الطعن بـ"الحراب" في"موقعة" معرض الكتاب
أخي أبا أسامة ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
في خضم ال(الصراع) الدائر بسبب معرض الكتاب المقام في العاصمة الرياض،وضعت العنوان الذي يتربع على رأس هذه الأسطر،ثم صرفت النظر عن الموضوع ... ولكنني حين اطلعت على الرسالة الواردة عبر رسائل المجموعة،وتحديدا عبر الرسالة رقم (2773)،والتي بعث بها الأستاذ الكريم عصام المعمر،وبالمنسبة أجدني أتفق مع الأستاذ الكريم في معظم ما كتب، ومع تعليقاته على المواضيع المنشورة، عبر رسائل المجموعة. وقد لفت تنظري التعليق الذي جاء في ختام هذه الرسالة التي أعادتني إلى الكتابة عن معرض الكتاب،ولا أدري إن كان التعليق للأستاذ الكريم (عصام)،أم لغيره. على كل حال يقول التعليق :
(نرجو من الجميع نشر هذه الرسالة وإيصالها إلى ولاة الأمر والعلماء والمشايخ والمسؤولين ولعامة الناس وخاصتهم حتى يعلموا على ماذا احتسب المحتسبون).
بعد التعليق توجد قائمة – مع صور أغلفة الكتب – بكثير من الكتب،وقد كُتب تعليق تحت غلاف كل كتاب،مثل (الإباحية والجنس الفاضح)،كُتبت تحت ثلاثة كتب على الأقل.
الأمر برمته – قبل هذه الرسالة وبعدها – يقذف بي إلى لجة من الحيرة!! أفهم تماما – وأقدر – النية الطيبة لأصحاب الحملات ضد معرض الكتاب،كما أنني لا أشك أن جزء من الموضوع يتعلق بالصراع بين (التيارين). ومع ذلك فإن سؤالا صغيرا يطرح نفسه : كم يدفع أصحاب دور النشر للترويج لكتبهم؟! ثم هل هناك ترويج أكثر من نشر هذه القائمة،مع وضع تعليق يبين نوع المخالفة (المثيرة ) في الغالب،فأي خدمة مجانية تم تقديمها للناشرين؟!! ثم أين نحن عن (فقه الواقع)؟ والواقع يقول أنك كلما بالغت في التحذير من شيء دفعت – أو دفع حب الاستطلاع – إلى البحث عن تلك (الممنوعات)،هل هذا صحيح أم لا؟ صواب هذا الرأي لا ينكره إلا من لا عيش الواقع.. بل إن (حب الاستطلاع) تجاوز حده وصل إلى تناقل خبر (نزول) الفيلم المسيء للحبيب صلى الله عليه وسلم – أو كتابا يسيء للإسلام – فيتلقفه (الملتزمون) وتطير به (الإيميلات)!!! إذا كان (التشهير) هو ما يبحث عنه القائمون على معرض الكتاب،فهل من (الفقه) أن نساعدهم على ذلك؟! إن (روح العصر) – عبر النت والفيس والتويتر – تقضي بأن تكون مقاطعة معرض الكتاب – في حالتنا هذه – وإخماد ذكره،هي الوسيلة الأنسب. ثم أين هو الكتاب الذي لا يتوفر عبر الشبكة العنكبوتية؟ لاشك أنها قليلة بالنسبة إلى عدد الكتب المتوفرة.
إذا هل نقول : شكرا لمن أعطانا عناوين الكتب الفاضحة،لنبحث عنها عبر النت؟!!!!!!!
الأسطر السابقة تمثل الملمح الأول فقط.
الملمح الثاني : تذكرت ما أخبرني به أحد إخواننا،من قيام (البعض) بالمطالبة بالاكتفاء بتدريس الفقه الحنبلي،وعدم تدريس بقية المذاهب في كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية!!! تذكرت ذلك وأنا أرى كتبا – ضمن القائمة التي بعث بها الأستاذ الكريم (عصام) – مثل : (أعلام اليهود في العراق الحديث)،ويقول التعليق (اليهودية)!!! ما قيمة هذا الكتاب؟! وهل اليهودية أصلا (تبشر) بدينها؟!! وكم عدد من يهتمون بكتاب عن أعلام اليهود؟!! وكتاب آخر "النخب السعودية : دراسة في التحولات والإخفاقات" محمد بن صنيتان. أما التعليق فهو : (التهجم على سياسة الملكة العربية السعودية في التعيينات الوزارية وأعضاء الشورى وهيئة كبار العلماء). ومثله كتاب عُلق عليه بأن مؤلفه يصف الملك عبد العزيز – رحم الله والديّ ورحمه – بالعمالة للإنجليز ... وهذا (تحريض) لا يليق بالإسلاميين،كما أنهم طالما اشتكوا من تحريض (التيار الآخر) ضدهم ... فهل يليق بهم (التحريض)؟!! لم تنجح الرسالة في تحريضي على البحث عن الكتاب وقراءته،ولكن على كل حال لا يتخط الأمر (وجهة نظر) – أو فرية – يرد عليها،أو تهمل ..
الملمح الثالث : أحد الكتب تم التعليق عليه بالعبارة التالية : (الدعوة إلى السفور ونبذ الحجاب)!!! مؤلم أن تشعر أنك أمام تعليق لا ينتمي إلى هذا العصر!!!!! العصر الذي تتهرب فيه (مذيعات) تلفازك الرسمي من الحجاب ... العصر الذي يبيح فيه أحد مدراء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. الاختلاط و(تفلية شعر الأجنبي) و (إردافه المرأة الأجنبية) .. ثم نجد من يعترض على كتاب بالقول : الدعوة إلى السفور ...!!!
انتهى ما يتعلق بالرسالة التي وردتني عبر مجموعة الدكتور عبد العزيز قاسم البريدية.
قبل كل شيء الأسطر التالية تشتمل على عبارات ((غير لائقة))فمن لا يرغب في قراءة مثل تلك العبارات،فعليه التوقف هنا ..
بأمانة شديدة أقف حائرا،وأنا أطالع (الحرب) الدائرة على ساحة معرض الكتاب،ومكمن الحيرة أن تركيز المعترضين ينصب على الطعن في الذات الإلهية والطعن في الإسلام ثم الفحش ..ولا خلاف على صحة ما ذهبوا إليه ... ولكن المحير أن الأمر بدا وكأنه يدور مع (معرض الكتاب) .. وكأن الكتب السيئة غير متوفرة في مكتباتنا،وبعضها متوفر قبل عقود ... أو قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م.
غني عن القول أن الأمر لا يتعلق بالدعوة إلى السماح بكتب الإلحاد والفحش .. ولكنه يتعلق بهذا التركيز العجيب على معرض الكتاب!! والسؤال الذي يطرح نفسه – مرة أخرى - هل قرأ أستاذتنا الكرام كتب تراثنا المحشوة بالألفاظ الفاحشة والمباشرة؟!! ألا يعلمون بوجود كتب تباع في مكتباتنا،محشوة بالفحش والتندر على الدين والسخرية منه؟!! إذا كانوا لا يعلمون فتلك مصيبة ... وإن كانوا يعلمون ويسلطون الضوء على معرض الكتاب،متجاهلين الكتب التي تباع خراج المعارض ... فتلك مصيبة أكبر!!
في الأسطر التالية سنقف ثلاث وقفات،خاتمة .. أو أكثر.
الوقفة الأولى : لن أتحدث عن كتب (نادرة) أو غير متوفرة – مثل "نثر الدر" للآبي،ولكن تضخيم أمر الألفاظ الفاحشة – على سوءها – لابد أن يحيلنا إلى تفسير ابن كثير،وتحديدا عند تفسير (الرفث)،وهو أمر دفع بالقائمين على موقع (مناسك) بالقيام بــ(تصرف) بسيط،لم يتجاوز إبدال حرف بآخر :
(.. أن نافعا أخبره أن عبد الله بن عمر كان يقول : الرفث إتيان النساء،والتكلم بذلك للرجال والنساء،إذا ذكروا بأفواههم. قال ابن وهب : وأخبرني أبو صخر عن محمد بن كعب مثله،وروى ابن جرير بسنده عن ابن عباس أنه كان يحدو وهو محرم :
وهن يمشين بنا هميسا ******* إن يصدق الطير (ننل) لميسا )) {في الهامش : تفسير ابن كثير (1/319) بتصرف بسيط}.
