قصتي مع الفيس بوك
كل ما أفتح الفيس بوك..
يطالعني بسؤاله : " كيف حالك ؟" .
- أشكر الله, حالي لا بأس, ولكن لماذا تكرر سؤالك عني, ألا ترى حالي أنني لاجئ, ويقولون عندنا في قريتنا:" إذا شُفْتَ حالَه لا تسيايلوا عن حاولو" وبهذا حالي بادية لك أنها بائسة وأنها تستجدي الشفقة من المحسنين, أفهمت يا محترم؟. هزّ رأسه وهو يبرم براطمه وقدت بدا عليه أنه استاء من جوابي.
ومرة أخرى, ما إن فتحت صفحتي حتى فاجأني بسؤاله: " ما هو شعورك , أو كيف تشعر؟".
أجبته مشاعري تجمدت بفعل البرد القارس, وشعوري أنني قرفان من حالي. دخيلك اتركني وشأني حيث أنني على وشك الإنفجار في داخلي, لأنني ضربت يدي على جيبتي فما وجدت فيها شيئاً, والبرد كما ترى والأولاد جوعى والبرد يكاد يقتلهم لأنهم بلا تدفئة, فلا مازوت و غاز ولا حطب لأن كل الأشجار في القرية قطعوها منذ زمن, حتى روث الحيوانات افتقدناه, لأن كل الحيوانات في قريتنا قد قتلوها انتقاماً منها.
وفي يوم آخر، قال لي :" ماذا تريدأن تضيف ؟ , أو بصيغة الأمر :" أضف شيئاً " .ارتعدت فرائصي عندما عاجلني هاجس بأنه يريد أن يكشف دقائق حياتي وهو يراقبي كما رقابة المخبرين على مدار الساعة، وخوفي مبرر لأنني منذ ولادتي, أخبرتني أمي:" أن الحيطان لها أذان.
ومرة أخرى واجهني. بكلمة ما الجديد؟
قلت له : يا سيدي لا جديد لدي, منذ أن غادرتك آخر الليل, ما زلت غارقاً في النوم و ها أنذا استيقظت وأتيتك صاغراً, لم أخرج من غرفتي ومن سريري إلا للحمّام, قضيت حاجتي, وهذا هو جديد
وآخر يوم, طلب مني طلباً غريباً ، ( شارك أخبارك ).
يا ربي : واحد لاجئ و طفران ويستجدي قوت يومه, ما هي أخباري التي يريدها ابن الحرام أن يحصل عليها؟.
لكن هواجسي استفاقت على وقع وقاحته في الأسئلة، و لازلت أراود نفسي إن هي طاوعتني أن أرحل عن ديرة الفيس بوك المخيفة بما فيها من عيون تتلصص على خصوصياتي على مدار الساعة ..
وفهمكم كفاية، حتى لا يفاجأني يوماً بطلب غير متوقع, أو يحرجني ووقتها لا أستطيع رفض طلبه.
وكان آخرها شارك ما يجول في خاطرك، حتى أفكاري يريد أن يقتلعها من رأسي و ينشرها على صفحاته من أجل الفضايح.
محمدفتحي المقداد
الكرك \ الأردن