جلست يوم في هدوء وقد مالت شمس النهار علىالغروب
نظرت نحو بحر هائج فتعطلت كل الدروب
أمسكت بيد جدتي والحزن يملا مقلتي وقلتلها .. يا جدتي
كن حكيما لا ولا تنوي البقاء
إن ظلمت وقتلت من قريب ذو رجاء
أو أهنت وقهرت من غريب ذو عداء
وسجنت وحرمت من حبيب ولقاء
لا ولا تجزع صديقي ذاك أمر من إله ...ذاكقدر ..وقضاء
لبحار هادرات ونجوم ساطعات بالفضاء
اسمع الصوت بصمت... هل سمعت صوت ..شمس بالنهار
صوت عصفور وطير ...صوت ريح وجبال.. وهضابوقفار
صوت بحر غاضب ... ماء ونار
صوت موج حامل .... حقدا فثار
صوت صبح .....عاشق ضوء النهار
صوت طرق لحديد عانق اليوم شهيدا ..بافتخار
صوت سوط من حقود ضارب عدل توارى بانحدار
صوت مزن...صوت غيث ...صوت ماء...طاهر..عذب فرات
بعد حين ...بعد زمن... حتى لو بعد الممات
نعمة الموت عظيمة ...تطوي ظلما نطوي جبرا
تطوي حزنا ...........تطوي فخرا ..
كلنا صرنا سواء .... بعد حين ..بعد حين....
من أديم الأرض صرنا .. ..كلنا صرنا...تراب ...لتراب ..
من زمان ..من عقود ..نظرت جدتي وقالت..
قلت الحياة جدتي تصهرنا ..بنيرانها..وكأنها تقتات على آلامنا
الدنيا جدتي تعشعش داخل أرواحنا وكأنهاتنام ...على أحزاننا
لتخنق فينا جدتي أحلامنا ...أفراحنا...وحتى غدنا ,,
ليولد الغد فينا ...جنينا ميتا نحمله...داخلنا ..في أمسنا ,,,وحتى صبحنا ...
فلا هو حي فنرجوه ...ولا ميت ...يرحمفندفنه ...لكنه يدفننا ..
ولا يغلب الأيام إلا من رضي
وسكتت جدتي ..ورضيت أنا ...