وحتى لو لم تثبت القصة عن سيدنا ابن عباس،فيكفي إيرادها من قبل إمام في قامة ابن كثير.
أما الكتب المتوفرة في معظم المكتبات (الإسلامية) مثل (الأغاني) و(رسائل الجاحظ)،بل ومعظم كتب الجاحظ .. وعشرات من كتب التراث،فحدث ولا حرج ... من قصة (المخنث) الذي كان يسعى في زواج امرأة فإذا وفق بين (الرأسين) .. احتال حتى (يزني ) بالمرأة – برضاها – ثم يحتال حتى يفعل به (الزواج) فاحشة قوم لوط – عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام – وقصص (أبي نواس) التي تسخر من الدين،واجتماعه مع مجموعة من السكارى،ثم قراراهم أن (يصلوا)،فلم يجدوا غير (جارية) ترتدي ملابس شفافة،فأمتهم،فلما سجدت بدا منها (كذا) فقفز (النواسي) فقبله ... وفي الأغاني تلك الجارية التي قُبض عليها (تفعل) بأحد المخنثين،بـ( الكير باخ) – آلة صناعية – فحملت على حمار ليشهر بها،فسألها (رجل)عما بها،فشتمت الرجال .. وقالت منذ أن خلق الله آدم وأنتم (تفعلون) بنا .. فلما فعلنا بكم مرة واحدة .. شهرتم بنا ... فما الفرق بين هذا الفحش وبين الفحش الذي تحتوي عليه الروايات التي تم التشهير بها،وبعضها لا يصل إلى عشر ما ورد في كتب التراث؟!!!!! كتب (الأدب) طبعا .. أما دواوين الشعر .. فمصيبة أخرى .. مما دفع بمحقق (ديوان بشار بن برد) إلى الاكتفاء بإثبات الأبيات السيئة دون شرحها!!!!! كما قام الشيخ عبد الله كنون في شرحه لقصيدة (الشمقمقية)،بإثبات بتي (تمنع مس ثوبها لجسمها .. ثلاثة مثل الأثافي في الرقي ...إلخ) ولم يتجاوز شرح المفردات في معناها المعجمي.
الوقفة الثانية : سوف أكتفي ببعض الأمثلة من روايتين،الرواية الأولى اشتريتها من (معرض الكتاب الإسلامي ) بالجامعة الإسلامية،في حدود سنة 1407هـ،ومن مكتبة قادمة من الرياض،أي أن الكتاب (مفسوح) من وزارة إعلام!! بمعنى آخر الكتاب لم يسقط علينا عبر (بارشوت) معرض الكتاب!! طبعا ليست لديّ نية لإشهار الروايتين،لذلك لن أذكر اسم أي مهما :
(ألم تقتنعي بعد أن الزواج،اغتصاب دائم؟){ص 24}.
تقول "سلام" عن زوجها : ( وجدت نفسي أهينه أحيانا أمام أبنائنا وأصدقائنا. (..) ولكننا نادر ما ننام معا. وإذا أصر أحينا أتركه يغتصبني دون مقاومة. تأمل،إنه لا يغضب لعدم تجاوبي. ينام فوقي ويكافح لوحده. وعندما أغيب يبحث عني يغار عليّ ){ص 152}.
وعن أحد شخصيات الرواية نجد التالي :
(كان يحب أن يتحدث مع أمه مطولا بدل أن يصغي بأدب مصطنع لوالده يردد مواعظه السخيفة. (..) منذ قرأ رواية (؟؟) فتساءل مرارا فيما إذا كان أبوه ينزع عن وجهه ذلك القناع الصارم عندما ينام مع زوجته. وترسخت أحاسيسه هذه حتى أصبحت تطارده باستمرار عندما قرأ رواية (..) وما إن انتهى من قراءة الكتاب حتى تساءل هل يقبل والده أمه أم يدخل عليها في الفراش فتفح ساقيها وتنتظر بصبر انتهاء العملية؟ هل يضع ساقيها على كتفيه ويدخل فيها بصمت دون أن يضع مسبحة الصلاة جانبا؟){ص 60}. كما نجد : (ثم تدخلت (منيرة) وكانت تحمل كأسا مشعا،"أنا أعتقد أن الحب مثل العائلة والزواج،استعباد من نوع آخر. ما نسميه التزام بشخص واحد يحتكر حياتنا ونحتكر حياته (..) لذلك لا أرفض العائلة والزواج فحسب بل أرفض الحب. لماذا أكرس نفسي لشخص واحد وأصر أن يكرس نفسه لي.){ص 180}.
وفي مكان آخر :
(ليس الموضوع موضوع عجز فحسب .. لأنها لا تستطيع أن تؤمن معيشتها بنفسها يصبح الرجل هو مصدر رزقها الوحيد. كما يتحمل الرجال أسيادهم في العمل ويعايشون استبدادهم،كذلك المرأة مضطرة أن تعايش استبداد سيدها في البيت.){ص 300 – 301}.
وتقول "سلام" :
(يجب أن أخبرك ماذا فعلت مرة ... فرصة مجيء شيخ أزهري إلى بيتنا ليعطي إخوتي دروسا خاصة،فكتبت على دفتر فروضه بخط أحمر : النساء قوامات على الرجال،وللنساء عليهم درجة،وانكحن ما طاب لكن من الرجال؟" وضحك عبد الهادي .. وصرخ : "لا أصدق .. لا أصدق .. أعجب أنه لم يخطر لأية امرأة أن تفعل ذلك من قبل طيلة هذه الأجيال." (..) هل تعرف ماذا اكتشفت؟ اكتشفت أن المجتمع جبان إذا صرخت يصغي لك. طالما أنت صامت يمعن في الظلم.){ ص 142}.
هذا غيض من فيض .. وفي كتاب متوفر سنة 1407هـ،و أين؟! في معرض الكتاب الإسلامي!!!!!!!
الرواية الثانية،ودون ذكر اسمها أيضا،وهذه الرواية اشتريتها من (الطائف) في حدود سنة 1413هـ :
ورد في الرواية وصف (الحبيبة) بــ(المعبودة) 88 مرة.. ثم : (كانت معبودتك إلها قاسيا ساخرا){ص 331}.
و (احتقرت قمر ونرجس فذق هجر الآلهة ){ص 331}. و (أنت يا إلهي في السماء وهي في الأرض){ ص 130}. كما يقول "حسين" :
(إنك تجد دائما وراء الأمور إما الله وإما سعد زغلول).{ ص 184}. وأيضا :
(فقال إسماعيل وهو يغمز حسن سليم بعينه :
استعينوا على قضاء .. لا أدري ماذا بالكتمان قالها عمر بن الخطاب أو عمر بن أبي ربيعة أو عمر أفندي،والله أعلم){ ص 266}.
كما ترد أكثر من إشارة إلى (الداروينية) :
(يا له من رجل طيب! إنه يطمع في أن يحمله على مهاجمة العلم {نظرية داروين} في سبيل الدفاع عن أسطورة {خلق الله سبحانه وتعالى لأبينا آدم }){ص 347}. وجاء في نفس الصفحة أيضا : (إذا سمعت غدا أن الأرض مسطحة وأن أصل الإنسان هو آدم فلا تدهش).
(.. قوارير الديواري،والجوني ووكر،وترامت من الخارج ضحكات ملعلعة كالأذان غير أنها تدعو للفجور (..) وفيما وراء الصورة عكست المرآة منظر رجل عجوز وهو يرفع كأسه إلى فيه ثم يتمضمض بحركة أرنبية ويزدرد الشراب،ثم يقول لجليسه بصوت مسموع : "المضمضة بالويسكي سنة عن جد لي مات وهو يسكر.){ ص 363}.
(وخاطب (كمال) إسماعيل قائلا :
هارون الرشيد يخطر في بهو الحريم ..
فتساءل إسماعيل ضاحكا :
ألم تعجبك جارية يا أمير المؤمنين؟
كانت تقف عند هذا الباب الخالي،ترى أين ذهبت؟
مع زبون في الداخل يا أمير المؤمنين،فلينتظر مولانا حتى يقضي أحد رعاياه وطره ){ص 366 }.
(ولكني أردت أن أبرهن لك على أن المرأة الملاك لا وجود لها بل ال أدري إن كنت أحبها إن وجدت فإني مثلا – كأبيك – أحب الأرداف الثقيلة،ولو كان الملاك ذا أرداف ثقيلة لتعذر عليه الطيران ..){ص 379}.
وأخيرا : ( الله نفسه لم يعد الله الذي عبدته قديما،إني أغربل صفات ذاته لأنقيها من الجبروت والاستبداد والقهر والدكتاتورية وسائر الغرائز البشرية ){ ص 385}. تعالى الله عما يقول الكافرون علوا كبيرا ... وسبحان الله ما أشبه هذا الكلام بكلام (عبد الله القصيمي)!!!!!!!
مرة أخرى .. هذا كتاب اشتريته من مكتبة في مدينة الطائف،ويباع بشكل علني ،أي أنه – هو أيضا - (مفسوح) من قبل وزارة الإعلام،أو من فرعها.
الوقفة الثالثة : هذه الوقفة تبدأ بالسؤال التالي : كم عدد النسخ التي سوف تباع من أي كتاب من تلك الكتب "السيئة"؟! حتى لو تضاعف عدد مبيعاتها بسبب تلك (الدعايات المجانية)!!! مهما بلغ عددها فلا نستطيع أن نقارنه بتوزيع الصحف ... الصحف المتاحة للجميع في الطائرات وفي المكتبات العامة ومكتبات الجامعات والمكاتب الحكومية،ويأخذها بعض الموظفين إلى بيوتهم ... لماذا لا تثار على تلك الصحف (ضجة) مثل الضجة التي تثار ضد معرض الكتاب؟!! سبق أن نقلت لكم – بالتوثيق – نشر جريدة (الشرق الأوسط) لاعترافات (مونيكا)،ووثقت لكم ما قام به أحد الشيوخ – رحم الله والديّ ورحمه – من إثبات أن الجريدة المذكورة حولت عبارة في التقرير الإنجليزي من (الكناية) إلى (التصريح) .. ونشر ذلك في جريدة (البلاد)،ولعل بعضكم يعرف المقابلة التي نشرتها جريدة (الرياض) مع أحد الأستاذة ونسبت إليه وصفا (دقيقا) لطريقة الكشف على المرضى ... نشرت ذلك في نسختها الإلكترونية،دون النسخة الورقية!!! فرفع الأستاذ قضية على الجريدة (وربحها) ... ثم تجاوز الأمر تلك القضية لتصل إلى الإساءة إلى أنبياء الله عليهم السلام،وذلك حين نشرت جريدة (الرياض) – عبر نسختيها الورقية والإلكترونية – مقالة لفهد عامر الأحمدي حول الكتاب المقدس (المحرف)،والذي اعتبره من (الروايات المحظورة)،ومما جاء في المقالة :
(أما لوط {عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام} فجاء في أخف الروايات أنه عرض بناته على رجال سدوم (حسب سفر التكوينGenesis19:1-11) غير أن هناك رواية تقول أنه عرض عليهم زوجته فيوافق رجال سدوم ويغتصبونها بشكل جماعي حتى الصباح .. وحين تموت جراء هذا الفعل يقطعها إلى 12 قطعة ويوزعها في أرجاء المكان (حسب ما جاء في سفر القضاة judges 19) !!
وحين لا يتبقى حولهن رجال ؛ تتآمر ابنتا لوط {عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام} على والدهما فتقول إحداهن للأخرى:
يا أختاه لا يوجد رجال ننام معهم كما يفعل الناس في كل الأرض فدعينا ننام مع والدنا ونحمل منه (كما جاء في سفر التكوين Genesis 19:31-38 )..وهكذا تسقيان والدهما الخمر (لاحظ؛ نبي يشرب الخمر) حتى يغيب عن الوعي فتنامان معه وتحملان منه وتنجبان رجلين صالحين .. (وهي دعاية صريحة لزنا المحارم حيث لا ترد بعدها أي عبارة تشير إلى غضب لوط أو عقاب الله) !!
وهناك أيضا قصة الملك داود {عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام} الذي يمارس الجنس مع امرأة متزوجة فتحمل منه فيقتل زوجها كي يتاح له فرصة الزواج منها وإضافتها إلى زوجاته التسع..أما أفضل طريقة كي يتخذ الملك زوجة جديدة (كما نفهم من (Esther 2:2-18 فهي النوم كل ليلة مع فتاة عذراء جديدة حتى يجد من ترضيه وتستحق أن تكون زوجته (وهو تصرف ليس محرما فقط ، بل وفيه استخفاف واضح بمكانة المرأة)! ..){جريدة الرياض العدد الصادر يوم الأحد 7 جمادى الآخرة 1430هـ = 31 مايو 2009}.
وقد علق بعض القراء على المقالة – عبر موقع الجريدة – ومما يلفت النظر من تلك التعليقات :
(رائع يا أبا حسام : أتمنى أن أجد إنجيل عربي حتى يتسنى لي قرأته{هكذا} والذي سوف أعتبرها مثل ما قلت رواية).
وتعليق آخر يقول صاحبه :
(يعطيك العافية معلومات جديدة وجميلة).
"لا تعليق" غير أنه من الواضح جدا وجود (ضوء ) بلون ما ... أعطي للصحيفة لتتجاوز ما كانت تنشره من فحش تحت غطاء (الثقافة الجنسية) ليصل (مد الحرية : المنفلتة) إلى حد نشر ما يسيء إلى أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام.
الخواتم :
خاتمة أولى : لاشك أن شيئا من الغضب يجتاحني حين أجد كل هذا الفحش والمجون والجرأة على الدين،ينتشر في مكتباتنا ... وفي صحفنا، ثم تتم مهاجمة – أو التشهير بــ - معرض الكتاب في الرياض !!!!! ولاشك أيضا أنني كتبت تحت وطأة ذلك الغضب .. فالأمر يتكرر كلما أقيم (معرض الكتاب) في الرياض!!!!!!
خاتمة ثانية : لا يمكن لنا أن ننسى العصر الذي نعيش فيه ... والذي طغت عليه (الصورة) مما يعني أن (الكلمة) تراجعت،خصوصا فما يتعلق بالفحش ... كما أتذكر - بكل أسف - فتوى الشيخ (الكبيسي) التي قالها ... دون أن يستفتيه أحد في تلك النقطة المحددة (بين الزوجين )... كما أنه قال تلك العبارات الساقطة على شاشة يشاهدها الخلق الكثير،ومن مختلف الأعمار ... كما أنه قالها بحضور (المذيعة) .. فلا حول ولا قوة إلا بالله .. وردتني الفتوى أكثر من مرة ... ولم تردني قطعا عبر معرض الكتاب!!!
خاتمة ثالثة : هذه وجهة نظر (مشفق) فإن وُفقتْ فمن الله سبحانه وتعالى ... وإن ضلتْ طريقها بمن نفسي – الغضبى – ومن الشيطان ... وكلي أمل ألا نساهم في (إنجاح معرض الكتاب) .. ويستطيع المحتجون أن يقولوا ما شاءوا بعد أن ينتهي المعرض،لكي لا يعطوه (زخما) هو حلم كل فعالية ... ولنا أن نتصور (فعالية) لا يتحدث عنها أحد {جندت وزارة الثقافة والإعلام كافة قنواتها للترويج للمعرض وإشهاره ... حتى أنك كنت تجد المعرض على "القناة الأولى" و"الثانية" و"الثقافية" في وقت واحد .. وأحيانا على "الإخبارية" ... و "الرياضية"!!!!} ... هل تتصورون معرض كتاب يتسلى فيه العارضون بقراءة بعض الكتب المعروضة!!!
سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك .. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ... وصلى الله على نبيه الأمين وآل بيته الطيبين وأزواجه الطاهرات وصحابته الغر الميامين... إلى يوم الدين.
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني