منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. #1

    معادلة من الدرجة صفر....اسحق قومي


    معادلة من الدرجة صفرْ
    بقلم اسحق قومي
    لوحة أولى:
    لن نصفه لكمْ، ولكنّا سنُدلي بمعلوماتٍ عنهُ ،أو سيتحدث بعض الحين إلينا، بطريقة عصرية.وقد تكون كما يقول (القسيس) أفرام شهرستان بطريقة الهاتف المتلفز،من يدري،عاش على هامش تلك الحياة بأبعادها ،وعاش فصول السنوات.وحين تراهُ، لن يتبادر إلى ذهنكمْ سوى لوحة لأحد المعمرين في العالمْ،أمنيتهُ أن تشرق الشمس.، كان يحب شكلها وحرارتها،ولطالما أحسَّ بأنها لم تشرق بعد.فقد أتخذ من التنور الموجود في داره.مقهى يلج إليها كلما راحت والدته تسجر التنور لتخبز لأطفالها خبزاً مقمراً.
    لوحة بالعد التنازلي:
    ينامُ كثيراً، وحين يستيقظ تراهُ يقرأُ، يقرأُ أشعار السياب، وناظم حكمة،ونيرودا،والمكزون السنجاري،يحب المتنبي،ويتذكر قولاً لعنترة،هل تذكرون ما يقوله ؟!(إذا بُليت بظالمٍ كن ظالماً وإذا لقيت أخو الجهالة فاجهلِ)
    .لكن السيد المسيح كلمة الله وروحه.يقول كلما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا بهم هكذا أيضاً)…
    أما زهير بن أبي سلمى،وعمر بن أبي ربيعة. فعاشقٌ ولهان،وعندما قرأ عنترة وغيره جعلوه يقرأُ هيجل الألماني وديالكتيكه الذي يجد فيه متنفساً للخروج من دوامة المنطق الأرسطوطالي،والنقلة والحركة عند زينون، مخمور هو حتى أخر ساعة من الليل، أقصد النهار…سيجارته…عيناه…شعرهُ، حاجباه ، يتكلم قليلاً، يكتب قليلاً، أما إذا جلس على حافة النهر الصغير المليء بأعواد الزلْ.والسمك الصغيرْ.يعيش حلمه الأبدي،طفولته.يمارس طقوس الخلوات، كمتعبدٍ بوذي…تعلمون عن المتعبد البوذي كيف يمارس طقوس صلواته ويسميها النيرفانا.!‎
    لوحة.لارا…لوليتا.بدلاً من ورديا ومريمي وفاطمي…
    كان والده فلاحاً يعمل بجانب النهر الصغيرْ، وأما هو كان يجلس إلى النهر يبعثُ بزوارقه الصغيرة،وكان يحلم بالسفر وبأغنية عذبة يحفظها ليقدمها إلى (لارا)..لارا التي ستأتي مع المطرْ،مع قوس قزح، ذاكرته تحفظ الخرافات وحكايات جدته حين كانت تحكي لهم قصة الرعد والمطرْ،والراعي الصفيرْ،وقصة الغول.وربما قصة حبها وعشقها لجدهم أيضاً…كان يكتشف خلال سماعه إياها عنصر التشويق في الحكاية.وبدون مقدمات..كان مشاكساً..تعالوا نقول: عنهُ شقي للغايةْ…
    لوحة بنفسجية:
    وتكبر الأحلامْ، وتمضي الأمسيات، وتسافر النهارات إلى المرافىء الجميلة والقديمة.وتمضي الحياة بكل جوانبها،في الحين ذاته.تتعبه معادلة من الدرجة صفر، معادلة من الدرجة صفر؟ كان الصفر يتعبه كثيراً…المرأة التي لا تقدر قيمة الصفر سيصيبها العقمْ،ستبقى بدون ولادة.ستموت.يتذكر جيداً…مناطق الألم في جسده…أعني جسد أمته التي غابت عن التاريخ منذ آلاف السنين…لكنه هو وجذورها على قيد الحياة.انه يشعر يتحسس.يلمس.يُدرك، يتألمْ..أطروحة من الحزن ....هو، يُصاب بالغثيان كما يصوره كولن ولسن في كتابه ضياع في سوهو…ربما كان مثل سيزيف أو مثل المخلوع ليوناردو دافنشي…يريد أن يخلد عملاً مثل العظماء …ربما تحول هو إلى أغنية شعبية..كان يُصاب بالغثيان..لم يقدر أن يُدلي لأي إنسانٍ بأية معلومة عن هذا الشعور.لأنه أصبح يُعاني من عقدة ليست متأصلة فيه وإنما أصبح يمتلكها كل إنسان بحسب تعبير المخلوع الذي أوجد علم النفس(سيغموند فرويد) .وإذا أردتم أن تسألوا عنه سنقول: لا ندري ، يعيش وحدته القاتلة.أصبح…لا…أصبح يعيش الاغتراب…لا بل قل الغربة وهو في أرضه، قبل الغربة بماذا كان يشعر.أو يتحسس؟! ليس من عاقل ويستطيع أن يجيب على هذا السؤالْ …فقط نحن نستطيع أن نقول:كانت أرضه مسلوبة …وكان مسلوب الإرادة …أصبح يتعامل ويتعاطى أنواعاً مختلفة من الموسيقى…ويرقص رقصة أجداده الذين عمرّوا الوجود واليوم هم مجرد أسماء تعيش تحت أكوامٍ من التراب والحجارة…لماذا لا يأخذ سيفه الخشبي ويقاتل التنين؟؟؟ من يدري.فقد قرر أن يؤلف نواة النضال في حياته.؟!
