، هو الإلغاء للآخر، إلغاء لفكره، وإلغاء لوجوده..! والأمثلة على إعدام الكتب كثيرة، فقد خلّدها التاريخ على صفحاته بأحرف سوداء، فجريمة العبث بمخلفات الفكر الإنساني جريمة لا تغتفر، ولا يمكن تناسيها..!
ـ من المحطات المؤلمة في تاريخ الكتاب عند العرب والمسلمين ---
ـ الفلاسفة وكتبهم ضحية الإرهاب الفكري
في تاريخنا العربي والإسلامي متناقضات عجيبة، ظهرت من اختلاف العقول والمفاهيم والثقافات.
ففي موضوع الفلسفة ظهرت عدة مدارس وأفكار، فهناك فريق أيد الفلسفة ودافع عنها، وصنف الكتب في شرحها والدعوة إليها، وهناك فريق آخر حارب الفلسفة والمنطق، وسفَّه كلَّ من تعلمها أو علمها أو عمل بها.
ومن أمثلة حرق المؤلفات الفلسفية، وإبادة المكتبات التي اشتُمَّ منها ريح الفلسفة، أذكر...
- إحراق مكتبة عبد السلام الجيلي في رحبة بغداد:
عبد السلام بن عبد القادر البغدادي المدعو بالركن، توفي سنة 611هـ/1214م، قال عنه القفطي... قرأ علوم الأوائل من فلسفة وفلك، وأجادها، واقتنى كتباً كثيرة في هذه العلوم، واشتهر بهذا الشأن شهرة تامة، ونال مرتبة عالية عند الخليفة الناصر لدين الله العباسي، فحسده كثيرون لقربه منه، فأطلقوا العَنان في بثِّ الدعايات ضده، ومما قالوه عنه، إنه معطل، وإنه يرجع إلى قول أهل الفلسفة، فصودرت كتبه، ووجدت كتب الفلسفة من جملتها، وصدرت الأوامر بمحاسبته، فعين الوقت والمكان، بعد صلاة الجمعة في مكان عام ببغداد يعرف بالرحبة، وأن يحاكم على مرأى ومسمع الناس، وأن تحرق مكتبته كذلك، وكان الحكَمُ فيها عبيد الله التيمي البكري المعروف بابن المارستانية، حيث وضع له منبر، وصعد عليه، وخَطب خطبة لعن فيها الفلاسفة، ومن يقول بقولهم، وصار يَذكره بالشر، وكان يُخرج الكتب المُصادرة كتاباً كتاباً، فيتكلم عليه، ويبالغ في ذمه وذم مصنفه، ثم يلقيه من يده لمن يلقيه في النار.
ويقول القفطي... أخبرني الحكيم يوسف السبتي الإسرائيلي، قال:
[كنت ببغداد يومئذٍ تاجراً، وحضرت المحفل (المحرقة) وسمعت كلام ابن المارستانية، وشاهدت في يده كتاب (الهيئة) لابن الهيثم، وهو يشير إلى الدائرة التي مثَّل بها الفلك، وهو يقول: وهذه الداهية الدهياء والنازلة الصماء والمصيبة العمياء، وبعد إتمام كلامه خرقها وألقاها إلى النار، قال: استدللت على جهله وتعصبه، إذ لم يكن في الهيئة كفر، وإنما هي طريق إلى الإيمان، ومعرفة قدرة الله جل وعز فيما أحكمه ودبَّره].
ثم عوقب بالسجن لاشتغاله بالفلسفة، إلى أن أُفرج عنه سنة 589هـ/1193م.
هذه المأساة التي أحاقت بمكتبة الركن عبد السلام الجيلي، تعد صفحة سوداء من صحائف اضطهاد العلم، ومناهضة حرية الفكر في العصور السابقة.
فهل كان يتوقع عاقل أن تقام حفلات إحراق الكتب في بغداد دار الحكمة، في بغداد عاصمة العلم والكتاب والعلماء.
في بغداد التي فيها تمت ترجمات علوم الأمم السابقة، في بغداد أم مدارس علوم الفلسفة.
- ابن المرخم
لأجل الفلسفة وعلومها وتعاطيها، أحرقت مؤلفات القاضي ابن المرخم مع مكتبته التي تضم مؤلفات فلسفية، وبعد ذلك سجن...
إنه أبو الوفاء سديد الدين يحيى بن سعيد، أقضى القضاة ببغداد أيام المقتفي العباسي، جاء في الكامل لابن الأثير والمنتظم لابن الجوزي ومرآة الزمان لسبط ابن الجوزي، أن الخليفة العباسي المستنجد بالله الذي قتل مخنوقاً بالحمام سنة 566هـ أحرق مكتبة ابن المرخم، وورد أنه حبسه وصادر أمواله وأحرق كتبه لوشاية وصلته أن القاضي يرتشي... ولكن وإن ثبتت الرشوة عليه فما ذنب مكتبته، لماذا ينتقم منه في مكتبته الواسعة التي كان فيها الكثير من كتب الطب والفلسفة.
ويؤكد ابن الجوزي أن مما أحرق من مكتبته كتاب الشفاء لابن سينا، وكتب إخوان الصفا، وقد أحرقت في الرحبة، وأكد ابن كثير أنه كان في مكتبته الكثير من كتب الفلسفة فأحرقت كلها، وذلك في سنة 555هـ، 1160م، والحقيقة أنهم ليحرقوا الكتب الفلسفية الموجودة في مكتبته تحيلوا بأنه يأخذ ويتعاطى الرشوة.
- الآمدي
ولد علي بن أبي علي بن محمد الثعلبي سيف الدين في آمد سنة 551هـ/1156م، ودرس العلوم العقلية في الشام قبل أن ينتقل إلى مصر، حيث تصدر بالجامع الظافري بالقاهرة سنة 592هـ، وقد أدى اشتغاله بالعلوم الفلسفية إلى رميه بالإلحاد (وهذه التهمة تكفي لقتله) ففر إلى مدينة حماة، ومن مؤلفاته، كتاب في العقيدة صنفه سنة 612هـ، بعنوان (إبكار الأفكار)، وله أيضاً كتاب شرح فيه كتاب الإشارات لابن سينا.
ومن حوادث إحراق كتب الفلسفة، أنه في سنة 548هـ/1153م أمر السلطان الغزنوي بإحراق كل ما كان في علم الكلام، مع كتب باقي الطوائف من الفرق الإسلامية غير السنة، وبعد سنتين أحرق جنود الأمير حسين مكتبة غزنة في أفغانستان، عندما أحرقوا المدينة.
ـ ابن حبيب القصري
أصابته نقمة المأمون الموحدي، فقتله وصلبه لاشتغاله بالفلسفة وعلوم الكلام.
حريق مكتبة يوسف أبو الحجاج المراني بإشبيلية
كان عنده مكتبة ضخمة في علوم الطب والفلسفة والفلك، وكان يعير أصدقاءه منها، لكنه عدمها حرقها بعدما علم أن أمير المؤمنين علم بها، وما لم يحرقه بنفسه أخذه السلطان، وذلك أيام الموحدين.
لكن يبقى ابن رشد الحفيد، وابن حزم، من أشهر مَن امتُحن بالأندلس.
- ابن حزم الأندلسي (394 ـ 456)
عُرف ابن حزم قاضياً وفقيهاً ومجتهداً، وشاعراً أديباً ألمعياً، عده المستشرقون المؤسس الحقيقي لعلم مقارنة الأديان، كان حادَّ اللسان في التعرض لفقهاء عصره الجامدين، لذلك عُذِّب وشرِّد ونفي وسجن، فقد استطاع الفقهاء أن يؤلبوا عليه المعتضد بن عباد حاكم إشبيلية، وتوصلوا إلى استصدار قرار يقضي بإحراق كتبه علناً... وهذا ما حدث.
وذنب ابن حزم... أنه كان دائماً لا يحب ولا يقتنع بترديد آراء غيره، كما أنه لا يأخذ عن السابقين، إنما كان يعاود النظر في المسائل، وكان مهتماً بتفهم كل شيء، فاستقل بفكره، فقد عرف عنه تفتحه العقلي، لكن هذا الأمر جعله يفضح الفقهاء الجامدين المتنفذين، فرموه بالإلحاد والكفر والضلال، وطاردوه بدعاياتهم في كل مكان، ولما لم يقدروا على إسكاته، استعانوا بالمعتضد حاكم إشبيلية، واستصدروا فتوى بتحريم النظر فيما كتبه، ولولا أن بعض تلاميذه حملوا كتبه إلى الشرق، لما انتشرت كتبه في الآفاق.

- أبو الوليد ابن رشد الحفيد (520 ـ 595هـ)
كان عالماً موسوعياً، طبيباً، فلكياً، رياضياً، فيلسوفاً، فقيهاً، منطقياً.
عاش في قرطبة، وحظي على مكانة مرموقة عند الموحدين حكام إشبيلية، فقضى ردحاً من حياته في بلاطهم.
ـ في أول لقاء له مع يوسف بن عبد المؤمن الخليفة، أخفى معرفته بالفلسفة، نظراً للوضع السائد في نفوره من الاشتغال بهذا العلم، لكن محاورة دارت بينهما جعلته يُظهر ما كان يخفيه، ثم انصرف وشجعه على ترجمة وشرح كتب أرسطو الفلسفية، كما ألف ابن رشد عدداً من الكتب والرسائل في الفلسفة، وترجمت كتبه إلى اللاتينية حيث تلقفها الأوربيون وتعصبوا لها.
ـ كان موقف ابن رشد وسطاً، فإن بعض المؤرخين يرون أنه قد خرج في فلسفته بين الفكر الفلسفي المحض، وبين التصورات التي جاء بها الإسلام حول الحياة والكون، ولذلك فهو في موقف وسط بين مهاجمين الفلسفة، وبين ما أعطوها أكبر من حجمها.
ـ لكن الحظ لم يستمر مبتسماً لابن رشد، فكما قربه الساسة من أجل فلسفته، أبعدوه من أجلها أيضاً، فقد نُكب في عهد المنصور وأبعد، ومُنعت كتبه من التداول، وبقي على هذه الحال مدة سنتين، ثم عاد مرة أخرى للمنصور، وتوفي بعد ذلك بقليل.
ـ الكتاب ضحية الإرهاب الفكري.
ألغى البعضُ كُتَبَ البعض الآخر، غيرةً وحسداً، وتعصباً وجهلاً، وما فعلوا ذلك إلا ليُلغوا فِكْرَ مَن يحسدونَه، أو يتعصبون ضده، ومن أمثلة ذلك، ما حدث مع بعض كتب أبي العلاء المعري...
- كتاب الفصول والغايات للمعري = يمحى تعصباً وجهلاً
شخصية المعري شخصية إشكالية في تاريخنا الأدبي، مثله مثل ابن حزم الأندلسي، وابن رشد الحفيد، والسهروردي وأمثالهم...
فمجرد ذكر اسمه أمام البعض، يرتعدون لذلك، وكأن أفعى قد لسعتهم...
لنذكر قصة مكتبة كان فيها أحدُ مؤلفاته المهمة التي شغلت العرب، كما شغلت كبار المستشرقين أمثال أوجبت فيشر... جاء في معجم الأدباء وغيره:
أن رباط المأمونية يقع في إحدى محلات بغداد القديمة، وكان فيه مكتبة، يقول ياقوت الحموي في ترجمته لابن الدهان النحوي الضرير الواسطي المعروف بالوجيه، توفي سنة 612هـ/1215م. أنه حضر مرة بدار الكتب التي برباط المأمونية، وخازنها يومئذٍ أبو المعالي أحمد بن هبة الله.... فجرى حديث المعري... فذمه الخازن، وقال: كان عندي في الخزانة كتاب من تصانيفه فغسلته، فقال له ابن الدهان: وأي شيء كان هذا الكتاب؟ قال: كتاب (نقض القرآن)، يُريد به كتاب الفصول والغايات، الذي طُبع بعضه في القاهرة، فقال له: أخطأت في غسله، فعجب الجماعة منه وتغامزوا عليه، واستشاط ابن هبة الله، وقال له: مثلك ينهى عن مثل هذا، قال: نعم، لا يخلو أن يكون هذا الكتاب مثل القرآن أو خيراً منه أو دونه، فإن كان مثله أو خيراً منه، وحاشى لله أن يكون ذلك، فلا يجب أن يفرط في مثله، وإن كان دونه، وذلك ما لا شك فيه، فتركه معجزة للقرآن، فلا يجب التفريط فيه، فاستحسن الجماعة قوله، ووافقه الخازن ابن هبة الله على الحق وسكت، ولكن الكتاب كان قد ذهب بالغسيل، فما أشطرَنا بإلغاء الآخرين!
- الكاثوليك الفرنسيين يحرقون كتب مخالفيهم في ساحات باريس
اشتهر في القرون الوسطى في فرنسا تعنت الكاثوليكيين إزاء غيرهم، خاصة اليهود والبروتستانت، خاصة بعد ظهور دعوة مارتن لوثر وانتشارها في معظم البلاد، وكنوع من إلغاء الآخر، أصدر الكاثوليكيون الفرنسيون حكما بإحراق كتبهم وكتب اليهود معاً، ومن هذه الحرائق، ما شاهدته ساحات باريس، حيث حشدوا جميع النسخ المخطوطة للتلمود وغير التلمود ونقلوها على أربع وعشرين عجلة إلى ساحات مدينة باريس، وهناك أضرموا فيها النيران على مرأى من سكان العاصمة فالتهمتها بأجمعها.
ويذكر التاريخ أن القرن السادس عشر شهد كثيراً من حفلات إعدام كتب البروتستانت في فرنسا.
إحراق مكتبة أوكسفورد بإنكلترا....
ومن جملة الحرائق التي أدت إلى خسارة فادحة من الكتب المطبوعة والمخطوطة، والتي سطرها التاريخ بأسف شديد.
الحريق الذي حصل بإنكلترا في القرن السادس عشر، بعد الانقلاب الديني انقلاب (مارتن لوثر)، فإن مكتبات كثيرة أحرقت في ذلك العصر، أهمها مكتبة أوكسفورد الثمينة بمخطوطاتها النادرة، فإن كرمويل (1599 ـ 1658) أبادها في أواخر حياته.
- حريق المكتبة الملكية في القسطنطينية تعصباً
ـ في عام (477م) التهمت النار خزانة الكتب التي شادها قسطنس الثاني (531 ـ 361م) ابن قسطنطين الكبير في عاصمة مملكته وكانت تشتمل على (120 ألف مجلد) من المخطوطات الثمينة، فاحترقت كلها، ثم أنشئ على أنقاضها مكتبة ملكية ضمّت (33500) مخطوطاً.
ولما تولى لاون الثالث الأيسوري (717 ـ 741م) عرش القسطنطينية، وكان عدواً للاقليرس، ومُضطِهداً للأيقونات، وجد في عمّال المكتبة خصماً شديداً لدوداً، فانتقاماً منهم أحرق المكتبة عام (726م)، بما فيها، ومَن فيها من الخُزَّان والنُّسَاخ والخُدَّام.
- الأريوسيون والنساطرة يحرقون كتب خصومهم
روى عبد يشوع الصوباوي قصيدته التي أحصى فيها مشاهير الكتبة ومؤلفاتهم، أن الأريوسيين أحرقوا ستين كتاباً من تصانيف ديودروس الطرسوسي. وفعل مثل ذلك خصوم نسطور، فأتلفوا مؤلفاته، وجميع الكتب التي تحوي شيئاً من تعاليمه وأحرق برصوما النسطوري سنة 496م طائفة كبيرة من مخطوطات دير الشيخ متى في جبل القاف قرب الموصل بالعراق، لأنها كانت تحتوي على تعاليم مخالفة للنساطرة.
- إحراق مخطوطات السريان والأرمن في القسطنطينية
في عام (1061م)، أمر قسطنطين العاشر دوق قيصر الروم (1059 ـ 1067م) أن ينفى من عاصمته كل مَن فيها من السريان والأرمن، أو يخضعوا لتعليم المجمع الخلقيدوني المسكوني، فرفض هؤلاء أمره، وبقوا مصّرين على البقاء في معتقدهم، فأمر الملك بإحضار مخطوطات السريان والأرمن وأنية بيعتهم، وأحرقها بأجمعها في وقت واحد.
ولم يكتف بهذا... إنما أحرق البيعتين التابعتين لهما، ورحَّل عن العاصمة قسوس السريان والأرمن، وعلى إثر ذلك نزع أغلب أبناء الملتين إلى عقيدة القيصر المشار إليه.
- مطران غوا البرتغالي يحرق كتب النساطرة الملباريين
في أواخر القرن السادس عشر الميلادي، اشتهر (الكسيس منش) رئيس غوا البرتغالي، وغوا هي جزيرة في الهند استعمرها البرتغاليون، وفي سنة (1599م)، عقد المطران الكسيس مجمعاً في ديامبر، حضره (813) شخصاً من كهنة النساطرة وأعيانهم الذين انضموا في ذلك العهد إلى الكنيسة الكاثوليكية، وأحدث ذلك المجمع قوانين جديدة لنساطرة الملبار المتكثلكين، أدخلت في مؤلفاتهم الدينية القديمة، ولم يكتف المطران الكسيس بذلك... بل أمر أن تحرق جميع الكتب الطقسية التي كان يستعملها النساطرة في تلك الأمصار، ثم قرر في المواد (14 ـ 15 ـ 16) من أحكام مجمع ديامبر، ما ملخصه.... فلنحرق كتب فروض المجيء والميلاد التي مزّقناها قطعاً قطعاً، ومن حوى مثل هذه الكتب، ولم يرسلها إلى المطران خلال شهرين منذ اطّلاعه على هذا الحكم... فإنه يسقط في الحرم.
= من دراسة طويلة نشرتها سابقا =