    لوحة بيضاء…
    وبعد كل هذا الصمت، قرر الآن أن يتكلمْ،وقرر أن يبوح بكل شيءٍ، ولكنه سيقلد في هذه المرة.الذين يُقال عنهم أنهم أذكياء…سيحاول أن يتلّون،سيعتمد هذه الطريقة التي كان يرفض أن يتعامل بها،من أجل ماذا؟!تريدون التوضيح..أعني توضيحاً لذلك…مطاردٌ هو من قبل والدته التي تشوه وجهها مئات الآلاف من السنين…أنظر كم هي قديمة؟ !ولكنه ليس من أجل هذا فقد أصابته الغيرة من روما التي حرقها.نيرون…واسبارتاكوس…أجل هذا الذي قاد حركة التمرد التي كان العبيد سداها ولحمتها…لن يتعرف على هوية قاتله أبداً…فقط يطالب العالم السفلي الذي يسير تحت قدميه ببعضٍ من أزهارٍ قديمة ذابلة تمثل وجه الحب الذي قتله الشر.,..ملعون من لا يكفر بالشر والظلم والظلام…ويستنكر ويشجب القتل والدمار حتى لو كان ذلك يحدث مابين بيوض الحيتان التي تعيش في المياه الدافئة…ومابين غريزتها الجنسية المكتنزة بكتابات ذاك الدجال الذي وعد الناس أن يقدم لهم عرائس البحار الزرقاء في عريٍ كامل كما كان ربهم قد خلقهم..فقط لأنَّ تعاليمه تحضُّ على الشهوة وتصعيد الغريزة الجنسية لما لها من فوائد جلية على صعيد اللبيدو الذي قال عنه فرويد…أنه أساس حركة الإنسان…
    لوحة غبي:
    يحفظ في ذاكرته جميع أشكال المثلثات،والمربعات، والدوائر، والهندسة الاقليدسية والفراغية وآخر هندسة وجودية في الجينات الوراثية…للعالم الذي يحاول الاستنساخ.كما قالت جماعة التناسخ في الأرواح…وأعوذ برب من خلق العقول كي يطلعنا على هذا العالم الواسع المخبول،ويحفظ أبسط المسائل الاجتماعية، وأشكال مختلف الأحذية العتيقة.التي احتفظ بها من أجل الذكرى معلقة على جدار (الياخور) الذي حوله إلى متحف أثري ، ويتذكر شكل ولون قميصه الممزق العتيق، وعقال والده العجوز، وخيمة جدتهِ الآرامية التي نسيها العالم…وباستطاعته أن يردد مقطوعة شعرية كان قد حفظها وهو في الصف الأول(أيها النهر لا تسر وانتظرني لأتبعكْ)….ويستطيع أن يتذكر الأعوام ما بين 1948م و1963و1967م وعام 1973م.ويتذكر أنه شارك مع أبناء المقتولين الذين ذبحهم القتلة في مذابح سفر بلك وكان عددهم يتذكر مليوني من أبناء جدلته…يعرف قانون السير في بلدته…وله ولع في مطاردة القطط الليلية ،وتذوق أنواع الخمور التي يصنعها الآشوريون في قراهم على ضفاف نهر الخابور.ولكنه ورغم كل هذا فهو ينسى اسمه في أغلب الأحيان.وحين تريد التحدث معه ،هو كالبحر رهبةً، ومن أجل ذلك يسمونه غبي.
    لوحـــة الحصادْ:
    انتهى من تقديم آخر برنامج للشيوخ والمعتوهين والعجزة، يعرف جيداً أغنية عتيقة.كانت تغنيها أمهُ تحفظها من عهد جدة جدتها التي كانوا يسمونها ميمي(نجمة)…أجل يرتل أناشيد المناجل والحصادين ،وعليه أن يوضح مذهبه في المعتقدات الخرافية التي تسود العالم المظلمْ…وأيضاً في تلك المعتقدات التي يسمونها ممنوعة ليس لأنها غير جيدة بل لأنها تتعارض مع أفكار الثعالب التي تسرق دجاج كوخنا ودجاج القابلة غير القانونية(عطية)…يريد أن يوضح مذهبه ببساطة…دعوه..يرقص.بدون أن يدرك قواعد للرقص.يعيش خارج حدود ذاته( أجل الأيكو سنتريا) لا يعرفها…أحس أن العالم يتذوق هذا النوع من الفرح…الفرح يرقص. الشمس ترقص، المرأة العارية إلاَّ من رأسها ترقص، الأشياء التي في الجهة الثانية من النهر الفائض ترقص، بقرته الحلوب ترقص، حماره ذي الثلاث أرجل يرقص، قطته السوداء التي كان والده يكرهها ترقص،وكانت جارته العاشقة التي كانت تغازله كل يوم في الظلام ترقص،الرقص.والقص، والخس، ولكنه كان يردد عبارته التي كتبها منذ زمن(ما أقسى الحياة عندما تكون خالية من الأعمال العظيمة)…
    اسحق قومي
    ***
    سوريا: حلب.23/4/1980م.


  2. #2
    قاص ومترجم
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    1,153

    رد: معادلة من الدرجة صفر....اسحق قومي

    تحاصرنا الأسئلة.. نحاول تفكيكها قدر المستطاع..تراودنا الأفكار والأطروحات كالسيل من كل جانب ..آنذاك تنفتح نوافذ الإبداع ..تريحنا ولو للحظة من هذا الحصار ..
    كأنها تكتيك لردع هذه الأفكار والتحكم فيها ليرتاح البال.تلك هي المعادلة من الدرجة صفر ، معادلة الكتابة.
    أخي إسحق قومي استمتعت بهذه الرحلة الإبداعية الفكرية.
    قصة محكمة في معناها ومبناها.
    لك التقدير الذي أنت أهل له.
    مودة.

  3. #3

    رد: معادلة من الدرجة صفر....اسحق قومي

    السلام عليكم
    من اجمل الاعمال ان لاتشبه احدا وان تطرح امرا يخصك بصدق ويجعلك تكتب ببصمة فريدة
    كنت كل هذا
    تحيتي وتقديري
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #4

    رد: معادلة من الدرجة صفر....اسحق قومي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    من أجمل الاعمال أن لا تشبه أحدا وأن تطرح أمرا يخصك بصدق ويجعلك تكتب ببصمة فريدة
    كنت كل هذا
    تحيتي وتقديري

    وعليك السلام والمودة يا أخت أحرفي المتناثرة
    سيدتي الرائعة ريمة الخاني
    لك ألف وردة وياسمينة دمشقية أقلدها إياك
    في مواسم الكلمة
    لك مودتي
    اسحق دوماً

  5. #5

    رد: معادلة من الدرجة صفر....اسحق قومي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن لشهب مشاهدة المشاركة
    تحاصرنا الأسئلة.. نحاول تفكيكها قدر المستطاع..تراودنا الأفكار والأطروحات كالسيل من كل جانب ..آنذاك تنفتح نوافذ الإبداع ..تريحنا ولو للحظة من هذا الحصار ..
    كأنها تكتيك لردع هذه الأفكار والتحكم فيها ليرتاح البال.تلك هي المعادلة من الدرجة صفر ، معادلة الكتابة.
    أخي إسحق قومي استمتعت بهذه الرحلة الإبداعية الفكرية.
    قصة محكمة في معناها ومبناها.
    لك التقدير الذي أنت أهل له.
    مودة.

    أخي حسن...لله درك .....من ذوق رفيع
    وموصول التقدير لك أيضاً....أنت من حاصرتني عهداً
    وحملتني آمانة معانقة حروفك
    لك ألف تحية أخوية
    صديقاً عزيزاً
    ومودتي
    أخوكم اسحق قومي

  6. #6

    رد: معادلة من الدرجة صفر....اسحق قومي

    فعلا معادلة من الدرجة صغر..
    لقطة مميزة
    وفقك الله
    اديبة

المواضيع المتشابهه

  1. كلّ أضحى وأنتم بألف خير....اسحق قومي
    بواسطة اسحق قومي في المنتدى فرسان العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-14-2010, 07:37 PM
  2. قصيدة للأطفال: علمي....اسحق قومي
    بواسطة اسحق قومي في المنتدى - فرسان أدب الأطفال
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12-16-2009, 11:05 PM
  3. قصيدة بعنوان: عيد الأم....اسحق قومي
    بواسطة اسحق قومي في المنتدى - فرسان أدب الأطفال
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-23-2009, 06:28 PM
  4. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-18-2009, 05:52 AM
  5. قصيدة بعنوان: هلْ تقلقي.......اسحق قومي
    بواسطة اسحق قومي في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-30-2009, 12:56 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •